غادر الرئيس اليمني السيد/ عبد ربه منصور هادي والوفد المرافق له مساء يوم أمس الأول السبت البلاد، وذلك بعد زيارة حافلة استغرقت يوما واحدا. وكان يرافق الرئيس اليمني في هذه الزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السيد/عبد الملك المخلافي، وزير النقل السيد/ مراد محمد علي، ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء عبده الحذيفي وسفير الجمهورية اليمنية في واشنطن السيد/ أحمد عوض بن مبارك، وقائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء عبدالله سالم، وسفير اليمن المعتمد لدى بلادنا السيد/ عبد الله مسلم السقطرى. مراسم ومباحثات رسمية
وقد أقيمت مراسم استقبال رسمية للرئيس عبربه منصور هادي في القصر الجمهوري، واستقبله رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، عقب هذه المراسم، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية تناولا خلالها العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والمستجدات علي الساحة اليمنية، كما استعرضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسجل الرئيسان بارتياح تطابق وجهات نظرهما بشأن المسائل التي تم التطرق إليها.
وأعرب القائدان في الوقت ذاته عن ارتياحهما لمتانة العلاقات والروابط الأخوية القائمة بين البلدين والشعبيين الشقيقين الجيبوتي واليمني، كما أكدا عزمهما علي القيام بكل مأمن شانه أن يعمق العلاقات الإستراتيجية ويمني التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وجدد رئيس الجمهورية التأكيد علي دعم جمهورية جيبوتي حكومة وشعبا للشرعية الدستورية في الجمهورية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ومساندة الجهود الهادفة إلي إعادة الأمن والاستقرار إلي أرجاء اليمن من خلال إيجاد حل شامل مبني علي مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وأشاد الرئيس بعودة الحكومة الشرعية للعمل من المحافظات المحررة، كما ثمن الجهود التي تبذلها من أجل تقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف معاناتهم.
من جهته عبر الرئيس عبد ربه منصور هادي عن شكره العميق لجيبوتي رئيسا وحكومة وشعبا علي دعمهم لليمن في محنته ورفع المعاناة عن شعبه ودعم واستقراره وأمنه ووحدة أراضيه، مؤكدا أن الشعب اليمني لن ينسي مواقف جيبوتي حيال شقيقتها اليمنية إيمانا منها بأواصر القرابة والجوار والتاريخ والحضارة التي تجمع بين الشعبيين الشقيقين.
وجدد الشكر للرئيس/ إسماعيل عمر جيله علي ما لقيه ومرافقوه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني جمهورية جيبوتي.
الرئيس اليمني في خطابه أمام البرلمانيين: نريد سلاما دائما وشاملا لا سلاما مشوها
وفي إطار زيارته لجيبوتي قام الرئيس عبد ربه منصور هادي والوفد المرافق له بزيارة للجمعية الوطنية وسط ترحيب شعبي ورسمي حار، وألى كلمة بالمناسبة، وذلك بحضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد،وأعضاء الحكومة والنواب. وقال الرئيس اليمني «في البداية يسعدني أن أهنئكم بانجاز هذا الصرح الوطني العتيد والذي افتتح في العام قبل الماضي، كما نعبر عن سعادتنا بما شهدته وتشهده جيبوتي الشقيقة من عملية بناء وإعمار وتنمية متواصلة ونتمنى لكم من صميم قلوبنا تحقيق كل ما تصبون إليه من رخاء وتقدم لشعبكم وبلدكم الشقيق».
وأردف قائلا «دعوني من هنا ومن خلال مجلسكم الموقر هذا أن أتقدم بالشكر والتقدير لأخي الرئيس/ إسماعيل عمر جله وحكومة وشعب جيبوتي علي تلك المواقف الأخوية الصادقة التي عبرت عنها بلادكم الشقيق خلال فترة الحرب واستقبال بلدكم الشقيق لإخوانكم النازحين الفارين من نار المليشيات الانقلابية وقد وجد اليمنيون من أشقائهم في جيبوتي الترحيب الكامل والتعاون اللازم في تلك الظروف الاستثنائية.
وأكد أن التاريخ شاهد علي العلاقات اليمنية الجيبوتية والتي تعتبر أنموذجا في العيش المشترك والتعاون المثمر النابع عن الاحترام المتبادل والمصالح المتداخلة والعلاقات الاجتماعية والثقافية المترابطة بين الشعبيين الشقيقين.
وتابع قائلا «لا يخفى عليكم ما تمر به بلادنا من أزمة سياسية خلقتها المليشيات الانقلابية ذات الجذور التاريخي المتخلف بدعم صالح الذي يرفض التحول السياسي والديمقراطي في اليمن، هذه الجماعات المتخلفة وحلفاؤها الإيرانيون قادت انقلابا عسكريا مكتمل الأركان علي مسارنا السياسي ومنجزاته، لقد كنا علي مشارف صناعة الأمل والمستقبل المشرق للأجيال القادمة في وطننا الحبيب، كنا على مشارف البناء والنماء وطي صفحة الماضي ومآسيه، كنا على موعد مع ميلاد اليمن الاتحادي الجديد، ولكن قوى الجهل والتخلف المشدودة للماضي والرافضة لمشروع الدولة الاتحادية والتوزيع العادل للسلطة والثروة، والرافضة لقيم العدالة والمواطنة انقلبت على كل هذه الانجازات بقوة السلاح وتجاهلت أن هذا المنهج ترفضه الأمم والشعوب اليوم ولا يمكنها الانصياع له، وهو ما تم من خلال المقاومة الباسلة والشريفة لهذا المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة أجمع. ونحن إذ نؤكد من علي هذا المنبر العتيد رغبتنا الصادقة للسلام رغبتنا في إيقاف الحرب، رغبتنا في إيقاف تلك المعاناة التي سببتها المليشيات الانقلابية لأبناء الشعب، ولكننا في الوقت ذاته لا يمكن لنا أن نفرط في تضحيات شعبنا وان نخون دماءه لا نريد سلاما مشوها ولا سلاما كاذبا نريد السلام الدائم والشامل القائم علي إنهاء الانقلاب أولا والمستند إلي المرجعيات التي أجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم أ جمع والمحددة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار2216.
وفي ختام كلمته قال «أتمني لكم النجاح والتوفيق في خدمة بلدكم وشعبكم وللعلاقات بين البلدين والشعبيين الشقيقين التطور والازدهار.
بدوره، قال رئيس الجمعية الوطنية «نلتقي اليوم بفخامتكم في مجلسنا النيابي والشعب اليمني الشقيق يمر بالعديد من التحديات والتطورات بالغة الدقة والخطورة، الأمر الذي يتطلب منا الوقوف إلي جانب هذا الشعب العربي الأصيل العزيز علي قلوبنا جميعا والذي تجمعنا به أواصر الإخوة والجوار والحضارة والتاريخ، وفي هذا السياق فإننا نؤكد تضامننا مع السلطة التشريعية المتمثلة في رئيس الجمهورية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي».
رئيس الجمهورية يقيم مأدبة غداء على شرف الرئيس هادي والوفد المرافق
على صعيد ذي صلة، أقام رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله ظهر أمس الأول السبت مأدبة غداء في القصر الجمهوري على شرف الرئيس اليمني السيد/ عبدربه منصور هادي والوفد المرافق له . وشارك في المأدبة من الجانب الجيبوتي، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الداخلية السيد/ حسن محمد عمر، ووزير التجهيزات والنقل السيد/ محمد عبد القادر موسى حيلم، ومدير عام الأمن السيد/ حسن سعيد خيري، والسفير الجيبوتي المعتمد لدى اليمن السيد/ محمد علي عيسى، ومدير ديوان الرئاسة السيد/ فتحي أحمد شمسان.
المصدر :alqarn