الرئيسية / news / الرئيس لمجلة كابيتال الإثيوبية: التكامل الاقتصادي بين البلدين نموذج ناجح

الرئيس لمجلة كابيتال الإثيوبية: التكامل الاقتصادي بين البلدين نموذج ناجح

أجرت مجلة كابيتال الإثيوبية حوارا مع رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله تناول فيه بإسهاب التطورات المرتبطة بالنمو الاقتصادي اللافت الذي تشهده بلادنا، وأبعاد المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها، والوجود العسكري الأجنبي، والعلاقات الجيبوتية– الإثيوبية وآفاقها المستقبلية، ودور جيبوتي وإثيوبيا في مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب قضايا أخرى. وفي معرض إجابته عن سؤال حول النمو الاقتصادي في بلادنا الذي بلغ 6.5٪ هذا العام، والذي يتوقع أن يصل إلى 7٪ في العام المقبل (أي ضعف معدل النمو في عام 2009). قال رئيس الجمهورية « لقد أسهمت عدة عوامل في التطور الإيجابي لاقتصادنا. كل شيء ينبع من تغيير عقلية الناس، بدءا من القمة إلى القاع. أولا وقبل كل شيء، أردنا أن نغير كوننا أمة تعتمد على المساعدات، والعيش تحت عطف المجتمع الدولي، أخذنا الوقت للتفكير في أفضل مسار للعمل وقررنا تسخير جغرافيتنا لمصلحتنا الفضلى.  

ثم اتخذنا خطوات لتطوير أنفسنا كمركز للنقل البحري والخدمات اللوجستية والتجارية، وهذا ما جعلنا نمتلك سلسلة من الموانئ المجهزة بالتكنولوجيا المتطورة. وقد اجتذبت هذه التحولات على الفور المستثمرين الأجانب. وفي الواقع، كان هناك تدفق كبير لهؤلاء المستثمرين إلى جيبوتي منذ أن اعتمدنا العديد من الحوافز بما في ذلك النافذة الموحدة وامتيازات المنطقة الحرة».وفي سياق رده على سؤال حول كيفية تغلب جيبوتي على مشكلة نقص العمالة الماهرة في ظل المشاريع الكبرى الجارية في البلاد، قال رئيس الجمهورية:» كنا ندرك أن التحول الاقتصادي لبلدنا سيضعنا أمام ظهور الكثير من المهن والمؤهلات غير المتاحة في بلدنا. ولردم الفجوة الوشيكة بين الطلب في السوق والمهارات المتاحة، قمنا بإعادة الصياغة المهنية لنظامنا التعليمي. وعملنا على إعادة تأهيل المهن الفنية. ونتيجة لذلك، غيرت وزارة التعليم اسمها وأصبحت وزارة التربية الوطنية والتدريب المهني. وقد أدى هذا الوضع الجديد إلى ظهور عدد من مؤسسات التدريب العملي، بما في ذلك مركز بلبلا لتدريب المرأة. والأهم من ذلك أننا أقمنا شراكات بهدف زيادة التآزر بين الشركات الخاصة والنظام التعليمي الجيبوتي. وهكذا، وقعت مؤخرا شركة الهندسة المدنية الصينية (سي.سي.إي.سي.سي ) والثانوية الصناعية والتجارية بجيبوتي اتفاقية شراكة لتوظيف 1000 طالب بعد تخرجهم في نهاية العام الدراسي الحالي».
وعن تقييمه لمستقبل العلاقات الجيبوتية – الإثيوبية، قال رئيس الجمهورية مجيبا عن سؤال في هذا السياق: «إن الترابط بين جيبوتي وإثيوبيا وصل لحد الشراكة في أثمن شيء في الحياة، وهو الماء والغذاء. وأذكركم بأن بلدنا لديه مناطق زراعية في إثيوبيا، ويعمل شعبانا معا لنقل مياه الشرب من إثيوبيا إلى جيبوتي. إن الشراكات بين بلدينا تتجلى الآن في استثمارات في جميع قطاعات الأنشطة، بما في ذلك القطاعات الاستراتيجية من قبيل الطاقة واللوجستيات والنقل والاتصالات. ويسعدني أن شعبينا يعملان الآن كنموذج ناجح للتكامل الاقتصادي للمنطقة بأسرها.
وفي رأيي، فإن هذا الزخم سيستمر ويتعزز أكثر في المستقبل. وعلى أية حال، ليس أمام بلدان القارة السمراء أي خيار آخر، حيث يجب عليها في ظل العولمة، أن توحد جهودها لمواجهة التحديات الجديدة، وإدماج الاقتصاديات هو الخطوة التي ينبغي أن تؤدي إلى سوق واحدة».
وحين سئل عن تقييمه لدور جيبوتي وإثيوبيا في سياق مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمي عامة، والصومال بوجه أخص ، أعرب رئيس الجمهورية عن رضاه عن الدور الذي يلعبه البلدان لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنهما يشاركان عسكريا في الصومال في إطار بعثة حفظ السلام الأفريقية في هذا البلد، موضحا في ذات الوقت أن البلدين عضوان كذلك في القوة المندمجة لمنطقة شرق أفريقيا الجاهزة للتدخل في مسارح الصراعات داخل هذه المنطقة. مضيفا بالقول: «إن منع الصراعات وتكاتف الجهود للحد من ظاهرة عدم الاستقرار السياسي أمر حتمي يجب على أممنا أن تظهر فيه تضامنا مثاليا إزاءه. فبدون الاستقرار لن يكون هناك تكامل اقتصادي تنموي».
وتناول رئيس الجمهورية حديثه إلى مجلة كابيتال الاثيوبية قضايا أخرى من قبيل الوجود العسكري الأجنبي في جيبوتي ومدى إسهامه في الاستقرار الإقليمي، فضلا عن نتائج زيارته لإثيوبيا، حيث أشار إلى أن هذا الوجود العسكري الأجنبي يرجع إلى جملة من العوامل من أهما قرب جيبوتي من العديد من المناطق التي يعتبرها المجتمع الدولي خطيرة للغاية، ولاسيما الصومال واليمن، بالإضافة إلى كونها مطلة على واحدة من أكثر طرق الشحن أهمية في العالم، وحيوية أمن مضيق باب المندب والحاجة لمحاربة الإرهابيين.
وأكد أن بلادنا تشارك بشكل كامل جنبا إلى جنب مع القوات الدولية في الجهود الجماعية لمحاربة الإرهاب والقرصنة البحرية في خليج عدن. مبينا أن التعاون الإيجابي في هذا الاتجاه أسهم في تراجع القرصنة البحرية الإرهاب في المنطقة إلى حد كبير.
وفي معرض تطرقه لنتائج زيارته لإثيوبيا، أكد رئيس الجمهورية على أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية، وإعطاء ديناميكية جديدة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

المصدر :alqarn