عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأول الثلاثاء إلى البلاد قادما من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عقب مشاركته في القمة الـ23 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت يومي 10 و11 من شهر فبراير الجاري. وكان رئيس الجمهورية قد شارك على هامش هذه القمة، في منتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار في مجال الصحة إلى جانب رئيس بتسوانا، ورئيس وزراء إثيوبيا، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الدول الإفريقية. وتركزت مناقشات المنتدى الذي أقامته اللجنة الاقتصادية لإفريقيا حول سبل تعزيز وتطوير الاستثمارات الخاصة بالحقل الصحي على المدى القريب والبعيد، بالإضافة إلى دفع الجهود الهادفة إلى تسريع التنمية الاقتصادية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على القطاع الصحي، وإنجاز أهداف التنمية المستدامة، وأجندة الاتحاد الإفريقي لعام 1963. وألقى رئيس الجمهورية خطابا ضافيا في الجلسة الافتتاحية للمنتدى تناول فيها الجهود التي قامت بها بلادنا على مدار الأعوام الأخيرة، بغية تحسين أداء المرافق الطبية، لتقديم رعاية صحية نوعية للمواطنين. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة تضافر المساعي الرامية لتطوير المنظومة الصحية في مجمل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، مستبعدا في الوقت عينه أن تتمكن أي دولة من تحقيق التنمية المستدامة إذا كان شعبها يعاني من تراجع الخدمات الصحية. وأضاف قائلا: «فيما يتعلق ببلدي جيبوتي فقد وضعنا قطاع الصحة على رأس سلم الأولويات، كما قمنا بزيادة حصة الصحة في الموازنة الوطنية التزاما بإعلان أبوجا لعام 2011، وإن هذه الخطوات تمكن الجميع من التمتع بصحة جيدة. وفي سبيل تعزيز الحق في الصحة للجميع ومن دون تمييز، بادرت جمهورية جيبوتي إلى إطلاق نظام التأمين الصحي الشامل الذي تم بمقتضاه إزالة جميع الحواجز التي كانت تحول دون الحصول على الرعاية الصحية اللازمة». وفي معرض حديثه عن الهدف الأبرز من وراء اعتماد هذا النظام، لفت رئيس الجمهورية النظر إلى أن جيبوتي تقوم توفير التغطية الصحية للجميع تماشيا مع البند الثالث للأهداف التنموية للألفية الثالثة. وتطرق في الوقت ذاته إلى بعض الأمور الفتاكة التي تنتشر بشكل كبير في القارة السمراء، ولاسيما السكري، لافتا إلى أن التقارير تشير إلى أن نسبة الإصابة به مثيرة للقلق. وأردف قائلا: «رغم الجهود التي تم بذلها، والاستثمارات الكبيرة التي تم تخصيصها للقطاع الصحي إلا أن القارة لا تزال تعاني من نقص في البنية التحتية الصحية بشكل عام، فضلا عن عدم إمكانية توفير الأدوية والمستحضرات الطبية». وأعرب رئيس الجمهورية في ختام كلمته عن الأمل في أن تتمكن الدول الأفريقية من تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال توفير الموارد الضرورية والتوجه نحو الابتكار التكنولوجي لتكوير نظم الإعلام الصحي لمواجهة الأمراض، وتقديم العلاج بأسعار منخفضة، وتطوير مراكز التشخيص، فضلا عن تأهيل الموارد البشرية الطبية وتعزيز الاستثمار في هذا المجال الحيوي.
المصدر :alqarn