الرئيسية / news / الرئيس يرعى افتتاح المركز التجاري والمجمع السكني لديوان الأوقاف

الرئيس يرعى افتتاح المركز التجاري والمجمع السكني لديوان الأوقاف

رعى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأربعاء مناسبة مكرسة للافتتاح الرسمي للمركز التجاري والمجمع السكني لديوان الأوقاف في منطقة «سانفيل» بجانب المقر العام للدفاع المدني.وجرى حفل التدشين بحضور السيدة الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضره محمود حيد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حُمد، والعديد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري، إضافة إلى مسؤولين مدنيين وعسكريين كبار آخرين، ولفيف من التجار ورجال الأعمال والعلماء. وأقيم المجمع السكني الذي تم الانتهاء من أعمال بنائه في العام 2016 على مساحة تقدر بنحو 6 آلاف متر مربع، فيما تصل المساحة الإجمالية لمركز الريان التجاري إلى 11 ألف متر مربع. ويتألف أساسا من متجر كبير و36 من المحلات التجارية، بالإضافة إلى مقاهي ومطاعم. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي ديوان الأوقاف التابع لوزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف الرامية إلى رفع مصادر الدخل وزيادة عائدات الأوقاف، فضلا عن خلق فرص عمل للمئات من الشباب العاطلين. وشهدت الأوقاف في العقدين الأخيرين نقلة نوعية إثر وضع وزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف خطة لإحياء التراث الوقفي وتجديده وتطويره وتفعيل دوره في المجتمع الجيبوتي. وألقى رئيس الجمهورية خطابا ضافيا شدد في مستهله على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها مشروع المجمع السكني والمركز التجاري التابعين لديوان الأوقاف، معتبرا إياه من الإنجازات الكبيرة التي تساهم في تنمية وتطوير قطاع الأوقاف في بلادنا.  

وعبر عن شكره وتقديره للبنك الإسلامي للتنمية الذي قام بتمويل هذا المشروع الذي سيكون له انعكاس إيجابي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، كما أشاد بتنفيذ وزارة الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف للشروع في إطار الاستراتيجية التنموية للوقف، لافتا إلى أن الحكومة ترحب بهذا التوجه نحو الاستثمار في مجال الوقف من خلال مختلف طرق التمويل الإسلامي التي أصبحت من الصيغ التمويلية التي تعتمدها المؤسسات المالية والبنوك الإسلامية.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: «إن إنجاز هذا المركز والمجمع السكني سيكون له أثر إيجابي في تنمية أملاك الوقف، وتوسيع مواردها، ورفع عائداتها، وبالتالي سيتعزز دور ديوان الأوقاف ويتنوع نشاطه، وتفتح أمامه آفاق جديدة في مجال الاستثمار المربح، وامتلاك خبرات متطورة في مجال الإدارة الناجحة التي تقوم على النتائج وتحقيق الأهداف والفاعلية في إدارة الموارد المالية والبشري.
وبهذه المناسبة ندعو ديوان الأوقاف إلى اعتماد رؤية جديدة في تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع المؤسسات التمويلية، والاستفادة من خبرات البنك الإسلامي في تنمية قطاع الأوقاف على أسس عصرية وحديثة.
من دون شك سوف يكون للمركز التجاري والمجمع السكني عائدات مادية بعد فترة سداد قيمة التكلفة الإجمالية للمشروع ، وإن إدارة مثل هذه المشاريع سوف يزيد من كفاءة ديوان الأوقاف في إدارة المشاريع ، وبالتالي تحقيق أهادف الوقف الخيري في المجتمع الجيبوتي.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الإدارة الحديثة قادة على تنويع الاستثمارات وتجنب المخاطر بالتعامل مع المكاتب الاستشارية الموثوقة التي تبين أفضل وسيلة لاستثمار الأوقاف وفق الضوابط الشرعية، موضحا أن أثر الوقف على الاقتصاد يتمثل في جوانب كثيرة، وذلك بإسهامه في تكوين رأس المال البشري، وتنميته والمساعدة في تأسيس البنية التحتية، وإيجاد فرص تشغيل العمالية، وتخفيض البطالة والمساهمة في زيادة النشاط التجاري للمجتمع.
وأردف قائلا: «أود أن أشير إلى نقطة مهمة تخص الوقف الإسلامي الذي كان أحد دعائم الحضارة الإسلامية، حيث يجب علينا أن لا ننسى أهمية إحياء الوقف الذي كان يقوم به الأفراد وأهل الخير في حياتهم قبل مماتهم، فهناك من يوقف بيتا أو مسجدا أو مدرسة أو مستشفى، وكل هذه الأعمال تبقى ذكرا حسنا للوقف، وصدقة جارية للإنسان».
وأكد رئيس الجمهورية أن المجتمع الجيبوتي عرف كبار الواقفين الذين لا تزال أسماؤهم تذكر إلى يومنا هذا بفضل ما تركوه من أوقاف وأعمال لصالح المساجد وأعمال الخير والبر.
من جانبه أوضح وزير الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف أن مشروع المجمع السكني ومركز الريان التجاري يمثل ثمرة من ثمرات هذه المرحلة المباركة والمزدهرة التي تمر بها بلادنا في عهد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله الذي يولي قطاع الأوقاف أهمية خاصة من خلال الدعم الدائم والتشجيع المستمر لإقامة مشاريع وقفية تنموية ذات جدوى اقتصادية واجتماعية وخدمية.
وأضاف السيد/ مؤمن حسن بري قائلا : «إن اهتمام القيادة السياسية والحكومة بتطوير وتعزيز دور الأوقاف في المجتمع الجيبوتي هو أحد المحفزات التي تدفعنا لتحقيق مشاريع استثمارية تساهم في زيادة حجم العائدات وتنويع وسائل الدخل لتمكين ديوان الأوقاف من تحقيق أهدافه وفق رؤية استراتيجية طموحة، كما أن المناخ الاقتصادي والاستثماري الحافز هو أحد عوامل نجاح الخطط التي وضعتها الوزارة لتنمية المؤسسة الوقفية في بلادنا، ونحن نطمح لإرساء شراكة متميزة بين ديوان الأوقاف والمؤسسات المالية العربية والإسلامية».
وأشار إلى أن مركز الريان التجاري يضم محلات تجارية ومرافق عامة وموافق للسيارات، فيما يتكون المجمع السكني من أربع عمارات سكنية وإدارية، وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 10 ملايين دولار.
وأعرب الوزير مؤمن حسن بري في ختام كلمته عن أمله في أن يكون هذا المشروع الكبير منطلقا لتنفيذ مشروعات وقفية رائدة، ليس فقط على مستوى جيبوتي العاصمة، ولكن على مستوى المناطق الداخلية، لتدعم السياسة التنموية للحكومة في المحافظات وتستجيب لمتطلبات المجتمع المحلي. وشدد في ذات الوقت على الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به أهل الخير من المحسنين ورجال الأعمال في تعزيز دور الوقف الخيري في المجتمع الجيبوتي، داعيا المؤسسات التمويلية والبنوك المحلية للدخول في شراكة مثمرة مع ديوان الأوقاف لتنفيذ مشروعات تتناسب مع الصيغ التمويلية الإسلامية لتطوير الأصول والموارد الوقفية وتنويعها.
من جهته استعرض مدير ديوان الأوقاف السيد/ علمي نور جامع الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة الأوقاف بتوجيه من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، ومتابعة دؤوبة من وزير الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري في سبيل النهوض بالوقف الخيري في جيبوتي وتحقيق الأهداف المرسومة للديوان.
وأوضح أن الوقف لا يزال من الأنظمة والتقاليد الإسلامية القديمة التي لا يزال الجيبوتيون يتمسكون بها إلى اليوم تقربا إلى الله تعالى، مضيفا أن الوقف سنة حميدة وفضيلة اجتماعية، فهو صورة من صور الصدقة الجارية.
وقال: «إنه وعلى امتداد 14 قرنا تنوّع المسلمون في مسالك الوقف، حتى تجلت آثاره في مختلف مناحي الحياة، وهو ما شكل ترجمة عملية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في هذا المجال الحيوي».
وتطرق مدير ديوان الأوقاف لأهم مكونات مشروع مركز الريان التجاري، والمجمع السكني الممول من البنك الإسلامي للتنمية، معبرا عن أمله في أن تمنح الحكومة ديوان الأوقاف عددا من القطع الأرضية بالقرب من البنية التحتية الاستراتيجية من قبيل محطة القطار الجديدة وميناء دوراله، وميناء تجورا لإقامة مشروعات وقفية عليها.
وتجدر الإشارة إلى الفرق الفنية الوطنية قدمت مسرحية قصيرة تناولت أهمية الأوقاف لتنمية المجتمع، كما تابع الحضور عرضا مرئيا تناول أهم محطات الأوقاف في جيبوتي ابتداء من الحقبة الاستعمارية إلى اليوم.

المصدر :alqarn