الرئيسية / news / الرئيس يشارك في أعمال القمة العربية العادية بتونس

الرئيس يشارك في أعمال القمة العربية العادية بتونس

شارك رئيس الجمهورية السيد /إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأحد في أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثلاثين بتونس العاصمة. وترأس الجلسة الافتتاحية للقمة، رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي ، بحضور الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية رئيس الدورة السابقة للقمة، والعديد من الملوك والرؤساء والأمراء العرب إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية ، والأمين العام للأمم المتحدة ، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، ورئيس البرلمان العربي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. 

وعقب افتتاح القمة ، ناقش القادة العرب في جلسة مغلقة نحو 20 بندا في جدول أعمالها ، أبرزها الرد على الاعتراف الأمريكي بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية ،وكذا القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا ، ودعم جهود السلام في كل من السودان والصومال ، إلى جانب قضية مكافحة الإرهاب التي استرعت إهتمام القادة العرب في هذه القمة .
هذا وألقى رئيس الجمهورية خطابا في القمة دعا فيه إلى التلاحم والتكاتف وتوحيد الجهود ، والتعاطي مع المتغيرات بأساليب جديدة وآليات ناجعة، تفضي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، وفي مقدمتها، صون الأمن القومي العربي، وبناء مستقبل يلبي آمال وتطلعات الشعوب العربية ، وفيما يلي نورد نص كلمة رئيس الجمهورية كاملا:-يسرني في مستهل كلمتي أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، ولحكومته وشعبه العزيز على ما أحاطونا به من حسن وفادة، وكرم ضيافة، وما لمسناه من إعداد متميز لقمتنا هذه. كما يطيب لي أن أتقدم بعميق الشكر إلى أخي خادم الحرمين الشريفين، الملك / سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، على جهوده المقدرة وعمله الدؤوب، خلال ترؤسه لأعمال قمتنا في دورتها الماضية.
والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود كبيرة من أجل انعقاد هذا اللقاء الهام وتوفير أسباب النجاح له.

تنعد القمة في ظل تحديات جسام

نلتقي اليوم والمنطقة العربية لا تزال تعيش على وقع ظروف دقيقة غير مسبوقة، وتحديات جسام، تشكل تهديدا جديا للسلم والأمن والاستقرار والتنمية في دولنا.
وإن مسؤوليتنا تتعاظم وتتضاعف، لوقف التردي في الأوضاع العربية، ومواجهة الأزمات المتفاقمة والمخاطر المتصاعدة، التي تحدق بأمتنا، والتي تتطلب حلولا جذرية تمكن من تطويقها ومعالجة أسبابها وتداعياتها.
وفي هذا الصدد، فإننا مدعوون إلى التلاحم والتكاتف وتوحيد الجهود وتحقيق التنسيق المطلوب، والتعاطي مع المتغيرات بأساليب جديدة وآليات ناجعة، تفضي إلى ما نصبو إليه من أهداف وغايات وأماني، وفي مقدمتها، صون الأمن القومي العربي، وبناء غد أفضل، يلبي آمال وتطلعات شعوبنا، ويقطع الطريق على التدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية.

تطورت الأحداث في المنطقة العربية

لا بد لنا من إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى حق دولة فلسطين الشقيقة بالسيادة على كافة أرضها المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
وحري بنا كذلك أن نؤكد مجددا على موقفنا الثابت إلى جانب الكفاح العادل للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ورفضنا القاطع للممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب، التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين. ونشدد في ذات الوقت على حل النزاع العربي الإسرائيلي وفقًا للشرعية الدولية ذات الصلة ، ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فإننا نشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، ويحقق طموحات الشعب السوري الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا ويصون سيادتها واستقلالها.
ونعبر عن رفضنا لإعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل. ونؤكد موقفنا الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة، وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية، التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة.
وبشأن التطورات في ليبيا الشقيقة، فإننا نجدد التأكيد على أهمية الحل السياسي الشامل للأزمة الليبية، والالتزام بمخرجات الحوار الذي تم برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والشروع في توحيد مؤسسات الدولة، وصولا إلى إنهاء حالة الانقسام وتحقيق الاستقرار، بما يحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي.
فيما يتصل بالوضع في اليمن الشقيق، فإننا نعيد التأكيد على مساندتنا المطلقة للشرعية الدستورية، برئاسة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمنا لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل استئناف العملية السياسية على أساس المرجعيات المتفق عليها.
ونجدد الترحيب باتفاق استكهولم الخاص بوقف إطلاق النار في الحديدة، ونؤكد على ضرورة تنفيذه بشكل كامل، كخطوة أولى تؤسس لسلام حقيقي دائم في هذا البلد الشقيق. كما ندعو لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في أنحاء اليمن.
وفي الإطار ذاته ، نجد تضامننا التام مع جمهورية الصومال وجمهورية السودان الشقيقتين ، ونعرب عن مساندتنا لمساعيهما الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار، ومجابهة التحديات التنموية والاقتصادية.

أمام العرب مسؤولية تاريخية لانتشال المنطقة من أزماتها

إننا نقف اليوم في مفترق طرق، وأمامنا مسؤولية تاريخية لانتشال المنطقة من أزماتها وتحصينها من مخاطر الإرهاب والعنف والتصدع التي تتهددها.
وعلينا أن ننهض بهذه المسؤولية الجسيمة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التحلي بالإرادة الصادقة، وحشد كل الطاقات، والأخذ بزمام الأمور.
وفي هذا السياق، فإنه يتحتم علينا أن نبذل كل جهد ممكن بغية الوفاء بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا، وعاهدنا شعوبنا على ترجمته على أرض الواقع.
لقد آن الأوان لاتخاذ خطوات عملية وجادة سريعة، وعلينا أن نضع نصب أعيننا ضرورة وضع حد لحالة اليأس والإحباط، السائدة لدى شرائح وقطاعات واسعة من مجتمعاتنا، وبعث الأمل والتفاؤل في شبابنا الذي يتطلع إلى جديد واقع، ويهفو إلى غد زاهر، ومستقبل مشرق.
واتصالا بذلك، فإن الأمل يحدونا في أن تشكل قمة تونس انطلاقة جديدة لعملنا المشترك، بالنظر إلى ما يتمتع به الأشقاء في تونس من حكمة وحنكة، تمكنهم من تحقيق النتائج المنشودة، وإعطاء دفعة للعمل العربي الجماعي.
وفي الختام، أجدد الشكر لفخامة الرئيس الباجي قائد السبسي، ولتونس الخضراء حكومة وشعبا، على إستضافة هذه القمة والإعداد الجيد لإنجاحها».

رئيس الجمهورية يلتقي نائب الرئيس السوداني والأمين العام للأمم المتحدة على هامش القمة

على هامش مشاركته في أعمال القمة العربية المنعقدة في تونس، إلتقى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله بنائب الرئيس السوداني وزير الدفاع الفريق عوض محمد أحمد بن عوف ، وفي مستهل اللقاء سلم الجنرال عوض محمد أحمد رئيس الجمهورية رسالة من نظيره السوداني عمر حسن أحمد البشير تتعلق بعلاقات البلدين وسبل تعزيز وتوطيد التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات.
وتم خلال اللقاء استعراض القضايا المدرجة في أجندة القمة العربية التي تنعقد هذا العام في وقت تمر فيه البلدان العربية في ظروف استثنائية.
كما إلتقى رئيس الجمهورية على هامش القمة بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ، واستعرض معه القضايا ذات الإهتمام المشترك بما في ذلك بعض الملفات المطروحة للنقاش في القمة العربية والجهود الجارية لإيجاد حلول فعالة للأزمات على الصعيدين العربي والعالمي.
وقد أثنى الأمين العام للأمم المتحدة على المساعي الحثيثة التي تبذلها جيبيوتي بقيادة رئيس الجمهورية في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
حضر اللقاءين وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيد/محمود علي يوسف ، وسفير جيبوتي في القاهرة ، ومندوبها لدى الجامعة العربية السيد/ محمد ظهر حرسي ، والسفير الجيبوتي المعتمد لدى تونس والمقيم في العاصمة الفرنسية باريس السيد/عائد مسعد يحيى.

المصدر :alqarn