يشارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، في القمة العربية الأوروبية الأولى، والتي تختتم أعمالها اليوم الاثنين بمدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية نحو 50 دولة من الجانبين العربي والأوروبي. وكانت أعمال القمة التي تنعقد تحت شعار «في استقرارنا نستثمر»، إنطلقت مساء أمس الأحد بجلسة افتتاحية علنية أعقبتها جلسة أولى مغلقة تتناول تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وسبل التعامل المشترك مع التحديات العالمية، فيما تتضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من أعمال القمة جلسة حوار تفاعلي مغلقة بين الجانبين تتركز على موضوع واحد يتعلق بسبل التعامل المشترك مع التحديات الإقليمية، تليها جلسة عامة ثانية مغلقة تركز على محورين هما تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وسبل التعامل المشترك مع التحديات العالمية، على أن تختتم القمة بعد ظهر اليوم الاثنين بجلسة ختامية علنية يليها مؤتمر صحفي تحضره وسائل الإعلام.
وكان الاتحاد الأوروبي قد بادر إلى فكرة عقد القمة خلال لقاء سالزبورغ في سبتمبر الماضي، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، ومعالجة مجموعة واسعة من التحديات الحالية والفرص المشتركة، من قبيل التجارة والاستثمار والهجرة وتغير المناخ والأمن. كما توفر القمة أيضا فرصة للقادة لمناقشة آخر التطورات في المنطقة، بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط، واليمن، وليبيا وسوريا.
وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في افتتاح القمة مساء أمس الأحد، وجاء فيها :»أود في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى أخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولحكومته وشعبه الشقيق على ما لمسناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، وإعداد متميز لقمتنا هذه.
نلتقي اليوم في خضم مرحلة هامة مفعمة بالعمل البناء والحثيث، حيث نجتمع في إطار أول قمة تنعقد بين الجانبين العربي والأوروبي، مما يؤسس لعهد جديد في مسيرة التعاون والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين.
ولا يسعنا إلا أن نشيد بهذا التطور اللافت والكبير، الذي يعكس عزمنا الراسخ على الارتقاء بآليات عملنا المشترك، بغية تحقيق مصالحنا وأهدافنا المشتركة.
إن العالم العربي وأوروبا يرتبطان بعلاقات متجذرة، وصلات وثيقة تستند إلى تاريخ طويل وثري على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والتجارية والسياسية والأمنية، فضلا عن الجوار الجغرافي، الذي يشكل أحد أبرز أركان هذا الارتباط.
ونحن مدعوون إلى البناء على ما تم إرساؤه في الماضي، والعمل على تطويره ودفعه نحو آفاق أوسع، وبلورة رؤى مشتركة للتحديات والأزمات التي تواجهنا جميعا.
وفي هذا السياق، فإننا مطالبون بتعزيز التنسيق والعمل سويا، لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والنماء والازدهار لدولنا وشعوبنا، ومجابهة التحديات المشتركة من قبيل الهجرة غير الشرعية، والتطرف والإرهاب، من خلال التوصل إلى حلول ناجعة، ترتكز على مقاربات شاملة تعالج الأسباب الحقيقية، الكامنة وراء بروز هذه الظواهر.
القضايا العربية الساخنة
إن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية والمحورية للشعوب العربية، ولتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وفي هذا المضمار، فإننا نثمن دعم الاتحاد الأوروبي لحقوق الشعب الفلسطيني. كما نجدد التأكيد على ضرورة الالتزام بحل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، فإننا نؤكد مجددا على أهمية إيجاد حل سلمي ومستدام للأزمة السورية.
وننوه بكافة الجهود المبذولة في هذا الصدد، بما في ذلك المؤتمر رفيع المستوى، الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في شهر مارس المقبل.
وبشأن التطورات في ليبيا، نؤكد على أهمية الدفع بالحل السياسي، ومساندة المساعي الرامية إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
وفيما يتصل باليمن، فإننا نجدد الترحيب باتفاق السويد الذي تضمن وقفا لإطلاق النار في الحديدة. كما نعرب عن قلقنا من الوضع الإنساني، وندعو في الوقت ذاته، جميع الأطراف الى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن إلى المحتاجين.
القمة فرصة لتقييم التقدم المحرز في مجالات التعاون العربي والأوروبي
يمثل لقاؤنا فرصة ثمينة لتقييم التقدم المحرز في مجالات التعاون المثمر القائم بين الجانبين العربي والأوروبي، واستشراف آفاق جديدة للشراكة، متعددة الأبعاد والأشكال التي تربط بين الطرفين.
واتصالا بذلك، فإننا نعبر عن تطلعنا إلى ما ستسفر عنه قمتنا من توصيات ونتائج نأمل أن تمهد الطريق لاتخاذ خطوات عملية وجادة، تمكن من تحقيق الآمال المشتركة، ودفع العلاقات العربية الأوروبية إلى فضاء أرحب، وتدعيم السلم الإقليمي والدولي».
ومن المنتظر أن يعقد رئيس الجمهورية لقاءات ثنائية على هامش القمة مع العديد من رؤساء الدول والحكومات العربية والأوروبية، ويبحث معهم العلاقات الثنائية والقضايا ذات الإهتمام المشترك وعلى رأسها الموضوعات المطروحة للنقاش في القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
هذا ويرافق رئيس الجمهورية في هذه القمة وفد رفيع المستوى، من بين إعضائه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف.
المصدر :alqarn