الرئيسية / news / رئيس الجمهورية:سخرنا موقع بلدنا الجيواستراتيجي الفريد لخدمة قضايا التنمية

رئيس الجمهورية:سخرنا موقع بلدنا الجيواستراتيجي الفريد لخدمة قضايا التنمية

في حوار أجرته معه مؤخرا وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أكد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، أن زيارته الأخيرة لأرض الكنانة كانت مثمرة وناجحة. موضحا أن العلاقات الثنائية مع مصر تمتد تاريخيا منذ العصر الفرعونى وهى بداية العلاقات التجارية والسياسية المشتركة. وثمن رئيس الجمهورية الجهود المصرية لمواكبة عملية التنمية في بلادنا منذ الاستقلال في 27 يونيو 1977.

وحول رؤيته لأهمية الإتفاق الاقتصادي والفني بين مصر وجيبوتي الذي تم توقيعه خلال زيارته للقاهرة في ديسمبر الماضي، قال رئيس الجمهورية : «إن الاتفاقات التي وقعناها مؤخرا مع الشقيقة مصر ومن بينها اتفاق التعاون الاقتصادي والفني تكتسب أهمية كبيرة وتعكس هذه الخطوة حرص البلدين على تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية القائمة بينهما منذ القدم، ومن شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة، وتعطي دفعة قوية للتعاون الثنائي بما يخدم الأهداف الإنمائية المشتركة، ويعود بالنفع والفائدة على الشعبين الشقيقين».

وأضاف :»إن محادثاتنا مع القيادة المصرية خلال زيارتنا الأخيرة تركزت على بحث العلاقات الثنائية وأبعادها المختلفة، وقد أكدنا حينها أهمية بذل مزيد من الجهد للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتعزيز حضور الشركات المصرية في جيبوتي في مختلف القطاعات، وخاصة القطاعات التي تحظى بالأولوية في المرحلة الحالية كالطاقة والبناء والدواء، وأعتقد أن ذلك يمثل بداية موفقة لتوسيع مجالات الأنشطة التجارية والاقتصادية بين البلدين».

وتابع رئيس الجمهورية: «أعتقد أن إجراء دراسات اقتصادية جديدة وإنشاء مشروعات اقتصادية مشتركة أو مع طرف ثالث، يعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز وتنمية علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، وتوسيع مجالات الأنشطة التجارية والاقتصادية فيهما. مؤكدا أهمية القيام بتنفيذ مثل هذه الدراسات والمشروعات الاقتصادية لما لها من انعكاسات إيجابية على عملية التنمية المستدامة في البلدين».

وحول كيفية التنسيق بين البلدين في مجالات التعاون الفني، قال رئيس الجمهورية: «أعتقد أن التنسيق يتم عادة في مثل هذه المسائل عبر المؤسسات المعنية في البلدين الشقيقين، والتي تقوم من خلال خبرائها بدراسة وتقييم الاحتياجات بشأن المجالات ذات الاهتمام المشترك في إطار التعاون الفني…علاوة على ذلك، فإنه يمكن وضع خطط تنفيذية تستهدف تعزيز التعاون الفني وتنويع مجالاته والاستفادة منه بشكل متكامل وفعال».

وردا على سؤال حول كيف يمكن للقطاع الخاص في البلدين العمل على إنشاء شركات استثمارية مشتركة تمارس نشاطها في المجالات ذات الاهتمام المشترك وآلية الاتفاق عليها بين الطرفين، قال رئيس الجمهورية :»إنه من البديهي أن يكون للقطاع الخاص دور حيوي في تنمية اقتصاديات الدول، ومن هذا المنطلق فإنه ينبغي علينا أن ندعم مبادرات القطاع الخاص ليلعب دور المحرك للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين سواء من خلال إنشاء شركات استثمارية مشتركة أو عبر شركات فردية، وهنا تبرز الحاجة إلى اتخاذ بعض التدابير المشتركة وتبني تشريعات تشجع القطاع الخاص على الاستثمار وتضمن له التسهيلات اللازمة»..موضحا أنه يوجد في جيبوتي قانون مرن للإستثمار يحتوي على ضمانات وحوافز وتسهيلات كبيرة للمستثمرين.

وأكد رئيس أن مصر تعد من الدول العريقة التي توجد لديها بنية تشريعية جاذبة للاستثمار، ولا شك أن اتخاذ إجراءات عملية مشتركة في المستقبل للمواءمة بين التشريعات الاستثمارية في البلدين من شأنه أن يسهم في تعزيز دور القطاع الخاص في تنمية الاستثمارات المشتركة.

وحول أهمية إتاحة فرص التدريب في المجالات المتخصصة طبقا للإمكانيات المتاحة لدى البلدين، وكيفية تسهيل الإقامة والعمل وممارسة النشاط الاقتصادي لرعايا الطرف الآخر، قال رئيس الجمهورية: « إنه انطلاقا من أهمية التدريب الذي يعتبر أمرا لا غنى عنه لتفجير طاقات الفرد، فإن البلدين ملتزمان بالعمل على إتاحة فرص التدريب في المجالات المتخصصة طبقا للإمكانيات المتاحة لديهما..وكما هو الحال في جميع القضايا الأخرى، فإن البلدين ملتزمان أيضا بتنسيق سياساتهما ومواقفهما المالية والاقتصادية لدى المنظمات والمؤسسات العربية والدولية».

وأضاف أنه في ضوء الاتفاقيات الجديدة المبرمة خلال زيارته الأخيرة لمصر، سيعمل البلدان على تسهيل الإقامة والعمل وممارسة النشاط الاقتصادي والمهني لرعايا الطرف الآخر طبقا للقوانين سارية المفعول في كل من البلدين.

وفي معرض إجابته عن سؤال حول رؤيته لزيارته الأخيرة لمصر، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها، قال رئيس الجمهورية: «لقد كانت زيارتي الأخيرة إلى أرض الكنانة مثمرة وناجحة بكل المقاييس، وأود أن أشير إلى أن هذه الزيارة شكلت خطوة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين».

وأوضح أنه من شأن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في العديد من المجالات أن تمكن من تطوير التعاون المشترك ودفعه نحو آفاق جديدة من خلال الاستفادة من الموارد والإمكانات المشتركة، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وحول التعاون الاقتصادي بين البلدين وأهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين هيئة قناة السويس وهيئة موانئ جيبوتي، قال رئيس الجمهورية: « في الواقع، فإن روابط التعاون بين البلدين توفر أساسا متينا للارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما في ذلك المجالات التجارية والاقتصادية»، مضيفا أنه بالرغم من ذلك فإن التبادل الاقتصادي والتجاري لا يتناسب مع حجم العلاقات ولا يرقى إلى إمكانيات ومقومات البلدين.

وأكد رئيس الجمهورية في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط على أهمية العمل على فتح المزيد من آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، مرحبا بالشركات المصرية في جيبوتي، ودعاها إلى استغلال الفرص والتسهيلات والمزايا والإمكانيات المتاحة في القطاعات المختلفة، كما أكد رئيس الجمهورية على أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين سلطة الموانئ والمناطق الحرة الجيبوتية وهيئة قناة السويس لتعظيم الاستفادة من الممر البحري الذي يربط بين موانئ جيبوتي وقناة السويس.

وفيما يتعلق بالدعم المصري لجيبوتي، خصوصاً في مجال بناء القدرات والصحة والتعليم، قال رئيس الجمهورية «إننا نثمن الدعم المصري الذي يعكس في واقع الأمر حرص الشقيقة مصر على مواكبة عملية التنمية في جيبوتي ولاسيما في المجالات المرتبطة بالتدريب وبناء القدرات».

وأضاف أنه من منطلق الجوار الجغرافي والانتماء المشترك، فإنه توجد بين البلدين الشقيقين أواصر إخاء وروابط متينة، كما يوجد بينهما تشاور وتنسيق مستمر بشأن التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي واليمن وحالة السلم والأمن في أفريقيا والتحديات الجمة التي برزت إلى السطح وازدادت وتيرتها خلال العقدين الأخيرين.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن البلدين جسدا أواصر هذه الأخوة من خلال تبادل الدعم والمساندة في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ويندرج في هذا الإطار موقف جمهورية جيبوتي الداعم لمصر في الاتحاد الأفريقي والمؤسسات المنبثقة عنه كمجلس السلم والأمن، كما يندرج فيه أيضا تقدير مصر ودعمها للدور الإيجابي الذي تقوم به جيبوتي في مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وبشأن كيفية تعظيم الدور الإيجابي الذي تقوم به جيبوتي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وأهمية موقع جيبوتي الاستراتيجي في هذه المنطقة وارتباطه المباشر بأمن البحر الأحمر، قال رئيس الجمهورية :»إن جمهورية جيبوتي تضطلع بدور ريادي في الجهود المبذولة لضمان الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، ولم تتوان يوما عن النهوض بمسؤولياتها إزاء التحديات الجمة التي تعاني منها هذه المنطقة الحيوية من العالم».
وأوضح في هذا الصدد،أن جيبوتي انخرطت بشكل مباشر وفاعل منذ الوهلة الأولى في المساعي الرامية إلى إحلال سلام دائم في الصومال ومواجهة ظاهرتي الإرهاب والقرصنة البحرية، إلى جانب ذلك، فإن جيبوتي معروفة أيضا بدورها الإنساني والذي يتجلى بوضوح في إيواء عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من دول الجوار وتوفير الرعاية اللائقة لهم، وذلك منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا «إن بلادنا تحتل موقعا جيواستراتيجيا مهما إذ تطل على المدخل الجنوبي لمضيق باب المندب الحيوي لحركة الملاحة الدولية، وبذلك فإن موقع بلادنا يرتبط ارتباطا مباشرا بأمن البحر الأحمر، وهذا ما جعلنا نحرص كل الحرص على سلامة الملاحة في هذا البحر الذي يعتبر أحد أبرز وأهم الممرات المائية للتجارة الدولية».

وتابع « إنه في ظل سعينا الحثيث لاستغلال هذا الموقع الفريد أمثل استغلال، عمدنا إلى تسخيره لخدمة قضايا التنمية من خلال تحديث البنية التحتية الخدمية، بإنشاء موانئ حديثة وإطلاق قطار كهربائي يربط مدينة جيبوتي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، فضلا عن تطوير شبكة النقل البري باتجاه إثيوبيا والمطارات الجوية وإنشاء منطقة واسعة للصناعة والتجارة الحرة بالبلاد».

وفى ختام حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال رئيس الجمهورية: «إنه علاوة على ذلك، فإنه توجد لدينا خطط جاهزة نأمل تنفيذها على المدى القريب والمتوسط لتنمية قطاع النقل البحري في البلاد، ويمكن لمصر الاستفادة من موقع جيبوتي والمزايا والحوافز والبنى التحتية المتطورة والفرص الاستثمارية التي تتيحها لتكون قاعدة انطلاق للمنتجات المصرية إلى منطقة القرن الأفريقي ودول شرق أفريقيا».

المصدر :alqarn