الرئيسية / news / رئيس الجمهورية يشارك في القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة

رئيس الجمهورية يشارك في القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة

شارك رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأول الثلاثاء في القمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان بالقاهرة ، والتي كرست لبحث التطورات الأخيرة فى السودان. وكانت هذه القمة إنعقدت بمبادرة من رئيس جمهورية مصر العربية، ورئيس الاتحاد الإفريقى عبد الفتاح السيسى، وجمعت الى جانب رئيس الجمهورية ، رؤساء كل من جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والصومال محمد عبد الله محمد، وتشاد إدريس ديبي، ورواندا بول كاغامي، والكونغو دنيس ساسو نغيسو ، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الإثيوبي دميكي ماكونين،ومبعوثين عن رؤساء كل من أوغندا وكينيا ونيجيريا. 

فضلا عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى ،والأمين التنفيذي لمنظمة الإيجاد.
وقد ألقى رئيس الجمهورية كلمة في القمة جاء فيها « يسرني في مستهل كلمتي أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، على حسن الوفادة، وكرم الضيافة، وعلى دعوته الكريمة لعقد هذا الاجتماع العاجل، المكرس لبحث التطورات الراهنة في السودان الشقيق.
-أصحاب الفخامة، رؤساء الدول والحكومات،،
إن الانقلاب العسكري الذي حدث في السودان في 11 أبريل 2019 وأدى إلى الإطاحة بالرئيس عمر حسن أحمد البشير واعتقاله، تسبب في تقويض النظام الدستوري في هذا البلد الشقيق.
واتصالا بذلك، عقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في 15 أبريل 2019 اجتماعه ال 840، وأعرب في ختام مداولاته عن إدانته ورفضه لاستيلاء المجلس العسكري على السلطة، كما أبدى أسفه لاعتقال الرئيس البشير.
وطالب مجلس السلم والأمن الأفريقي في الوقت ذاته، المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة فورا إلى حكومة مدنية انتقالية، في حين قرر المجلس العسكري تحديد فترة زمنية مدتها عامان.

السيدات والسادة ،،

لقد فاقمت الأزمة الاقتصادية والتحديات الأمنية، وكذلك العقوبات المفروضة على السودان، حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر بها البلاد منذ عدة أشهر.
و من الصعب تصور نهاية سريعة للأزمة عندما يتم اللجوء إلى هذا النوع من القوة. وعلاوة على ذلك، فإن أية عملية انتقال لا تستند إلى مفاوضات ناجعة يمكن أن تغرق البلاد في الفوضى وعدم الاستقرار.
ومن هذا المنطلق، فإننا نرى أنه ينبغي أن يتحرك الاتحاد الأفريقي بسرعة، ويقوم بإرسال بعثة رفيعة المستوى، لإطلاق مفاوضات تهدف إلى العودة إلى النظام الدستوري، واستئناف أنشطة البرلمان، والإسراع بإنشاء حكومة انتقالية مدنية.
ومن الأهمية بمكانة ، الحفاظ على مصداقية وسلطة الجيش السوداني ، الذي يظل الضامن للوحدة الترابية لبلد تزعزعه حركات تمرد انفصالية.
ويبدو لنا أنه من الضروري حث الأجهزة الأمنية والجيش على العمل بشكل بناء ومتسق مع مختلف القوى الحية للأمة ، لتفادي انهيار مؤسسات الدولة السودانية.
وبالإضافة إلى ذلك ، فإنه ينبغي عدم تجاهل مصير الرئيس البشير ، ومعاملته معاملة تليق بمكانته.
ويتحمل المجلس العسكري الذي أطاح به ، المسؤولية الأساسية عن ضمان سلامته وصحته ، ويجب أن يساءل به في هذا الصدد.
أصحاب الفخامة رؤساء الدول ،،

إن السودان بلد شاسع، أنهكته الصراعات الداخلية لعدة عقود. وإن الهشاشة التي يتسم بها فيما يتعلق بسلامة أراضيه، تكشف عن حجم المخاطر التي تهدده بالتفكك على المدى الطويل، إذا لم يتم الحفاظ على مؤسساته، بما في ذلك الجيش، والبرلمان، والدستور.
ولعلكم تتفقون معي في أن السودان يقف في مفترق طرق. وبالتأكيد فإن مصيره سيبقى في أيدي الشعب السوداني. وكدولة شقيقة وجارة لنا، فإنه يتعين علينا أن ندعم السودان، ونساند شعبه للحيلولة دون بلقنة البلاد ، والانزلاق إلى حرب أهلية مدمرة.
وأخيرا، أود التذكير بأن تعدد المبادرات في هذه المرحلة ،لا يعدو كونه أمرا يثير الإرباك. وفي هذا السياق ، فإنه يجب أن يقوم الاتحاد الأفريقي من خلال منظمة الإيجاد
بإجراء مشاورات أو إطلاق وساطة بين الأطراف المعنية في السودان.
ختاما، فإن خطورة الوضع السائد في السودان لا تخفى على أحد ، وإن إيجاد مخرج للأزمة يعتمد على سرعة تحرك الاتحاد الأفريقي».

البيان الختامي للقمة
وأصدرت القمة التشاورية للشركاء الأقليميين للسودان بيانا في ختام أعمالها وفيما يلي نص البيان الختامي:
وأعرب رؤساء الدول والحكومات والممثلون رفيعو المستوى عن كامل تضامنهم مع شعب السودان وبالغ تقديرهم للشجاعة والعزيمة التي أبدتها جموع الجماهير في سعيها السلمي لتحقيق آمالها وطموحاتها المشروعة نحو تدشين عملية شاملة للتحول الديمقراطي السلمي بما يحقق الاستقرار والتنمية والرفاهية للسودان.
واعادت الدول المشاركة تأكيد مبادىء وغايات الاتحاد الافريقي نحو تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة ، كما أعادوا تأكيد التزامهم بوحدة وسيادة وسلامة وتماسك السودان وسلامة أراضيه وأعربوا عن دعمهم الكامل لدور الاتحاد الافريقي والايجاد ودول الجوار في مساندة جهود السودان لتجاوز التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها .
وشددت الدول المشاركة علي أن هناك حاجة عاجلة لقيام السلطات السودانية والقوى السياسية السودانية بالعمل معا بحسن نية لمعالجة الأوضاع الحالية في السودان وسرعة استعادت النظام الدستورى من خلال حوار سياسي ديمقراطي يملكه ويقوده السودانيون أنفسهم يشمل جميع الأطراف السودانية بما فيها المجموعات المسلحة بما يحقق آمال وطموحات الشعب السوداني لإرساء نظام سياسي ديمقراطي شامل وترسيخ حكم القانون وحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والفعالة بمساندة الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي.
وفي ضوء الإحاطة التي قدمها موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي حول زيارته الأخيرة للسودان وأخذ في الاعتبار الإجراءات المعلنة من قبل السلطات السودانية حيال مرحلة الانتقال السلمي والمنظم والديمقراطي ، أقرت الدول المشاركة بالحاجة الي منح المزيد من الوقت للسلطات السودانية والأطراف السودانية لتنفيذ تلك الإجراءات مع مراعاة ألا تكون مدة مطولة واوصت بقيام مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي أن يمدد الجدول الزمني الممنوح للسلطة السودانية لمدة 3 اشهر.
وشجعت الدول المشاركة رئيس مفوضية الاتحاد علي مواصلة الحوار مع السلطة السودانية والأطراف السودانية وطالبت السودانية بمواكبة انخراطها البناء مع الاتحاد الافريقي ومفوضيته، كما شجعت الدول المشاركة المجتمع الدولي علي مواصلة دعمه وتقديم مساعدات اقتصادية عاجلة للسودان في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، واكدت علي أهمية التخفيف العاجل لديون السودان .
واكدت الدول المشاركة علي دعم جهود السودان في تحقيق الاستقرار والحفاظ علي وحدته وتأمين حدوده ومكافحة ومنع أي أنشطة غير مشروعة عابرة للحدود بما يتضمن تهريب الأسلحة والجريمة المنظمة وتهريب البشر التي من شأنها زعزعة أمن السودان والسلم والأمن بالمنطقة.
وتم توجيه وزراء خارجية الدول المشاركة لعقد اجتماع متابعة خلال شهر للنظر في التطورات بالسودان ورفع تقرير لرؤساء الدول والحكومات».
وبعد ختام اعمال هذه القمة ، توجه رئيس الجمهورية السيد/إسماعيل عمر جيله إلى الصين في زيارة رسمية، للمشاركة في منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي والذي يعقد في العاصمة بكين، خلال الفترة ما بين 25 و 27 أبريل الحالي، بمشاركة 37 رئيس دولة .

المصدر :alqarn