وصف سفير جمهورية جيبوتي في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السيد/ محمد ظهر حرسي، العلاقات الجيبوتية– المصرية، بأنها «قديمة قدم التاريخ». وأشار في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، إلى أن تاريخ مصر مع شعوب القرن الأفريقي ضارب في القدم، فمصر دولة عربية لها ثقل تاريخي في المنطقة .. مؤكدا أن بلادنا تتطلع دائما لتطوير هذه العلاقات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وكشف النقاب عن المصالح المشتركة التي تربط بين جيبوتي ومصر، وقال «إن مصر عضو في منظمة الكوميسا للتبادل التجاري الحر وسوف تطور جيبوتي منطقة التجارة الحرة بحيث تستوعب المنتجات المصرية ومن ثم إعادة تصديرها إلى باقي الدول».
وذكر أن مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع جيبوتي عقب نيلها الاستقلال عام 1977 وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي عشرين مليون دولار عام 2009، كما وقع البلدان ما يصل إلى حدود 31 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون في مختلف المجالات، وبدأت استثمارات مصرية في مجال العقارات في جيبوتي.
ولفت إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الأزهر الشريف والجامعات الحكومية في تدعيم العلاقات الثقافية بين البلدين وذلك من خلال إرسال البعثات إلى جيبوتي، علاوة على المنح المجانية التي تمنحها جامعة الأزهر للطلاب الجيبوتيين.
وعلى الصعيد الاقتصادي .. أشار السفير محمد ظهر حرسي إلى أن جيبوتي حققت إنجازات كبيرة وانتهجت سياسة جذب الاستثمارات الدولية والإقليمية إليها .. موضحا أنها تمكنت من تحقيق توازن اقتصادي وإعادة الهيكلة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية للاقتصاد، علاوة على تنفيذ المشروعات العملاقة مثل تطوير الموانئ والطرق ومشروع القطار السريع الذي يربط بين جيبوتي وأثيوبيا بالإضافة إلى شبكة الطرق داخل جيبوتي ومع دول الجوار.
وذكر السفير الجيبوتي أن بلادنا واجهت تحديات تقيد انطلاق طموحاتها خاصة أنها تشرف على أحد أهم المناطق الإستراتيجية في البحر الأحمر لاسيما بعد أن أصبحت جزءا في الحرب على الإرهاب، وشدد على أن جيبوتي تتوسط محيطا يعج بالنزاعات الإقليمية الأمر الذي جعلها تواجه تحديا في منطقة مملوءة بالأزمات والحروب. موضحا أن بلادنا آثرت التمسك بسياسة الحياد إزاء حروب جيرانها رغم المعاناة التي أفرزتها تلك المواجهات نظرا للتداخل القبلي والاجتماعي والجغرافي بين دول المنطقة مما جعل سنوات الحرب بين الصومال وإثيوبيا من أكثر السنوات صعوبة على القيادة الجيبوتية ورغم كل ذلك ابتعدت جيبوتي عن سياسة التحالفات بل على العكس ساهمت في رأب الصدع بين بلدان المنطقة.
وفيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، أشار السفير الجيبوتي، إلى أن بلادنا تكافح الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي وتسعى لأن تكون منبرا للسلام والاستقرار بفضل جهود رئيس الجمهورية السيد/ عمر إسماعيل جيله الذي تربطه بالرئيس عبد الفتاح السيسي علاقات أخوة وتعاون تنطلق من سعي الزعيمين إلى بناء أفريقيا مستقرة وخالية من الإرهاب وتسود بلدانها روح التعاون والتفاهم.
ولفت إلى أن جيبوتي أصبحت حاضرة الثقافة في منطقة القرن الأفريقي ومركزا لعقد تجمعات ومنتديات ومؤتمرات متعددة على المستويين الإقليمي والدولي .. مشيرا إلى سعي بعض القوى إلى إثارة الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي.
وتطرق إلى الانسحاب القطري الأحادي الجانب من المنطقة المتنازع عليها بين بلادنا ودولة إريتريا، وذكر أن هذا الانسحاب تم بدون تنسيق وبدون الرجوع للمؤسسات الدولية مما أحدث فراغا هائلا ووضع قوات الطرفين على حافة الاشتباك، مشيرا إلى أن القوات الإريترية تقدمت واحتلت المنطقة المتنازع عليها، وكشف النقاب عن أن بلادنا لجأت إلى الهيئات الدولية من قبيل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمواجهة تداعيات هذه المسألة.
وشدد على الأهمية القصوى التي توليها بلادنا لتحرير الأسرى الجيبوتيين المتبقين لدى أسمره والبالغ عددهم 13 جنديا، حيث سبق أن أفرج النظام الأرتري عن أربعة منهم. معربا عن ترحيب جيبوتي بأي دور يمكن أن تقوم به مصر لحل هذه القضية انطلاقا من علاقاتها التاريخية وثقلها في أفريقيا.
وأوضح أن جيبوتي باعتبارها عضوا في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تستضيف على أراضيها قوات دولية للحد من أعمال القرصنة وأن جهودها في هذا الإطار تكللت بالنجاح وأدت لإنحسار ظاهرة القرصنة نسبيا وهو ما يؤكد أن دور جيبوتي عامل أساسي في جهود مكافحة الإرهاب الدولي.
وفيما يتصل بالتطورات في اليمن .. أكد السفير محمد ظهر دعم جيبوتي للحكومة الشرعية وللتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل إعادة الأمن والاستقرار في اليمن، مشددا على رفض بلادنا لكافة أشكال التهديدات التي تضر بسلامة وأمن المنطقة.
وحول منطقة القرن الأفريقي، أكد السفير محمد ظهر على الدور البارز التي تقوم به جمهورية جيبوتي في مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار، وتطرق في الوقت ذاته إلى المساعي الحثيثة التي تبذلها بلادنا بغية إحلال سلام دائم وشامل في الصومال، ومواكبة الجهود التي تبذلها الحكومة الصومالية لإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية. وفي معرض تناوله لهذه الجهود عرض السفير الجيبوتي على مؤتمرات المصالحة الصومالية التي استضافتها بلادنا والتي كان آخرها مؤتمر المصالحة الذي رعته الأمم المتحدة وتوج بانتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للبلاد في يناير 2009.
وعن الدور الصيني في أفريقيا، أوضح السفير محمد ظهر أن العلاقات الصينية الأفريقية شهدت طفرة كبيرة لدرجة أصبحت بكين الشريك التجاري الأول للقارة برصيد حوالي 220 مليار دولار سنويا من الاستثمارات وأضحت الصناعة الصينية لها حضور خاصة في منطقة شرق أفريقيا.
وتابع «تعد الصين من أكبر المانحين للدول الأفريقية في مجالات تشييد البنى التحتية وثلث مشاريع البناء الصينية في الخارج يتم إنجازها في أفريقيا»، مشيرا إلى تطلع بكين لتعميق التعاون في مجال نقل التكنولوجيا ودعم وتطوير التنمية الاقتصادية في القارة».
وأشار إلى المشروعات التنموية الصينية في جيبوتي لتطوير البنية التحتية حيث نفذت الصين أكبر ميناء في منطقة دورالى، بالإضافة إلى مشروع القطار السريع الذي يربط بين جيبوتي وأديس أبابا..مضيفا أن للصين قاعدة بحرية عسكرية في جيبوتي.
المصدر :alqarn