عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم أمس الأول الثلاثاء إلى البلاد بعد مشاركته في القمة الـ28 للاتحاد الأفريقي التي انعقدت فعالياتها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي الثلاثاء والاثنين. وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، وأعضاء الحكومة ومسؤولون عسكريون ومدنيون كبار آخرون. وقد بحثت القمة الأفريقية الـ28 عددا من القضايا الإستراتيجية كمشروع تكامل القارة وإنشاء منطقة تجارة حرة قارية بحلول 2017، وتقديم موضوع السنة الإفريقية من خلال إعلان القمة حول موضوع السنة «2017 السنة الإفريقية لتسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، ومناقشة عدة مقررات وإعلانات حول حالة السلم والأمن في القارة، واعتماد الوثيقة النهائية لخلوة رؤساء الدول والحكومات حول إصلاح الاتحاد الإفريقي، ومقررات الدورة العادية الثلاثين لمجلس وزراء الخارجية الأفارقة.
وشهدت القمة انتخاب رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي رئيسا جديدا للإتحاد الإفريقي خلفا للرئيس التشادي إدريس ديبي الذي ترأس الدورة السابقة للقمة، كما انتخبت القمة وزير خارجية التشادي موسى فقيه رئيسا لمفوضية الاتحاد.
هذا واختتم الزعماء الأفارقة قمتهم الـ28 ببيان تضمن التأكيد على ضرورة إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الإفريقي وآلية عملها، فضلاً عن إنشاء منطقة تجارة حرة بين دول القارة، إلى جانب تمكين الشباب وإعلان 2017 عاماً للاستثمار في الشباب.
وقررت القمة دعم التنمية وحقوق الإنسان في إفريقيا، والترحيب بعودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي، وكذلك تمويل ميزانية الاتحاد الإفريقي.
واتفق القادة الأفارقة على عقد القمة الإفريقية الـ29 في يوليو القادم بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا.
وأشاد البيان الختامي للقمة بتقرير رئيس رواندا بول كجامي رئيس لجنة إصلاح مؤسسات الاتحاد الإفريقي، ودعا البيان إلى مواصلة عمل اللجنة من أجل تقديم هيكل متكامل لإعادة بناء هيكلة الاتحاد الإفريقي. وشدد كذلك على أهمية تمكين الشباب الإفريقي سياسياً واقتصادياً، واعتماد الخطة العشرية الأولى من أجندة الاتحاد.
ودعت القمة إلى ضرورة العمل على تعزيز قدرات حفظ السلام الإفريقية، وإيجاد التمويل المستدام لها، وفي هذا الصدد، كلفت القمة رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما بالتواصل مع الأمم المتحدة لإيجاد التمويل المستدام لقوات حفظ السلام الإفريقية لمنع النزاعات والصراعات. وكلفت القمة أيضا الرئيس الأوغندي يوري موسفيني بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول ملف الهجرة.
كما ناشد البيان الختامي للقمة أطراف النزاع في ليبيا، جنوب السودان، بوروندي، وإفريقيا الوسطى، استبعاد الخيار العسكري، واعتماد الحوار لحل الخلافات في السلطة، وضرورة تعزيز الجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار في مالي، مع العمل على دعم الصومال لتمكينه من إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديمقراطية.
ورحب البيان بتعاون الأمم المتحدة مع الاتحاد الإفريقي ومنظمة “الإيجاد” لإنهاء الأزمات، مشيدا بخارطة الطريق التي قدمها أمين عام الأمم المتحدة الجديد أنطونيو غوتريش لحل النزاعات والصراعات في إفريقيا.
كما عبر البيان عن قلق الاتحاد إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا، وحذر من خطورة الفوضى، التي تهدد السلم الإقليمي والدولي. وأدان الإرهاب بكافة أشكاله في ليبيا، وخاصة الإرهاب الذي تمثله تنظيم “الدولة الاسلامية”؛ و”بوكو حرام”، غربي إفريقيا، وحركة “الشباب”، في شرق القارة.
ودعا البيان إلى ضرورة توفير الفرص العادلة للشباب والإسراع والتعجيل بالتكامل الأفريقي وتطوير التجارة والتصنيع، واستكمال المشروعات الحيوية وتعزيز حرية التنقل.
رئيس الجمهورية يحضر مأدبة عشاء أقامها ملك المغرب ويلتقي ديسالين
على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية على هامش قمة الاتحاد الإفريقي برئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريم ديسالين، واستعرض معه العلاقات الثانية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما حضر رئيس الجمهورية مأدبة عشاء أقامها ملك المغرب محمد السادس على الزعماء الأفارقة في فندق شيراتون أديس أبابا في إطار مساعي بلاده لفتح آفاق جديدة للعلاقات المغربية ـ الأفريقية؛ في أعقاب قرارها العودة إلى عضوية الاتحاد الأفريقي بعد قطيعة دامت 32 عاما.
المصدر :alqarn