عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، مساء يوم أمس الأحد الى أرض الوطن بعد مشاركته بالخرطوم في مراسم توقيع الاتفاق النهائي للسلام بين أطراف النزاع في جنوب السودن بشأن قضايا الحكم وتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية. وإلى جانب رئيس الجمهورية، حضر مراسم توقيع اتفاق السلام بقاعة الصداقة بالخرطوم الرئيس الكيني أوهورو كنياتا، والرئيس اليوغندي يوري موسيفني، ورئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، ونائب رئيس الوزراء الاثيوبي ديميك ميكونن ووزيرة خارجية رواندا، إضافة إلى رؤساء عدد من المنظمات الإقليمية والدولية. وفي كلمة له بهذه المناسبة، أشاد رئيس الجمهورية بالهئية الحكومية للتنمية «الإيجاد»، ومنتدى التنشيط رفيع المستوى، ولجنة المتابعة والتقييم المشتركة، وثمن عملهم الدؤوب وتفانيهم لتحقيق السلام في جنوب السودان. وأضاف قائلا:«لقد كلفنا في اجتماعنا الأخير رئيس جمهورية السودان السيد/ عمر حسن البشير، ورئيس جمهورية كينيا السيد/ أوهورو كينياتا، لقيادة المحادثات وإجراء الجولة الثانية والثالثة من المناقشات
وجها لوجه بين الرئيس سالفا كير ميارديت والدكتور رياك مشار تيني».
وأردف قائلا: « نشيد بحكمة وخبرة فخامة الرئيسين حسن البشير وأوهورو كينياتا، وعملهما الشاق، فقد قاما بالرغم من صعوبة المفاوضات ببلورة حلول للنزاع الأكثر صعوبة وتحديا في منطقتنا. كما نهنئ الرئيس سلفا كير والدكتور رياك مشار اللذين قدما تنازلات من أجل شعبهما، وضاعفا جهودهما للتوصل إلى الاتفاق التاريخي الذي نرحب به ونتوقع تنفيذه على وجه السرعة لوضع حد للدمار والمعاناة الطويلة لأشقائنا وشقيقاتنا في جنوب السودان. ويشكل اتفاق اليوم انفراجة وخطوة مهمة جدا نحو الأمام… ويعكس أن كلا الطرفين اختار السلام على الحرب.
إن شعب جنوب السودان الذي تحمل المعاناة الفظيعة يراقبنا، ويأمل بشدة وضع نهاية لهذا النزاع بين الأشقاء. ولذلك، نحث إخواننا على المضي قدمًا من أجل تحقيق الإمكانات الكاملة لهذا البلد الشقيق والمشاركة في تنمية منطقتنا».
وأكد رئيس الجمهورية في ختام كلمته على دعم جمهورية جيبوتي لهذا الاتفاق قائلا: « إن جيبوتي تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة في استعادة الثقة بين الأشقاء لتحقيق السلام والازدهار في جنوب السودان والمنطقة ككل».
وجاءت جولة المفاوضات الحالية تحت رعاية رئيس السودان عمر البشير بناءً على تفويضه من قمة منظمة الإيجاد الاستثنائية في 21 يونيو الماضي لقيادة مبادرة وجولة ثانية من التفاوض المباشر بين سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار حول القضايا العالقة بشأن الحكم والترتيبات الأمنية.
وكانت الأطراف المعنية بالنزاع في جنوب السودان قد وقعت في الخرطوم على» إعلان الخرطوم «في السابع والعشرين من يونيو الماضي، وأعقبه التوقيع علي إتفاق الترتيبات الأمنية في السادس من يوليو المنصرم ومن ثم التوقيع بالأحرف الأولي علي اتفاقية الحكم وتقاسم السلطة في الخامس والعشرين من الشهر نفسه.
وسيكون أمام الأطراف ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة انتقالية تحكم البلاد لـ36 شهرا.
ونص الاتفاق على أن تتألف الحكومة الانتقالية من 35 وزيرا، عشرون من فريق سلفا كير وتسعة من معسكر رياك مشار على ان يمثل بقية الوزراء المجموعات الأخرى. وسيضم البرلمان 550 نائبا بينهم 332 من معسكر سلفاكير و128 من معسكر مشار.
وتجدر الاشارة إلى أنه كان برفقة رئيس الجمهورية، وفد رسمي رفيع من بينه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف .
المصدر :alqarn