يشارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله في القمة الـ32 للإتحاد الأفريقي التي تختتم أعمالها اليوم الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وتناقش القمة التي انطلقت أمس الأحد تحت شعار: «اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا.. نحو حلول دائمة للتشرد القسري في أفريقيا»، قضايا الهجرة واللجوء والنزاعات والإرهاب وجواز السفر الأفريقي الموحد، وكذلك الاندماج الاقتصادي وعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد وتمويله. وإلى جانب الزعماء الأفارقة، يشارك في هذه القمة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهنوم، فضلا عن شخصيات أممية وقارية، وعدد من المراقبين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية. وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في الجلسة الإفتتاحية، أعرب في مستهلها عن تهانيه للرئيس بول كجامي، رئيس رواندا على قيادته الناجحة للدورة السابقة للإتحاد الإفريقي، وهنأ أيضا الرئيس السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية على تسلم رئاسة الدورة الجديدة للإتحاد، متمنيا له التوفيق والنجاح في إنجاز هذه المهمة الجديدة التي كلف بها. واعتبر رئيس الجمهورية قضية اللاجئين التي تتصدر جدول أعمال القمة مسألة تاريخية ظلت جزء من الواقع اليومي في جيبوتي، وقال في هذا الصدد: «تستضيف جمهورية جيبوتي منذ استقلالها عددا كبيرا من اللاجئين القادمين من البلدان المجاورة. ولا تزال جيبوتي منذ عام 1977، ترحب بهؤلاء اللاجئين والنازحين جراء الكوارث الإنسانية والجفاف والنزاعات الإقليمية، ويعيش كثيرون منهم في وئام مع إخوانهم الجيبوتيين في بلدنا لثلاثة أجيال». وعلى الرغم من مواردنا المحدودة ، فإننا نسعى جاهدين لحماية هؤلاء اللاجئين وتمكينهم من العيش بكرامة. كما لعبت جيبوتي دوراً رائدا في قمة نيويورك لرؤساء الدول بشأن اللاجئين عام 2016، وكانت من بين أوائل الدول التي اعتمدت إعلان نيويورك في 20 سبتمبر 2016. ومنذ ذلك التاريخ، تعتبر جيبوتي واحدة من البلدان المنفذة للإطار الشامل للاستجابة للاجئين، حيث قمنا بتنفيذ القانون الوطني للاجئين في يناير 2017. وينطوي هذا القانون على توفير بيئة مواتية للاجئين ويتيح لهم التمتع بحقوقهم الأساسية في الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية. كما قمنا بإدماج أطفال اللاجئين في النظام التعليمي الوطني وتمكينهم من الإلتحاق بالمدرسة التي يختارونها. وبنفس الطريقة يمكنهم الوصول إلى جميع المرافق الطبية في البلاد، تمامًا مثل المواطنين. ويتمتع اللاجئون أيضا في جيبوتي، بحق افتتاح الحسابات المصرفية والحصول على الائتمان، إلى جانب إعتبار بطاقة اللاجئ كتصريح للإقامة والعمل. ولهذا، فهم أحرار في مزاولة نشاط مستقل أو الإنخراط في وظيفة بأجر يضمن لهم الاكتفاء الذاتي». وبشأن تدفق اللاجئين والنازحين في أفريقيا، وفي منطقتنا على وجه الخصوص، أوضح رئيس الجمهورية، أن جمهورية جيبوتي تستقبل لاجئين ونازحين من اليمن منذ عام 2015، كما تشهد تدفقات كبيرة للمهاجرين في طريقهم إلى شبه الجزيرة العربية، مؤكدا أنه بالرغم من الظروف الاستثنائية الحالية في هذا البلد الشقيق، فإن عدد المهاجرين المتجهين إلى اليمن يفوق عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط حيث يزيدون عن 100.000 حسب آخر الإحصائيات. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن معظم هذه التدقفات من المهاجرين المتجهين إلى اليمن يسلكون الطرق البرية عبر جيبوتي، ثم يقومون برحلات خطرة بالقوارب عبر خليج عدن الذي يعد الآن واحدا من أكثر طرق الهجرة البحرية استخداما في العالم. وذكر الرئيس أن الأخطار التي يواجهها المهاجرون كثيرة، معربا عن قلقه بشأن عدد القصَّر غير المصحوبين بذويهم، والذين يقدر عددهم بحوالي 25٪ من هؤلاء المهاجرين. وكشف النقاب عن التحديات الكامنة في هذه التدفقات من المهاجرين بالنسبة لبلد صغير كجيبوتي، مؤكدا أنه على الرغم من محدودة إمكاناتها، إلا أن بلادنا التزمت بتقديم المساعدة وإعادة بناء حياة هؤلاء البشر وكسر حالة اليأس لديهم. ولفت رئيس الجمهورية الانتباه إلى ظاهرة النزوح الداخلي في البلدان الأفريقية بسبب الجفاف، والمعاناة من العوامل الاجتماعية الاقتصادية المختلفة والعنف، داعيا إلى ضرورة قيام الدول الأفريقية بحشد الإمكانات والمؤسسات اللازمة للحد من هذه الظاهرة المتكررة ومواجهة تداعياتها.
المصدر :alqarn