عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم أمس الأول السبت إلى أرض الوطن بعد زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية والتي استغرقت ثلاثة أيام ، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي رئيس الوزراء السيد/ عبدالقادر كامل محمد، وأعضاء الحكومة، ومسؤولون مدنيون وعسكريون كبار آخرون. وكان رئيس الجمهورية قد استهل زيارته بعقد جلسة مباحثات رسمية يوم الخميس الماضي مع نظيره الصيني شي جين بينغ، تناولت إقامة شراكات جديدة حول إنشاء بنية تحتية للصناعات في جيبوتي، تساهم في الجهود الوطنية لمكافحة الفقر والبطالة.
وفي هذا الصدد، استعرض رئيس الجمهورية مساعي بلادنا لإمتلاك الطاقة الرخيصة والنظيفة، وتمكين عدة أجيال من الجيبوتيين المدربين من الوصول الى إلى سوق العمل في المناحي الفنية والهندسية التي تحظى باهتمام المستثمرين الصناعيين، فضلا عن «رؤية جيبوتي 2035»، التي تعتبر الخطة الاستراتيجية لبلادنا على المدى الطويل للوصول الى التنمية المستدامة.<
وقد هنأ رئيس الجمهورية نظيره الصيني بمناسبة إعادة انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال المؤتمر الـ19 للحزب.
وأضاف أن الصين صديقة لجيبوتي وشريكة لا يمكن الاستغناء عنها. معربا عن ارتياحه للتطورات التي شهدتها العلاقات الثنائية خلال العقود الثلاثة الماضية.وقال : إن جيبوتي على استعداد لأن تكون طرفا فاعلا في مبادرة الحزام وطريق الحرير وتعزيز التعاون مع الصين حول البنية الأساسية والمجالات ذات الاهتمام المشترك.<
وأشار إلى أن بلادنا تقدر المشاركة النشطة للصين في قوات حفظ السلام الدولية والجهود الدولية لمكافحة القرصنة، مشيدا بدورها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وأوضح أن لجمهورية الصين الشعبية إسهامات هامة في مجال الأمن والتنمية في قارة أفريقيا، مؤكدا أن جيبوتي ملتزمة بسياسة صين واحدة.
وعبر عن سعادته لرؤية الصين تستعيد وضعها الذي تستحقه في العالم، ومضيفا أن بلادنا ستعمل عن كثب مع الصين في الشئون متعددة الأطراف.
من جهته، أكد الرئيس الصيني أن بلادنا تولي أهمية خاصة للعلاقات مع جيبوتي، وقال في هذا الصدد: إن الدولتين تعاملان بعضهما البعض بعدل وتظهران احتراما ودعما متبادلا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 38 عاما.
وأردف قائلا: إن الصين ترغب في العمل مع جيبوتي للإسراع في تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا والدفع المشترك لمبادرة الحزام وطريق الحرير والتعزيز الكامل للتعاون الثنائي في كل المجالات.
وأضاف أن الصين ترحب بمشاركة جيبوتي في بناء الحزام والطريق وعلى استعداد لدفع التعاون في مشروعات البنية الأساسية بما في ذلك السكك الحديد والموانئ وإمدادات المياه وأنابيب الغاز الطبيعي المسال، فضلا عن بناء منطقة تجارة حرة وتعاون في مجال الزراعة.
وقال شي «مهما يحدث من تغييرات في التنمية الصينية والساحة الدولية، ستقف الصين مع الدول النامية، بما في ذلك دول القارة السمراء وستكون صديقة مخلصة وشريكة يعتمد عليها.»
ودعا الجانبين إلى الحفاظ على تبادلات عالية المستوى وتوسيع التعاون بين الحكومتين والمؤسسات التشريعية والأحزاب السياسية والحكومات المحلية. واقترح أن يتبادل الجانبان الخبرات في مجال الحوكمة والتنمية وفي القضايا التي تتعلق بمصالحهما الأساسية.
وذكر أن الصين ستواصل مساعدة جيبوتي في تحسين الرعاية الصحية وتعميق التعاون في تنمية الموارد البشرية، فضلا عن التبادلات بين الشعبين.
وأضاف أن «الصين تدعم دور جيبوتي في الشئون الدولية والإقليمية وستعمل معها في تنفيذ البرامج المدرجة في أجندة 2030 للتنمية المستدامة والسلام والأمن في أفريقيا.»
وأعرب عن الأمل في أن تعمل الدولتان سويا من أجل حماية مصالحهما الخاصة ومصالح الدول النامية الأخرى ولعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وعقب هذه المحادثات، شهد الرئيسان توقيع سلسلة اتفاقات بشأن منح قرض تفضيلي لبلادنا، ودعم سياسة الحكومة الجيبوتية الرامية إلى تمكين المواطنين من الحصول على السكن اللائق، وتكثيف التعاون الفني بين البلدين الصديقين.
رئيس الجمهورية يعقد اجتماع عمل مع رئيس الوزراء الصيني
وفي اليوم الثاني من زيارته لبكين، التقى رئيس الجمهورية برئيس الوزراء الصيني لي كي تشانغ واستعرض معه العلاقات الجيبوتية – الصينية، وسبل تطوير وتوسيع التعاون الثنائي بين البلدين في المرحلة القادمة.
بعدها عقد الجانبان اجتماع عمل لمناقشة تفاصيل اتفاقات التعاون الجديدة التي توصل إليها البلدان يوم الخميس المنصرم.
وخلال هذه المحادثات، قدم الجانب الجيبوتي للجانب الصيني عرضا تفصيليا للمشاريع الجديدة التي ترغب بلادنا في إقامة شراكة نشطة بشأنها مع الصين، ومن أبرها إنشاء محطة جديدة لتوليد الكهرباء، وتقديم المساعدة الفنية والمادية والمعدات التي من شأنها أن تمكن بلادنا من استغلال طاقة الحرارة الأرضية ، وتوسيع جامعة جيبوتي، وتعزيز التعاون العسكري.
وبالإضافة إلى ذلك، تم الطرق إلى جملة من المشاريع الأخرى التي تساهم في تعزيز استراتيجية الحكومة الجيبوتية لتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية ومكافحة الإقصاء والتهميش. ومن ضمن هذه المشروعات إنشاء مستشفى كبير في تجوره وإقامة عدد من مشاريع البنية التحية لصالح وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الاجتماعية.
زيارة مدينة شنزن
وقام رئيس الجمهورية عقب هذه المحادثات بزيارة إلى مدينة شنزن التي تعد إحدى المدن الاقتصادية الكبرى في الصين، وذلك تلبية لدعوة من شركة شركة «مِرشانت»الصينية القابضة (China Merchant Holdings )، التي قامت بتنفيذ مشروع ميناء دوراله متعدد الأغراض. وقد أكد رئيس الجمهورية لكبار مسؤولي هذه الشركة دعمه الكامل لسعيهم إلى زيادة أنشطتهم في جيبوتي فيما يتعلق بإعادة الشحن.
ورافق رئيس الجمهورية في هذه الزيارة وفد رسمي رفيع المستوى يضم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الرئاسة، المكلف بالاستثمارات السيد/علي جيله أبو بكر، ووزير الصحة الدكتور/ جامع علمي عكيه، ومستشار الرئيس لشؤون الإعلام السيد/ نجيب علي طاهر، ورئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبو بكر عمر حدي ومسؤولين آخرين.
المصدر :alqarn