غادر رئيس الوزراء الإثيوبي السيد/ آبي أحمد علي، والوفد المرافق له البلاد عصر يوم أمس الأحد بعد زيارة عمل رسمية استغرقت 24 ساعة لجيبوتي، وأجرى خلالها محادثات مع رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله. وكان رئيس الوزراء الإثيوببي قد وصل الى جيبوتي بعد عصر يوم أمس الأول السبت في أول زيارة له الى الخارج على رأس وفـد رفيـع المستـوى يضـم وزراء الشؤون الخارجية السيد/ وركنه جبهيو، والدفاع السيد/ موتوما ميكاسا زيرو، والنقل السيد /سراج فيجيسا شريفه، والإتصالات السيد/ أحمد شدي محمد، ورئيسي إقليمي الصومالي والعفر بإثيوبيا، بالإضافة، إلى جانب الأوجـاس مصطفي محمـود «أوجاس» قبيلـة العيـسى.
وأقام رئيس الجمهورية يوم أمس الأحد مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء الإثيوبي في القصر الجمهوري، ثم عقدا لقاءا قصيرا استعرضا فيه علاقات الصداقة والتعاون المتميز القائم بين جيبوتي وإثيوبيا، كما تبادلا وجهات النظر حول المجالات الجديدة للتعاون الثنائي في المرحلة القادمة بعد نجاح البلدين في إنجاز العديد من مشاريع التكامل الاقتصادي بينهما.
وعقب ذلك، ترأس رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإثيوبي جلسة عمل موسعة ضمت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ووزير الميزانية السيد/ بودي أحمد روبله، ووزير التجهيزات والنقل السيد/ محمد عبد القادر موسى، والسفير الجيبوتي في أديس أبابا السيد/ محمد إدريس فارح، ورئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبوبكر عمر حدي، والوفد الحكومي المرافق لرئيس الوزراء الإثيوبي. وبحث الجانبان خـلال هذه الجلسة، التعـاون الثنـاني في كافـة المجـالات السيـاسية والاقتصـادية والأمنيـة والعسكـرية، إلى جـانب ملفـات وقضـايا أخـرى تحظى بالاهتمـام المشتـرك.
وفي كلمة له في افتتاح الجلسة، رحب رئيس الجمهورية برئيس الوزراء الإثيوبي والوفد المرافق له، وجدد له التهاني بماسبة تنصيبه رئيسا للوزراء بالإجماع من قبل البرلمان الفيدرالي الإثيوبي.
وأضاف قائلا: «إن هذا التنصيب عكس الثقة العالية التي تتمتعون بها لدى الممثلين السياسيين في بلادكم ولدى الشعب بكافة مكوناته، وإن خبرتكم الكبيرة في الشأن السياسي في بلادكم، كانت كفيلة بتوليكم زمام الأمور في بلادكم وقيادتها نحو السلام والاستقرار والإزدهار. وكونوا واثقين، سيادة رئيس الوزراء من دعمنا الكامل ودعم حكومتنا لتمكينكم من تأدية المسؤولية الكبيرة الملقاه على عاتقكم، ومن دون شك فإنكم ستؤدون هذه المهمة بكل تفان واخلاص وتسحققون النجاح لصالح بلدكم وشعبكم وللمنطقة برمتها». ونوه رئيس الجمهورية بأهمية استمرار مساعي جيبوتي وإثيوبيا المشتركة لتحقيق الاندماج الاقصادي من خلال تعزيز التعاون والمواءمة بين السياسيات وتنفيذ الاتفاقات الثنائية في شتى مسارات التعاون بين البلدين.
وبعد هذا الاجتماع، عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا تناولا فيه مجمل القضايا التي تهم البلدين، وقال رئيس الجمهورية في هذا السياق: «نستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي الذي يقوم بزيارة رسمية الى جيبوتي، ونحن من جانبنا نعتز بالعلاقات بين البلدين، ونسعى لمواصلة تعزيز هذه العلاقات ونتقاسم الكثير في هذا الإطار منها البنية التحية ولدينا رؤى متطابقة إزاء التطورات السياسية الإقليمية، ووحريصون على مراعاة الشراكة الاستراتيجية بين المتميزة التي تسهم في دفع عجلة التنمية وإزدهار الشعبين الصديقين.
وأضاف قائلا: « أود القول أن الاندماج الاقليمي أحرز تقدما لا فتا بين البلدين ونعمل على توسيع آفاقه ليشمل قطاعات آخرى هامة تطال المجالات ذات الصلة بالبنى التحتية والإتصالات والنقل الجوي والموانئ والمياه والصناعة والزراعة، وقد قررنا تعزيز استراتيجيتنا للتنمية والإندماج لخدمة البلدان الأخرى في المنطقة».
وفيما يتعلق بالأمن، أشار رئيس الجمهورية الى الشراكة القائمة بين دول المنطقة، جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا بهدف تحقيق السلام في الصومال.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي عن شكره لرئيس الجمهورية على حفاوة الإستقبال وحسن الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له خلال هذه الزيارة، مشددا على متانة العلاقات بين إثيوبيا وجيبوتي.
وأردف قائلا:«إن بلدينا يرتبطان بروابط وثيقة وخصوصا العلاقات الاقتصادية التي تعتبر نموذجا يحتذى به في المنطقة، وللبلدين أيضا رؤية مشتركة إزاء القضايا السياسية والأمنية والإقتصادية في المنطقة، ولذلك ركزنا في محادثاتنا على الملف الاقتصادي وتوفير الحماية للمستثمرين في البلدين، وهذا أمر لا يمكن الإستغناء عنه في تحقيق رؤانا المشتركة، ونحن نتطلع أيضا إلى آفاق العلاقات الاقتصادية لتشمل أيضا الدول الأخرى في المنطقة».
وأشاد السيد/ أبي أحمد بجهود الرئيس/ إسماعيل عمر جيله، الهادفة إلى تعزيز الشراكة بين البلدين، معربا عن أمله في أن يستفيد من تجربته في هذا الإطار، وأضاف قائلا: «يجب أن نواصل العمل معا من أجل تعزيز الاستقرار والإزدهار وتسهيل حركة التنقل».
وأكد أن البنية التحتية توفر فرصة كبيرة لتحقيق هذه الغاية، وأنه سيعمل خلال فترة حكمه على تعزيز العلاقة بين الشعبين، والعمل على رخاء واستقرار المنطقة.
كما أكد آبي على تعاون البلدين في مواجهة ظاهرة الإرهاب والعنف التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في منطقتنا.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية كان قد أقام مساء امس الاول مأدبة عشاء على شرف رئيس الوزراء الاثيوبي والوفد المرافق له.
وقبل مغادرته البلاد، قام السيد/ آبي أحمد بزيارة تفقدية للموانئ، وجاءت هذه الزيارة بعد إلقائه خطاباً امام المشرعين الجيبوتين.
المصدر :alqarn