الرئيسية / news / رئيس الجمهورية لقناة يونفيرسال: نحن مطالبون بضمان حياة كريمة لشعبنا

رئيس الجمهورية لقناة يونفيرسال: نحن مطالبون بضمان حياة كريمة لشعبنا

في حوار أجرته معه قناة «يونفيرسال» الصومالية تناول رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله الانتخابات البرلمانية المقبلة، وجملة أخرى من القضايا على الصعيد الوطني وعلى مستوى المنطقة، وفيما يلي نقدم لكم حديث الرئيس خلال المقابلة. وقد استهل الرئيس حديثه في الحوار بالإجابة عن سؤال يتعلق بالأجواء التي تسير فيها الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من شهر فبراير القادم، حيث قال في هذا الصدد: «إن الشعب الجيبوتي بات الآن متعودا على الانتخابات،  

ونحن نسير حاليا وفق نظام التكتلات بين أحزاب كثيرة لصعوبة تحقيق حزب واحد أية مكاسب إذا خاض المنافسة لوحده. وأشير هنا إلى أننا كنا قد اعتمدنا النظام النسبي منذ انتخابات عام 2013، لخلق مناخ ملائم لدخول المعارضة إلى البرلمان، وذلك بعد أن رأينا أن نظام الأغلبية الذي كان معمولا به قبل ذلك الوقت أدى إلى إقصاء المعارضة من المشهد البرلماني».
وذكر رئيس الجمهورية أن تكتل الأغلبية مؤلف حاليا من أربعة أحزاب، مبديا توقعه أن يكون هناك تحالفان آخران في الانتخابات الحالية، وأن الحملة الانتخابية ستستمر 15 يوما ليقدم خلالها كل حزب أو تكتل برنامجه الانتخابي للجماهير، معربا عن أمله في أن تسفر الانتخابات عن أغلبية تسمح للتكتل الحاكم بمواصلة جهوده المثمرة في المرحلة القادمة.
وفي معرض تعليقه على سؤال حول الجديد الذي يتوقعه من الانتخابات التشريعية المرتقبة، قال رئيس الجمهورية:»نأمل منها أولا أن تسهم في تعزيز وترسيخ الديمقراطية، وأن نحصل فيها على أغلبية تسمح لنا بمواصلة البرامج الإنمائية وتعزيز الإدارة الرشيدة لشؤون البلاد، بالإضافة إلى مشاركة أوسع نطاقا للمرأة في البرلمان بعد مصادقة النواب مؤخرا على قانون يقضي بتخصيص نسبة 25% على الأقل من مقاعد البرلمان للنساء حتى يتحملن مسؤولياتهن ويلعبن دورهن في شتى المناحي، ونكون شركاء في الحكم، خاصة وأن نسبتهن تقدر بنحو 60% من المجتمع، كما أن أكثر من خمسين بالمائة منهن في سلك التعليم وأكثر من ستين في المائة في الجامعات».
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت المشاركة الواسعة للمرأة تحظى يرضى وقناعة الجميع، قال رئيس الجمهورية:» نعم أعتقد ذلك، إذا كنت قائدا فإنه يجب أن تكون دوما مقداما ومبادرا وتبرز للناس مدى الحاجة لمثل هذه الخطوة، وفي الواقع فإننا نرى أن إقصاء المرأة عن الشأن السياسي والاقتصادي يصيب البلاد بالشلل».
وبشأن المواضيع التي بحثتها المديرة العامة لصندوق النقد الدولي مع الحكومة الجيبوتية خلال زيارتها الأخيرة للبلاد، أوضح رئيس الجمهورية أن مسؤولة الصندوق جاءت إلى البلاد لقضاء عيد الفسح مع أفراد من أسرة زوجها عاش أجدادهم في جيبوتي منذ القرن الثامن عشر، وأن الحكومة الجيبوتية رغم عدم ارتباطها ببرامج يجري تنفيذها حاليا مع صندوق النقد الدولي، انتهزت الفرصة لتستمع منها إلى تقييمها للأداء الاقتصادي للبلاد، مضيفا بالقول :»حاليا لسنا من الدول التي لديها برامج مع صندوق النقد الدولي، وقد فضلنا ذلك بعد تنفيذنا ثلاثة برامج معهم لتجنب الصعوبات التي يفرضونها على الناس، وقلنا لهم نحن أصبحنا الآن قادرين على إدارة شؤوننا، لكننا سنحضر الاجتماعات السنوية التي يعقدها الصندوق لتقديم البيانات المتعلقة بأدائنا. وقد رأت مسؤولة الصندوق ذلك بنفسها خلال زيارتها الأخيرة، وعلى الرغم من أن تقييمهم لا يخلو عادة من الإشارة إلى بعض الثغرات، فإننا لسنا قلقين مما يشيرون إليه لأننا أدرى منهم بالاحتياجات الفعلية لشعبنا والتي نسعى دوما إلى تلبيتها» .
وتعليقا على سؤال حول مزاعم صندوق النقد الدولي وكذلك المعارضة بشأن عدم استفادة مختلف فئات المجتمع من ثمار التطور الملموس الذي تشهده البلاد، أوضح رئيس الجمهورية أن من يقول ذلك إما أن يكون حاسدا أو غير مطلع على الكثير من الحقائق، مشيرا إلى أن جيبوتي بلد ليس لديه موارد طبيعية ولا يملك إمكانات صناعية ولا زراعية ورغم ذلك وفرت تعليما مجانيا لجميع التلاميذ الذين تتراوح أعارهم ما بين 6 سنوات و16 عاما، ورعاية صحية شاملة تتضمن مستشفى لكل قرية وتوفير العلاج الصحي المجاني للعاطلين عن العمل في البوادي والأرياف والحضر على حد سواء، وتنظيم قوافل صحية بمشاركة أخصائيين في كافة المناحي الطبية لعلاج الناس في قراهم بمختلف أنحاء البلاد، وتوفير الخدمات العلاجية والمساعدة اللازمة للأشخاص المرضى والعاجزين عن إعالة أنفسهم في أماكن سكناهم. وأضاف بالقول « نحن نكرس ما يتوفر لدينا من إمكانات لخدمة هؤلاء بدلا من إنفاقها على التسلح».
وقال رئيس الجمهورية معلقا على ما يزعمه البعض بأن الظروف ساعدته في تحقيق الإنجازات التي تمت خلال فترة رئاسته: «نحن مطالبون بضمان حياة كريمة لشعبنا والإرتقاء به إلى مستوى أفضل في شتى المناحي، وأن نضعه على طريق التنمية في مناخ يسوده الاستقرار والسلام، لتكون لديه غدا موارده الخاصة التي تضمن له العيش الكريم والإزدهار في المستقبل، وإن الله لم يوجد أمة ما في منطقة من العالم دون مصادر للعيش، وعندما أوجدنا في هذه المنطقة الحيوية جعل لنا مصدرا للعيش».
وفي معرض رده على سؤال حول كيفية تعامل جيبوتي مع مسألة عدم توافق مصالح العديد من البلدان التي لها وجود عسكري في البلاد في إطار محاربة الإرهاب والقرصنة،أجاب رئيس الجمهورية قائلا: « نحن على مسافة واحدة من الجميع، وكلهم يهدفون من نشر القوات في هذه المنطقة البعيدة عن أوطانهم لحماية مصالحهم من الأعمال الإرهابية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وطالما يشتركون في هذا الهدف فإن مصلحة الجميع تكمن في أن يكون هناك توافق، ويبدوا أنهم مدركون لهذه الضرورة».
وتطرق رئيس الجمهورية في حديثه لقناة «يونفيرسال» إلى جملة من القضايا الإقليمية، حيث أعرب في هذا الصدد عن قلقه إزاء إنعاكاسات الأزمة اليمنية على الصعيدين الأمني والإنساني في المنطقة، وقال: «إن جمهورية جيبوتي عضو في تحالف دعم الشرعية في اليمن التي نعتبرها بلدا عزيزا علينا وتربطنا به أواصر أسرية ولا تفصلنا عنه سوى 20 كم حيث بإمكانك إذا كنت في شمال جيبوتي رؤية مدينة المخا اليمنية الساحلية، ولهذا فإن الأزمة اليمنية تؤثر علينا، وعلى الصعيد الإنساني نستضيف آلاف اللاجئين الذين يصلون يوميا إلى جيبوتي، أضف إلى ذلك التهديد المستمر لأمن المملكة العربية السعودية بسبب هذه الأزمة، وهنا نؤكد على أهمية تكاتف اليمنيين لإحلال السلام أولا، وتوفير الدعم الإقليمي لهم بغية وضع حد لهذه الأزمة».
وبشأن الصومال، أوضح رئيس الجمهورية أن الوقت حان لتولي القوات الصومالية المسئولية الأمنية في البلاد، وأشار إلى أن تلك القوات لا تواجه دولا إنما تواجه حركة الشباب، معربا عن ثقته بأنها قادرة على التعامل مع ما تبقى من مقاتلي الحركة التي أصبحت عاجزة عن القيام بمواجهة عسكرية وانحسرت قدراتها في وضع العبوات الناسفة.
وانتقد رئيس الجمهورية أسلوب تعاطي وسائل الإعلام الصومالية مع الأحداث في البلاد، مشيرا إلى أنهم يعطون زخما أكبر لقدرات الشباب في تغطيهم لهذه الأحداث، وقال: « إنهم يتعاطون مع التطورات وكأنهم أجانب، إذا حدث إنفجار بسيارة مفخخة تركت في موقع ما تجدهم يستخدمون مصطلح – قوات الشباب – ولا يستخدمون تعبير -الإرهاب- ويظهرون صورة قديمة لمقاتلي الحركة وهم بزي عسكري جميل ومدججين بالأسلحة في الوقت الذي تعاني القوات الصومالية من نقص في العتاد».
وعبر رئيس الجمهورية عن قناعته بأداء الحكومات الصومالية المتعاقبة، مشيرا إلى أن الحكومتين الحالية وسابقتها استطاعتا تعزيز نظام يستوعب جميع الصوماليين في إطار يسوده التفاهم مع الأقاليم الفدرالية، وأكد التزام جمهورية جيبوتي بدعم جميع الصوماليين دون استثناء.

المصدر :alqarn