عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم أمس الأول الثلاثاء إلى البلاد بعد زيارة رسمية استغرقت 48 ساعة إلى جمهورية مصر العربية ، وذلك على رأس وفد رسمي من بين أعضائه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف ، ووزير الاقتصاد والمالية / إلياس موسى دواله ، ووزير الصحة الدكتور جامع علمي عكيه ، ورئيس سلطات الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبوبكر عمر حدي . وكان رئيس الجمهورية قد استهل زيارته للقاهرة يوم الاثنين الماضي بعقد جلسة محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين جيبوتي ومصر فى شتى المجالات ، إلى جانب استعراض التطورات في منطقة القرن الأفريقي، واليمن، وحالة السلم والأمن في إفريقيا، فضلاً عن الإعداد لقمة الاتحاد الأفريقي المزمع عقدها في أديس أبابا خلال شهر يناير المقبل. ونوه الرئيسان بأهمية بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي ونشاط الشركات المصرية في جيبوتي لاسيما في قطاعات الطاقة والبناء والتشييد والدواء.
وأكد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله, أواصر الأخوة والصداقة بين البلدين الشقيقين وخصوصية العلاقة بينهما, والحرص المشترك من الجانبين علي تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلي آفاق أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة.
وأشاد رئيس الجمهورية خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري , بنتائج المباحثات التي جرت بين الجانبين في القاهرة في جو من الود والتفاهم التام فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية والمستجدات العربية والإقليمية والدولية.
ونوه رئيس الجمهورية بتطابق وجهات النظر بين البلدين بشأن كافة القضايا التي تم التطرق إليها خلال المباحثات بما يوفر أساسا متينا للارتقاء بالعلاقات المشتركة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما ثمن أيضا ما تم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات بما يعود بالنفع علي البلدين والشعبين الشقيقين, معربا في الوقت نفسه عن تطلعه لمزيد من التواصل الشخصي مع الرئيس السيسي بما يعزز التعاون المشترك بين البلدين علي كافة المستويات وفي مختلف المجالات.
من جانبه, أكد الرئيس السيسي, علي حرص مصر علي تكثيف التنسيق والتشاور مع جيبوتي إزاء التحديات القائمة بمنطقتي البحر الأحمر والقرن الإفريقي, مشددا علي أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم علي عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وعدم التآمر ضدها.
وأضاف السيسي- أن المناقشات التي جرت بين الجانبين كانت مثمرة وبناءة بما يسهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين في مختلف المجالات, منوها بتبادل الخبرات بين هيئة قناة السويس وهيئة موانئ جيبوتي بما يتيح مزيدا من التعاون بين البلدين.
وشدد الرئيس السيسي على استمرار مصر في دعم ومساندة جيبوتي في مجالات التنمية خاصة فيما يتعلق ببناء القدرات والصحة والتعليم من خلال جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية بما يسهم في تلبية احتياجات أبناء جيبوتي.
وأشار الرئيس السيسي إلي أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين الجانبين تعكس حرص البلدين علي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي آفاق أوسع وأرحب بما يسهم في تعزيز التعاون المشترك وتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.
ونوه الرئيس السيسي, بأهمية موقع جيبوتي وارتباطه المباشر بأمن منطقة البحر الأحمر, مضيفا أن الجانبين أكدا متانة وقوة العلاقات الثنائية وما تتيحه من آفاق أرحب للتعاون المثمر وضرورة تعظيم الاستفادة من هذه العلاقات القوية لتحقيق مصالح الشعبين.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر لمواقف جيبوتي الداعمة لها في إطار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في أعقاب ثورة30 يونيو, وما عكسته من قوة وعمق العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين.
وشهد الرئيسان عقب جلسة المباحثات بينهما ، توقيع اتفاق تعاون اقتصادي وفني، ومذكرة تفاهم فى مجال التعاون التجاري، ومذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وهيئة الموانئ والمناطق الحرة فى جيبوتي، ومذكرة تفاهم فى مجال الصحة والدواء، ومذكرة تفاهم فى مجال التعليم الفنى، ومذكرة تفاهم فى مجال الاشتراك فى المعارض والأسواق الدولية، ومذكرة تفاهم فى مجال استيراد وتصدير المواشى واللحوم.
وقع هذه الاتفاقات من الجانب الجيبوتي وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى السيد/ محمود على يوسف ، ووزير الصحة الدكتور جامع علمي عكيه ، ورئيس سلطات الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبوبكر عمر حدي . فيما وقعها من الجانب المصري كل من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عصام فايد ، ووزير التربية والتعليم الهلالى الشربينى ، ووزير التجارة والصناعة طارق قابيل ، ووزيرة التعاون الدولى سحر نصر ، ووزير الصحة الدكتور أحمد عماد ، ونائب رئيس هيئة قناة السويس اللواء عبدالقادر درويش .
رئيس الجمهورية يعقد سلسلة لقاءات في القاهرة
ضمن برنامج اليوم الثاني من زيارته لمصر ، التقى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأول الثلاثاء بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول أخر مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة ما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية وكيفية التعامل مع الأزمات في كل من سورية وليبيا واليمن.
وقد أكد رئيس الجمهورية أثناء اللقاء دعم جيبوتي الكامل للأمين العام في أدائه لمهام منصبه، وأيضاً في جهوده الرامية لتنشيط دور الجامعة العربية في التعامل مع القضايا العربية ذات الأولوية، في حين حرص الأمين العام على التأكيد بدوره على إيجابية الدور الذي تلعبه جيبوتي ضمـن منظومة العمل العربي المشترك، وتطلعه لأن يقوم بزيارة إلى جيبوتي في الفترة القريبة المقبلة ضمـن الزيارات الدورية التي يقوم بها إلى مختلف الدول العربية منذ بدء توليه مهام منصبه.
كما التقى رئيس الجمهورية برئيس البنك الافريقى للاستيراد والتصدير السيد/ بندكت أوراما ، وبحث معه إمكانية دعم البنك للجهود الرامية لتطوير البنية التحتية في جيبوتي.
وفي لقاء آخر ، استقبل رئيس الجمهورية مسؤولي شركة Elsewedy) المصرية العاملة في مجال الكهربائيات ، والتي ترغب في الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة في بلادنا.
من جهة أخرى ، استقبل رئيس الجمهورية ممثلين للطلاب والجالية الجيبوتية في القاهرة ، واستمع منهم خلال اللقاء إلى الملاحظات المتصلة بأوضاعهم ، وحث الرئيس الطلاب على بذل قصارى جهودهم لتحقيق النجاح في مشوارهم التعليمي ، مؤكدا وقوف سفير جيبوتي في القاهرة الى جانبهم للتذليل الصعوبات التي تواجههم. كما دعا رئيس الجمهورية الجيبوتيين المقيمين في مصر عامة إلى أن يكونوا مثالا يحتذي به في دراستهم أو أعمالهم .
وفي إطار هذه اللقاءات ، استقبل رئيس الجمهورية أيضا ممثلين من إحدى المنظمات غير الحكومية اليمنية الناشطة في مجال السلام ، الذين قدموا له درعا تقديرا للدعم الأخوي والإنساني الذي تقدمه جيبوتي للاجئين اليمنيين المقيمين في أراضيها .
المصدر :alqarn