شارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله في القمة العربية الطارئة التي انعقدت بمدينة مكة المكرمة مساء يوم الخميس الماضي، وفي كلمته في الجلسة الإفتتاحية للقمة، أكد رئيس الجمهورية أن الاعتداءات الأخيرة على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تدق ناقوس الخطر، وتستلزم تحركا عاجلا لمواجهة التداعيات الخطيرة لهذا الاعتداءات على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود وتعزيز التكاتف على الصعيدين العربي والدولي للتصدي بحزم لمثل هذه الأعمال الإجرامية . وفيما يلي نص كلمة الرئيس في القمة: أَوَدُّ فِي الْبِدَايَةِ أَنْ أَتَوَجَّهَ بِخَالِصِ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ لِأَخِيْ خَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفِين، المَلِك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مَلِكِ المَمْلَكَةِ العَرَبِية السَّعُوْدِية الشَّقِيْقَة، وَلِحُكُوْمَتِهِ وَشَعْبِهِ الْعَزِيْزِ عَلَى مَا أَحَاطُوْنَا بِهِ مِنْ حُسْنِ وَفَادَة، وَكَرَمِ ضِيَافَة، وَمَا لَمَسْنَاهُ مِنْ إِعْدَادٍ مُتَمَيِّزٍ لهَذِه القِمَّة الطَّارِئَة، اَلَّتِيْ اِقْتَضَتِ الضَّرُوْرَةُ عَقْدَهَا..
– أصحاب الجَلَالَة وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ،
إِنَّ الْاِعْتِدَاءَاتِ الْأَخِيْرةِ عَلَى الْبَلَدَيْن الشَّقِيْقَيْن، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تَدُقُّ نَاقُوْسِ الْخَطَر، وَتَسْتَلْزِمُ تَحَرُّكًا عَاجِلًا لِمُوَاجَهَةِ تَدَاعِيَاتِهَا الْخَطِيْرَةِ عَلَى الْأَمْنِ وَالسِّلْمِ الْإِقْلِيْمِي وَالدَّوْلِي، وَعَلَى إِمْدَادَاتِ وَاسْتِقْرَارِ أَسْوَاقِ النَّفْطِ العَالَمِيَّة.
وَفِيْ هَذَا السِّيَاق، فَإِنَّنّا نُؤَكِّدُ عَلَى ضَرُوْرَةِ تَضَافُرِ الْجُهُوْدِ وَتَعْزِيْزِ التَّكَاتُفِ الْعَرَبِي وَالدَّوْلِي لِلتَّصَدِّيْ بِكُلِّ حَزْمٍ وَصَرَامَة لِمِثْلِ هَذِهِ الْأَعْمَالِ الْإِجْرَامِيَّة الَّتِيْ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَنْشُرَ الْفَوْضَى وَتُثِيْرَ الْعُنْفَ فِي الْمَنْطِقَة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
السيدات والسادة،،
إِنَّ اِسْتِهْدَافَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيةِ السَّعُوْدِية الشَّقِيْقَة، مَهْبِطِ الْوَحْيِ وَحَاضِنَةِ الحرمين الشريفين، يُشَكِّلُ مَسَاسًا بِالْأُمَّتَيْن العَرَبِيةِ وَالْإِسْلَامِية.
وَفِيْ هَذَا الصَّدَد، فَإِنَّنّا نُشَدِّدُ عَلَى وُقُوْفِنَا التَّام إِلَى جَانِبِ المَمْلَكَة، وَتَضَامُنِنَا الكَامِلِ مَعَ الشَّعْبِ السَّعُوْدِي الشَّقِيْق وَقِيَادَتَهِ الْكَرِيْمَة.
كما نُؤَكِّدُ عَلَى ضَرُوْرَةِ اِتِّخَاذِ مَوْقِفٍ عَرَبِيٍّ مُوَحَّدٍ وَحَاسِم، إِزَاءَ الْاِعْتِدَاء عَلَى المملكة وَشَعْبِهَا وَمَصَالِحِهَا الْحَيَوِيَّة.
وَيَتَحَتَّمُ عَلَيْنَا فِي الْإِطَارِ ذَاتِه، أَنْ نَنْهَضَ بِمُسْؤُوْلِيَّاتِنَا حِيَالَ التَّهْدِيْدَاتِ الْمُتَصَاعِدَةِ وَالْمَخَاطِرِ الْمُحْدِقَةِ بِالْمَنْطِقَة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
الحضور الكريم،،
فِيْ ظِلِّ الظُّرُوْفِ الدَّقِيْقَة اَلَّتِيْ تَمُرُّ بِهَا الْمَنْطِقَة، فَإِنَّنَا نُشِيْدُ بِاحْتِضَانِ المملكة لِلْقِمَمِ الثَّلاث العَرَبِيةِ وَالْخَلِيْجِيَة وَالْإِسْلَامِية، وَالَّذِيْ يُعَدُّ فِيْ وَاقِعِ الْأَمْرِ اِسْتِشْعَارًا بِعِظَمِ الْمَسْؤُوْلِيَّةِ الْمُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقَهَا، وَتَجْسِيْدًا لِحِرْصِهَا الْمَعْهُوْدِ عَلَى جَمْعِ الْكَلِمَةِ وَتَعْزِيْزِ الْوَحْدَةِ العَرَبِيةِ وَالْإِسْلَامِية.
كَمَا نُعَبِّرُ فِي الْوَقْتِ ذَاتِه عَنْ تَطَلُّعِنَا إِلَى أَنْ تَخْرُجَ الْقِمَمُ الثَّلاث بِالنَّتَائِجِ الْمَرْجُوَّة، بِمَا يَعُوْدُ عَلَى شُعُوْبِ الْمَنْطِقَةِ بِالْأَمْنِ وَالْاِسْتِقَرَارِ وَالتَّنْمِيَة، وَيُسْهِمُ فِيْ تَرْسِيْخِ التَّضَامُنِ الْعَرَبِي وَالْإِسْلَامِي.
وَفِي الْخِتَام، أُجَدِّدُ الشُّكْرَ لِخَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفِين، المَلِك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وَلِلْمَمْلَكَة العربية السعودية الشَّقِيْقَة، حُكُوْمَةً وَشَعْبًا، عَلَى إِسْتِضَافَةِ هَذِهَ الْقِمَّـِة وَالْإِعْـدَادِ الْجَيِّدِ لِإِنْجَاحِهَا».
هذا وعبّر قادة العرب في ختام اجتماعهم، عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين ولشعب المملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى ما لمسوه من حسن تنظيم وإعداد متميز لأعمال هذه القمة».
رئيس الجمهورية يلتقي برئيس المجلس العسكري السوداني على هامش القمة العربية الطارئة
على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله على هامش القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة، برئيس المجلس العسكري بالسودان، عبد الفتاح البرهان، واستعرض معه آخر التطورات في السودان الشقيق والتقدم المحرز في المفاوضات بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير للوصول إلى حل يرضي الجميع بشأن النقاط الخلافية بين الطرفين.
المصدر :alqarn