رعى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأربعاء مناسبة مكرسة لإطلاق أعمال استغلال طاقة الحرارة الأرضية في المجموعة الأولى من المواقع التي تتوفر فيها هذه الطاقة في ناحية «فيالي» بمنطقة بحيرة عسل. وجرت فعاليات هذه المناسبة بحضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، والسيدة الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضره محمود حيد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، والعديد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الطاقة، المكلف بالموارد الطبيعية السيد/ يونس علي جيدي، بالإضافة إلى ممثل البنك الدولي في جيبوتي السيد/ أتو سيك، وممثل البنك الأفريقي للتنمية السيد/ موسي كوني، ومدير عام مؤسسة كهرباء جيبوتي السيد/ جامع علي جيله، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات الدولية العاملة في البلاد، والعديد من الشخصيات المدنية والعسكرية الرفيعة. ويأتي إطلاق أعمال حفر البئر الاستكشافية لطاقة الحرارة الأرضية في ناحية «فيالي» بالقرب من بحيرة عسل بعد فترة طويلة من المسح والدراسة استمرت عامين لتقييم إمكانات طاقة الحرارة الأرضية الكامنة في هذه المنطقة، ومن المقرر أن تستمر عمليات الحفر الاستكشافية أربعة أشهر لاستخراج طاقة الحرارة الأرضية في المواقع المختارة للحفر.
وسيسمح إنجاز مشروع إستغلال هذه الطاقة لجيبوتي بتأمين الطاقة الكافية والرخيصة التي تتطلبها إقامة قاعدة صناعية من شأنها أن تمثل أساس قوة الاقتصاد الوطني.
كما يسمح هذا المشروع لبلادنا بتحقيق طموحها في أن تكون أول دولة في القارة السمراء تستخدم الطاقة الخضراء بنسبة 100 في المائة بحلول العام 2020.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أعرب وزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية عن شكره لرئيس الجمهورية على رعايته الكريمة لهذا الحدث التاريخي، الذي يأتي إطلاقه بعد محاولات غير ناجحة استمرت منذ عام 1970، تم خلالها إنفاق الكثير من الأموال من أجل تحقيق هذا المشروع.
وأوضح أن الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية أعادت التفكير مجددا في هذا المشروع إيمانا منها بإمكانية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في بلادنا، بيد أن ذلك كان يتطلب توفر الكوادر الوطنية القادرة على إنجاز المشروع، لافتا إلى أن الحكومة تمكنت بالشراكة مع البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية من جعل المشروع حقيقة على أرض الواقع بعد أن كان حلما من زمن طويل.
وأضاف الوزير قائلا: «ستركز جمهورية جيبوتي في المقام الأول على تطوير إمكاناتها من مصادر الطاقة المتجددة، لتلبية احتياجاتها المحلية في قطاع الطاقة وتعزيز قدرتها الإنتاجية في هذا المجال، والذي نمى بسرعة في السنوات الأخيرة في ظل السياسة الجديدة لتطوير البنية التحتية للموانئ والمطارات والطرق. وسترتفع هذه القدرة التي تبلغ قرابة 50 ميجاوات في الوقت الحالي إلى أكثر من 100 ميجاوات بحلول عام 2030. ولذلك ، فإن زيادة كبيرة في قدرتنا الإنتاجية للطاقة ضرورية لسد هذه الفجوة ومواكبة التقدم».
وأردف: «عقدت الحكومة العزم على اتخاذ سياسة جريئة تتمثل في استغلال مصادر الطاقة النظيفة كطاقة الحرارة الأرضية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، متبنية لهذا الغرض استراتيجية تقوم على تنمية الموارد البشرية، وإنشاء مختبرات متخصصة واقتناء المعدات والتجهيزات اللازمة».
بدوره، أكد مدير عام مؤسسة كهرباء جيبوتي أن مشروع الاستفادة من طاقة الحرارة الأرضية سيلبي الطلب المتزايد على الكهرباء والناجم عن تنامي المشروعات التجارية في بلادنا.
وأضاف قائلا: « لقد سعينا جاهدين على مدار ثلاثين عاما لإقناع الشركاء بتقديم الدعم لهذا المشروع، وإن إنجازه سيشكل نقلة نوعية في مسيرة البلاد وسيؤدي حتما إلى تخفيض فاتورة الكهرباء، وتوفر الطاقة الرخيصة بشكل دائم».
وأعرب السيد/ جامع علي جيله عن شكره للبنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية على الدعم الفني والمادي الذي قدموه لإنجاح هذا المشروع الذي طالما حلم الجيبوتيون بأن يروه حقيقة ملموسة على أرض الواقع.
ومن جهته، أوضح ممثل البنك الدولي في جيبوتي أن هذا المشروع يشكل عاملا مهما لتحقيق التنمية المستدامة في مجال الطاقة، مضيفا بالقول :»كان هناك العديد من التحديات أمام هذا المشروع لإستغلال طاقة الحرارة الأرضية في الماضي لكن بفضل الجهود المشتركة للحكومة والبنك الدولي وشركاء التنمية تم التغلب علي هذه التحديات، وأنا على يقين بأن هذا الالتزام للشركاء بإنجاز المشروع سيدفعه قدما نحو النجاح».
وتحدث أيضا بهذه المناسبة كل من السفير الفرنسي في جيبوتي وممثل البنك الأفريقي للتنمية، وأشارا إلى أن هذا المشروع الحيوي سيساهم في جهود جيبوتي الرامية إلى استغلال مصادر الطاقة النظيفة كالطاقة الحرارية الأرضية، مؤكدين على الشراكة القائمة بين جيبوتي وبين والوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأفريقي للتنمية بشأن المشروع.
المصدر :alqarn