عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأحد إلى البلاد بعد مشاركته في القمة الاستثنائية الـ11 للإتحاد الإفريقي، والتي إنعقدت خلال اليومين الماضيين في العاصمة الإثيوبية أدّيس أبابا. وبحث رؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية على مدى يومين من فعاليات هذه القمة عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، بما في ذلك إصلاح مفوضية الاتحاد الأفريقي، وولاية وكالة التنمية التابعة للاتحاد الأفريقي، وتعزيز الآلية الأفريقية للتقييم من قبل النظراء، وتقسيم العمل بين الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء والمنظمات القارية.كما تضمن جدول أعمال القمة، استعراض تقرير رئيس المجلس التنفيذي لنتائج الدورة الاستثنائية التاسعة عشرة للمجلس التنفيذي، الموسع إلى الوزراء المسؤولين عن مجموعة مسائل دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ والاتحاد الأوروبي، وتقديم تقارير حول البرلمان الإفريقي والاجهزة القضائية وصندوق الاتحاد الإفريقي للسلام. وفي كلمته في القمة، أوضح رئيس الجمهورية أن قمة الاتحاد الأفريقي الاستثنائية الحادية عشرة تمثل خطوة حاسمة لتنفيذ الإصلاح المؤسسي للاتحاد والذي يعتبر نابعا من الإرادة السياسية للدول الأعضاء فيه. مشيرا إلى أن عملية إصلاح الإتحاد الافريقي مبادرة إفريقية راسخة تنبع من الإرادة الراسخة والشعور الجماعي بضرورتها وحيويتها لأفريقيا. وأوضح أن الإصلاح المؤسسي والمالي الذي كلفه الاتحاد الافريقي بالرئيس الرواندي كجامي هو الحل المناسب، وأنه يمكن إجراء التحسينات والإصلاحات لتقاسم الأعباء بصورة عادلة. وأكد أن الوصول إلى الأهداف المحددة في أجندة 2063، يتطلب من الاتحاد الأفريقي حشد كل الجهود اللازمة لتسريع تحقيق تطلعات القارة وتلبية توقعات شعوبها.
وأضاف قائلا: «إن المجال الأول يتعلق بجودة القيادة على رأس المفوضية، ويجب على الدول الأعضاء الاحتفاظ بالسلطة السيادية لاختيار أعضاء المفوضية. ومع ذلك، يجب القيام بكل شيء من أجل ضمان أفضل تطابق بين صفات المرشحين والمهارات المطلوبة لمختلف المناصب، مع مراعاة ضرورة إعطاء الصلاحيات اللازمة لرئيس المفوضية على صعيد إدارة المنظمة وصنع القرار لضمان الأداء السليم لمنظمتنا. وعلاوة على ذلك، فإن الاستقلال المالي أمر أساسي لمصداقية دولنا إزاء المجتمع الدولي. ويجب أن يكون هذا التطور المالي مواكبا لتطوير أساليب الإدارة في الاتحاد الأفريقي لضمان فعاليتها».
واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: «انطلاقاً من روح الإصلاح المعتمد في كيغالي في يوليو 2016 ، فإن جمهورية جيبوتي على استعداد لتحمل حصتها في هذا المشروع طويل الأجل لتحقيق الاستقلال المالي لمنظمتنا، لقد أنشأنا حسابًا في البنك المركزي الجيبوتي وبدأنا في فرض ضريبة تبلغ 0.2٪ لصالح الحساب المذكور. وإن الأموال التي تم جمعها بهذه الطريقة هي تحت تصرف الاتحاد الأفريقي».
هذا واختتم الزعماء الأفارقة قمتهم الاستثنائية الحادية عشرة أمس الأحد باعتماد عدد من القرارات والتوصيات الإصلاحية، الهادفة إلى إعادة هيكلة المنظمة الإقليمية.
وقال موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الرواندي بول كجامي، رئيس الاتحاد الأفريقي في الدورة الحالية، إن المناقشات التي أجراها الرؤساء الأفارقة كانت إيجابية، وخرجت باعتماد عدد من القرارات المتعلقة بعملية الإصلاح.
وأضاف فكي أن أبرز هذه القرارات تمثل في اعتماد إعادة هيكلة مفوضيات الاتحاد الأفريقي وتقليصها من 10 إلى 8 مفوضيات، وتعزيز آلية نظام العقوبات للدول التي لم تفِ بمساهماتها المالية في الاتحاد.
وأشار إلى أن سلسلة عقوبات تم اعتمادها في القمة تصل إلى حد التعليق الكامل لعضوية الدولة وحرمانها من المشاركة باجتماعات الاتحاد الأفريقي.
وذكر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن عملية تمويل المنظمة الإقليمية مازالت تواجه تحديات، إذ لم تتحصل مفوضية الاتحاد حتى الشهر الحالي سوى على 50% من مساهمات الدول الأعضاء، ما اعتبره أمرا غير مشجع في وقت تسعى فيه القارة إلى التكامل.
وأوضح أن من بين القرارات أيضاً التي اعتمادها، دمج عدد من وكالات الاتحاد الأفريقي مثل: النيباد وآلية مراجعة النظراء، مشددا على أن عملية الإصلاح وتحسين الأداء ستتواصل حتى تحقق أهدافها المرجوة.
وأعرب رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس الرواندي بول كجامي، عن رضاه عن مخرجات القمة وما حققه من إنجاز، واستعرض خلال المؤتمر الصحفي أيضاً، بعض الإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاسته، وقال إن الإصلاح عملية متواصلة.
رئيس الجمهورية يلتقي برئيس الوزراء الإثيوبي على هامش القمة
على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا، واستعرض معه العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين، كما تناولت المباحثات جملة أخرى من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التكامل الاقتصادي الإقليمي بين دول المنطقة.
كما إلتقى رئيس الجمهورية بالرئيسة الإثيوبية الجديدة السيدة/ سهلى ورق زودي في القصر الرئاسي بأديس أبابا، وجدد لها التهاني بإنتخابها رئيسة لجمهورية أثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية حول العلاقات الثنائية بين البلدين.
المصدر :alqarn