عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، عصر يوم أمس الأول الثلاثاء إلى البلاد عقب مشاركته في أعمال القمة الـ29 للاتحاد الإفريقي والتي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 3 و4 من شهر يوليو الجاري. واستقبل رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي من قبل رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، والعديد من أعضاء الحكومة إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الفريق زكريا شيخ إبراهيم، ومدير عام الأمن السيد/ حسن سعيد خيري، ومدير عام الشرطة الوطنية العقيد/ عبد الله عبدي فارح، وقائد الدرك الوطني العقيد/ زكريا حسن آدم.
و رافق رئيس الجمهورية إلى القمة الاعتيادية للاتحاد الإفريقي ضم وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الناطق باسم الحكومة السيد محمود علي.
رئيس الجمهورية يطلع القادة الأفارقة على تطورات الخلاف الحدودي مع أريتريا
وفي خطاب ألقاه في ختام أعمال القمة أطلع رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله القادة الأفارقة على المستجدات الأخيرة في النزاع الحدودي بين بلادنا وإريتريا.
وفي مستهل كلمته أشاد بالسيد/ ألفا كوندي رئيس الاتحاد الإفريقي على حسن إدارته لأعمال القمة الـ29، كما أعرب عن الشكر والتقدير لكل من رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين وشعبه على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظيت به الوفود المشاركة في مؤتمر القمة، ورئيس مفوضية مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي السيد إسماعيل شرقي على تقديم تقرير شامل عن حالة الأمن والاستقرار في القارة السمراء.
وفي معرض حديثه عن تجدد النزاع الحدودي بين بلادنا وأريتريا، أشار رئيس الجمهورية إلى أن أريتريا توغلت بصورة غير قانونية في المنطقة الحدودية في أعقاب تخلي قطر عن الوساطة وسحب كامل قواتها من راس دوميرا وجزيرة دميرا، الأمر الذي يعد انتهاكا مباشر القراري لجلس الأمن الدولي رقم 1862 و 1907 «.
ودعا رئيس الجمهورية مجددا الاتحاد إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لححلة الأزمة، معبرا عن الشكر والتقدير لرئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي والذي أرسل بسرعة إلى المنطقة بعثة لتقصي الحقائق.
وأضاف قائلا: «إنه من الضروري أن يتحرك الاتحاد الإفريقي في أسرع وقت ويتحمل مسئولياته بعد أن أبلغناه بتطورات الأوضاع لتقليص التوتر الحاصل وسد الفراغ الذي خلفته قطر، لتجنب أي تصعيد، والعمل من أجل إبرام اتفاقية بين الجانبين لترسيم الحدود المختلف عليها بين بلادنا وأريتريا.
وذكر في ختام كلمته أكد رئيس الجمهورية أن البلدين سبق وأن وقعا معا على ميثاق الاتحاد الإفريقي، وأنه انطلاقا من ذلك على القادة اتخاذ الترتيبات والإجراءات المطلوبة إزاء هذه القضية.
ملفات شائكة أمام القمة
وخاضت مفوضية الاتحاد الأفريقي الجديدة، برئاسة موسى فكي، أول اختبار حقيقي، خلال القمة الأفريقية الـ29، التي شهدت مشاركة نحو 29 من الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات، و4 نواب رؤساء. إضافة إلى ممثلين عن الشباب الأفريقي،وجاءت القمة في ظل تحديات سياسية وأمنية كبيرة تشهدها القارة، إلى جانب النزاعات والصراعات المسلحة. وناقش القادة الأفارقة كثيراً من الملفات، بينها الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وخطوات إصلاح مجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية.
وكان على سلم القضايا التي تصدت لها القمة الاعتيادية للاتحاد الإفريقي الملف الحدودي بين بلادنا وأريتريا، والذي شهد توتراً على طول المثلث الحدودي بين البلدين، بعد أن أعلنت قط مؤخرا، سحب كامل قواتها الفاصلة من المنطقة الحدودية.
ومن أبرز الملفات الشائكة التي كانت مطروحة على طاولة القمة الأفريقية أيضا الصراعات والنزاعات، والمحكمة الجنائية الدولية، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي وتمويل الاتحاد.
وفي هذا الصدد استمعت القمة إلى تقرير من رئيس المفوضية حول حالة السلام والأمن في القارة مع توصيات بشأن الحلول المقترحة.
على صعيد آخر بحث القادة الأفارقة على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين موضوعات عدة من أبرزها مكافحة الإرهاب، والهجرة، والاتجار بالبشر، فضلا عن تسليط الضوء على تطورات الأوضاع في جنوب السودان، والصومال، وليبيا، والكونغو الديمقراطية.
وأقيمت القمة تحت شعار «تسخير العائد الديمغرافي والاستثمار في الشباب»، حيث قدم الرئيس التشادي، إدريس ديبي، تقريراً مفصلًا حول «خارطة طريق» تتضمن 4 ركائز أساسية، تتمثل في التوظيف وريادة الأعمال، والتعليم وتنمية المهارات، والصحة والرفاهية، والحوكمة وتمكين الشباب.
كما ناقشت القمة الإرهاب، الذي تعاني منه منطقة بحيرة تشاد، جراء نشاط جماعة «بوكو حرام»، والتهديد الذي تمثّله حركة «الشباب» في الصومال، إلى جانب نشر قوة الحماية الإقليمية في جنوب السودان، والتقارير، التي أعدتها لجان الاتحاد الأفريقي، حول مختلف المجالات.
وفي إطار مناقشة قضايا السلم والأمن الأفريقي، استعرضت القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في ليبيا، والصومال، وبوروندي، وأفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية.
وفد جيبوتي يشارك في اجتماع للدول المساهمة في بعثة الأميصوم
على هامش قمة الاتحاد الإفريقي الـ29 الاعتيادية بأديس أبابا، شارك وفد جيبوتي في اجتماع للدول المساهمة في بعثة الاتحاد المكلفة بحفظ السلام في الصومال والمعروفة ببعثة « الأميصوم»
وشكل الاجتماع فرصة لتسليط الضوء على التقدم الذي أحرزته قوات الاتحاد الأفريقي التي تدعم القوات الحكومية في حربها ضد حركة الشباب المتطرفة والمرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفي هذا الصدد أكد المجتمعون على الدور المحوري لقوات الاتحاد في الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق الذي يعاني من الفوضى وانعدام الأمن لما يزيد عن عقدين.
وتطرق المتحدثون إلى الصعوبات التي تواجه بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال خصوصا ما يتعلق بنقص التمويل، وذلك على الرغم من الانجازات الميدانية التي أدت إلى تراجع قدرات مسلحي حركة الشباب.
وتجدر الإشارة إلى جمهورية جيبوتي تساهم منذ العام 2011 في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال بقوة قوامها 2000 جندي يتمركزون في إقليم «هيران» بوسط البلاد.
المصدر :alqarn