ستقبل رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأربعاء في القصر الجمهوري سفراء وقناصلة جمهورية جيبوتي المعتمدين لدى دول العالم، وذلك ضمن فعاليات مؤتمرهم الثاني الذي يختتم اليوم الخميس. وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع، رحب رئيس الجمهورية بانعقاد المؤتمر الثاني للسفراء والقناصل العامين لبلادنا، والذي يأتي تنظيمه بعد عشر سنوات من انعقاد مؤتمرهم الأول في عام 2006. وأعرب عن أمله في أن ينعقد هذا المؤتمر بصورة منتظمة وأن يكون منبرا لتبادل السفراء الأفكار مع أعضاء الحكومة، وكذلك فيما بينهم بِشأن الدور الذي يجب أن تلعبه بلادنا على الساحة الدولية. وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: «إن هذا المؤتمر يتيح لنا الفرصة لإعادة تعريف أولوياتنا وأهدافنا الاستراتيجية في السياسة الخارجية، ومن هنا يجب أن نشحذ هممنا في ظل التوقعات الكثيرة لمواطنينا والآمال الكبيرة المعقودة علينا» . وأردف «إن مهمتكم، تتطلب درجة عالية من المهنية والممارسة والحرفية. وكما تعلمون، فإن بلادنا تعتبر من الدول التي يعول عليها في الساحة الدولية على الرغم من صغر حجمها. وهذا يرجع بالطبع إلى دبلوماسيتنا النشطة، المسخرة لخدمة الدولة والأمة.
وإنها مهمة شاقة تتطلب منكم التفاني والإتقان في مختلف المجالات، وسيبقى الاقتصاد والتجارة والاستثمار في قلب العمل الدبلوماسي».
وأكد رئيس الجمهورية على أهمية تضافر الجهود الوطنية، داعيا كل الوزارات لتنسيق مبادراتها وأنشطتها مع وزارة الشؤون الخارجية.
وأوضح أن الدبلوماسية باتت اليوم أداة مهمة لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن التغير المستمر في السياق الوطني والإقليمي والدولي، يحتم القيام بقراءة متأنية ومنتظمة للقضايا من أجل فهم أفضل لخياراتنا، وتشخيص نقاط القوة والمعوقات. وأوضح أن هذا هو السبب الذي يدعو دبلوماسينا إلى أن يكونوا على اطلاع جيد ودراية تامة برؤيتنا الوطنية الاقتصادية.
وأضاف رئيس الجمهورية بالقول: «ضمن أولوياتنا، في المقام الأول تطوير الاقتصاد الوطني من خلال بناء وتحديث بنيتنا التحتية، ومن ثم تعزيز وإثراء الثقافة الجيبوتية، التي تعتبر ثمرة الهوية العربية الإفريقية، وإن كون بلدنا بلد التبادل واللقاء والسلام والتسامح ينبغي أن يكون من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الترويج له في البلدان التي أنتم معتمدون لديها».
وكشف النقاب عن أهمية قطاع السياحة لخدمة التنمية، في ظل الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها جيبوتي في هذا المجال من تنوع الحيوانات والنباتات البحرية، والمناظر الخلابة والطبيعة الجيولوجية الفريدة من نوعها، مؤكدا إلتزام الدولة القوي بتطوير هذا القطاع، وأن مشاريع واسعة النطاق هي الآن قيد الدراسة.
وتطرق رئيس الجمهورية في خطابه إلى قضايا كثيرة من حتميات العولمة ومستقبل القارة السمراء، والضرورات التي تحتم على بلادنا أن تكون المثل الأعلى في التكامل الإقليمي وترسيخ السلام والاستقرار ليس فقط في منطقتنا وإنما في أماكن أخرى أيضا من أفريقيا وخارجها.
وأكد أن التغيرات الهائلة والسريعة في عصرنا تفرض تدريب الكوادر بما في ذلك كوادر الخارجية بهدف جعل الدبلوماسية الجيبوتية أكثر نشاطا وحيوية وفعالية؛ وأكثر انسجاما مع الواقع ومتطلبات العالم الحديث.
المصدر :alqarn