عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله عصر يوم أمس الأحد إلى البلاد بعد مشاركته في القمة الـ16 لـ»لمنظمة الفرانكفونية» التي استضافتها عاصمة مدغشقر أنتاناناريفو يومي أمس الأحد وأمس الأول السبت، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر محمد كامل، وأعضاء الحكومة، فضلا عن مسؤولين عسكريين ومدنيين كبار آخرين.
وكانت القمة الفرانكفونية قد انعقدت في دورتها الحالية تحت شعار «النمو المشترك والتنمية المسؤولة: شروط الاستقرار في العالم والفضاء الفرنكوفوني»، وجمعت نحو 20 رئيسا ورئيس حكومة بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وركزت القمة على مناقشة ملفات مقاومة الإرهاب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والترويج للغة والثقافة الفرنسية، علاوة على قضايا أخرى هامة.
وكان ريس الجمهورية قد ألقى في القمة كلمة أوضح فيها أن بلادنا التي تحتل مكانة خاصة في الفضاء الفرنكوفوني، جعلتها الصدفة الجغرافية والأحداث التاريخية واحة فرنكونية في منطقتنا، وأن استخدام اللغة الفرنسية فيها بات اليوم رمز هوية، وأقوى من لغاتنا الوطنية وتقاليدنا.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: «إذا كان صحيحا أن اللغة الفرنسية هي القاسم المشترك لأسرتنا الفرنكفونية، فإنه لا ينبغي أن تطغى على النماذج الأخرى التي توحدنا عبر المسافات الجغرافية الفاصلة بيننا».
وأكد أن التنوع البشري والثقافي والعقائدي والأيدلوجي يعتبر من القيم الأساسية للفرانكفونية والتي تتطلب الاحترام والتسامح والعيش المشترك والتعايش السلمي. مشيرا إلى أن هذه القيم من شأنها أن تجنب الشعوب الفرنكونية الغرق الجماعي بات أمرا واردا في ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم.
وفي سياق مواجهة التحديات، أشار الجمهورية إلى أنه من مسؤولية الأسرة الفرنكوفونية أن تكون قوة لتقديم الاقتراحات والعمل من أجل تحفيز عملية النقلة النوعية، وأن تكون نموذجا لإظهار قدرتها على إيجاد بديل موثوق به يرتكز على الموارد المتجددة والمستدامة للأجيال الحالية والقادمة، ويجعل النمو في الوقت ذاته أداة لتقاسم الثروة بين شعوبنا.
هذا وأشادت الدورة 16 لقمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في ختام أعمالها أمس الأحد بأنتاناناريفو، بنتائج (كوب 22)، الذي احتضنته مدينة مراكش خلال الفترة من 8 إلى 18 نوفمبر الجاري.
وجاء في البياني الختامي الذي توج أعمال القمة «إننا نشيد بنتائج الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر التغيرات المناخية بمراكش (كوب 22)».
وأضاف البيان الختامي أن المؤتمر الأممي الذي نظم بالمغرب مكن من تحقيق تقدم في مسار تفعيل اتفاق باريس وتطبيق مختلف القرارات ذات الصلة.
ودعا المشاركون في قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية إلى مواصلة مواكبة الديناميكية التي أطلقتها قمة مراكش، مؤكدين عزمهم اتخاذ الإجراءات والتدابير الضرورية الكفيلة بضمان ترجمة التزامات مؤتمر باريس إلى عمليات وأنشطة ملموسة.
وشددوا على أهمية الرفع التدريجي لسقف طموحات الأطراف، والعمل من خلال برامج الدعم، على تشجيع جهود البحث والاستثمار والولوج للتنمية العادلة والمستدامة القائمة على أساس اقتصاد يقوم على الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية وإعادة التدوير والنهوض بالطاقات الدائمة والمستدامة.
وأعربت البيان عن دعم القمة للمبادرات الرامية إلى تشجيع نشر الاستراتيجيات الوطنية لتنمية تخفيض انبعاثات الكربون وتشجيع ولوج الجميع إلى الطاقة المستدامة، في أفق سنة 2020، وذلك على غرار تلك التي تم اعتمادها من أجل تنمية الطاقات المستدامة في أفريقيا.
كما عبر قادة الدول والحكومات المشاركون في قمة مدغشقر عن دعمهم للتفعيل الكامل للصندوق الأخضر للمناخ بهدف دعم مشاريع ملموسة للتخفيض والتكيف، وتعزيز كفاءات وقدرات البلدان الفرنكوفونية بهدف ضمان استخدام دائم ومستدام للموارد.
المصدر :alqarn