رعي رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، يوم الخميس الماضي حفل تدشين المرحلة الأولي لأكبر منطقة للتجارة الحرة في إفريقيا، وذلك بمنطقة الكيلو 23 (الضاحية الغربية للعاصمة جيبوتي). وجرت وقائع حفل التدشين بحضور كل من الرئيس الصومالي السيد/محمد عبد الله فرماجو، والرئيس السوداني السيد/ عمر حسن البشـير، والرئيس الرواندي السيد/ بول كاجامي, ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد /موسى فكي محمد ، إلى جانب رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، والسيدة الأولي رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضراء محمود حيد، وأعضاء الحكومة، ورئيس سلطة المواني والمناطق الحرة السيد/ ابوبكر عمر حدي، والسفير الصيني لدى جيبوتي السيد/ فو هوا تشيانغ، وبقية أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدي بلادنا، ونائب رئيس مجموعة التجارة الدولية القابضة الصينية السيد/ هو جيان هوا, وعدد كبير من رجال الأعمال ومدعوين آخرين.
وفي كلمة له بهذه المناسبة ، أوضح رئيس الجمهورية ان المنطقة الحرة الدولية الجديدة بجيبوتي والتي تعد أكبر منطقة حرة في أفريقيا تعكس شيئين مهمين للغاية يتمثل احدهما في رغبة الصين في الاستثمار في إفريقيا وآفاقها في تحقيق ذلك على المدى الطويل، والآخر هو كون المنطقة رؤية تنموية تضعها بلادنا موضع التنفيذ ضمن إطار التكامل الإقليمي، منوها في ذات الوقت بأهمية هذه المنطقة الحرة لأن تكون تراثًا مشتركًا في خدمة مصالح ورفاهية المنطقة وشعوبها.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا « إن إنشاء المناطق الحرة يعتبر ظاهرة عالمية لا يمكن تجاهلها من قبل أي بلد يشارك بجدية في المنافسة العالمية. ويمثل سياق العولمة تحديا كبيرا يتطلب منا القيام بإصلاح عميق لاقتصادياتنا وتنسيق الإجراءات المتخذة من قبل بلداننا للمساهمة بفعالية في مستقبل الاقتصاد العالمي ، إن المنطقة الحرة الدولية في جيبوتي تمثل مشروعا رائدا يتوج بعدد هام من الإنجازات المتصلة بالبني التحتية التي ظهرت في السنوات الأخيرة ، والتي تمضي نحو تعزيز مكانة جيبوتي في التجارة والتبادلات الدولية.
وحدد رئيس الجمهورية الأثر الاقتصادي المتوقع للمنطقة الحرة الدولية الجديدة في جيبوتي: بمساهمة قدرها 200 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي أي ما يعاجل 11٪ من الناتج المحلي الإجمالي في المرحلة الأولى التي يتم فيها استغلال 2.4 كم مربع من مساحة المنطقة ، وزيادة في القوة إلى آفاق 2035 و 2040 ، في المرحلة التوسيعية التي يتوقع أن تبلغ مساهمة المنطقة فيها نحو 2.5 مليار دولار إلى 4 مليارات دولار! .
ووصف رئيس الجمهورية المنطقة الحرة الجديدة «بأنها منطقة أمل لآلاف الشبان الباحثين عن الوظائف « ، مشيرا في هذا السياق إلى أنها ستخلق في المرحلة الأولى نحو12 ألف وظيفة قابلة للزيادة لاحقا الى أكثر من 350 ألف وظيفة ، فضلا عن العديد من الوظائف غير المباشرة التي ستخلقها أنشطة المنطقة.
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة التركيز في الوقت الحالي على تنفيذ شروط النجاح وتحويل هذه المنطقة إلى أداة فعالة للتنمية ، مضيفا بالقول «يجب أن يكون عملنا اليومي موجها لإنشاء نظام ومناخ موات للاستثمار وخلق مشاريع تصدير حقيقية ، ويسمح لنا بإزالة جميع العقبات التي يمكن أن تقوض جاذبية المنطقة الحرة الدولية بجيبوتي وقدرتها التنافسية . وهذا يتطلب شروط مالية وتنظيمية مرنة ومتسقة من خلال الاستعانة بمصادر خارجية دولية ،والتحرك في البعد الإقليمي نحو المزيد من البنية التحتية الإقليمية للنقل، وتقليل القيود على حرية حركة البضائع والأشخاص ما من شأنه أن يسمح لمناطقنا الحرة بلعب دور حيوي في التفاعل بين الاقتصادات الإقليمية والدولية» .
من جهته ، وصف الرئيس السوداني عمر البشير المنطقة التجارية الحرة في جيبوتي بانها انجاز سيكون له تأثير كبير ليس على جيبوتي بل على الإقليم كله. وقال البشير في مداخلة له في حفل تدشين المنطقة « ان المنطقة ستكون لمصلحة كل شعوب الإقليم وستربط الدول بشبكة من السكك الحديدية لتحقيق التكامل الاقتصادي في الإقليم ، إن الأثر الاقتصادي للمنطقة الحرة سيمتد لكل الاقليم وهو تجسيد للشراكة الذكية بين جمهورية الصين الشعبية وافريقيا». واعرب الرئيس البشير عن امله في ان يلتقي القادة الأفارقة دائما في مثل هذه المشروعات الإنتاجية الكبيرة.
بدوره ، أشاد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، بمنطقة تجارة حرة التي تم تدشينها ، ووصفها بأنها ـ نصر لشرق افريقيا ـ وهو ما أكد بدوره كل من رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد، والرئيس الرواندي بول كاجامي خلال كلمتهما في حفل تدشين المشروع.
تحدث أيضا بهذه المناسبة ، السفير الصيني لدى جيبوتي فو هوا تشيانغ ، وأشار إلى أن الصين وجيبوتي سعتا لتعميق التعاون بينهما في مختلف المجالات في السنوات الأخيرة ، وأن الصين تعتبر جيبوتي نقطة هامة لمبادرة الحزام والطريق ، موضحا أنه مع افتتاح منطقة التجارة الحرة، ستأتي المزيد من الشركات الصينية إلى جيبوتي للاستثمار وتنمية أعمالها فيها ، ما سيسهم في دفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
من جانبه ، أشار رئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أبوبكر عمر حدي ، إلي أهمية مشروع المنطقة الحرة الجديدة لتعزيز الموقع الاستراتيجي لبلادنا، ولدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقليص معدلات الفقر والبطالة .
وقال أبوبكر عمر حدي :ان جيبوتي بقيادة رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله تهدف لان تصبح بوابة ليس فقط لإثيوبيا ولكن لمنطقة القرن الإفريقي ومنطقة البحيرات العظمي». وذكر أن المنطقة الحرة الجديدة ستكون أكبر مصدر للتوظيف في البلاد حيث ستخلق أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
تحدث أيضا بهذه المناسبة ، نائب رئيس مجموعة التجارة الدولية الصينية الذي قال« ستقوم شركة داليان للموانئ أكبر مشغل للموانئ العامة في الصين بتنفيذ مشروع بناء منطقة التجارة الحرة ، وستقوم سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي بتشغيل المنطقة عبر مشروع مشترك مع شركة صينية . وأكد أن كل هذه البرامج والمشاريع والأنشطة تأتي في إطار ترجمة رؤية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله الرامية إلي جعل البلاد مركز جذب اقتصادي عالمي وسوق مفتوحة لمجتمع الأعمال.
وتجدر الإشارة إلى أن تنفيذ مشـروع المنطقة الحرة الجديدة بجيبوتي بـدأ قبل عاميـن ـ ضمن إطار مبادرة “حزام واحد.. طريق واحد” ، والتي أطلقتها الصين لتوسيع مسارات تجارتها . وتبلغ مساحـة المرحلة الأولى التي تم إنجازها وتدشينها يوم الخميس الماضي قرابـة 2.4 كم مربع أي ما يعادل نحو 4.5% من المساحة الكلية لمشـروع المنطقة والبالغـة 48 كيلومتر مربع، ومن المقرر أن يكتمل المشروع بعد عشـر سنوات، ليشكل أكبر منطقة تجارة حرة على مستوى القارة الإفريقيـة، ويتوقع أن يستحوذ المشروع على حركة السلع والبضائع التجارية في شـرق إفريقيا.
المصدر :alqarn