تحت رعاية رئيس الجمهورية، رئيس حزب التجمع الشعبي للتقدم السيد/ إسماعيل عمر جيله، اختتمت يوم أمس الأول السبت في قصر الشعب أعمال الملتقى الثالث الذي نظمه عميد الأحزاب الوطنية مع المواطنين تحت شعار «جيبوتي أولا»، وذلك بحضور نائب رئيس الحزب، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، والسيدة الأولى رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضرة محمود حيد، وأمين عام الحزب، وزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، وأعضاء الحكومة وأعضاء اللجنة المركزية للحزب، ومسؤولين من منظمات المجتمع المدني وعدد كبير من نشطاء ومؤيدي حزب التجمع الشعبي، وجمع غفير من المواطنين قدموا من العاصمة والأقاليم الداخلية الخمسة.
وكان هذا الملتقي الثالث لحزب التجمع الشعبي من أجل التقدم مكرسا لتسليط الضوء علي سبل تعزيز والمحافظة على قيم الوحدة والمساواة والسلام والتنمية الاقتصادية التي تشهدها بلادنا والحفاظ علي المكتسبات الوطنية.
وتخللت فعاليات يومه الثاني، رقصات شعبية وفقرات غنائية لفرقة 4 مارس تشيد بالانجازات التي حققها حزب التجمع الشعبي للتقدم خلال العقود الأربعة من مسيرته، والتي حفلت بالعطاء المتواصل، وظل خلالها الحزب محافظا على المكتسبات الوطنية،
وفي مقدمتها استقلال البلد وسيادته، وتعزيز قيم الوحدة والمساواة والسلام، كما تم عرض تقرير يتناول الجولة التواصلية التي قام بها أعضاء الحزب في العاصمة والأقاليم الداخلية الخمسة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أعرب رئيس الجمهورية عن اعتزازه بالمشاركة في هذه الفعالية التي تتم في أجواء مفعمة بالحماس والإثارة لدى كل مناضل من جماهير الحزب ولدى كل مواطن على حد سواء.
وأضاف قائلا: «هذه اللحظات لا تنسى لأنها تعزز في كل واحد منا شعورنا بالانتماء إلى حركة، وإلى شعب وأمة.إنها لحظات ثمينة لأنها تعزز اعتدادنا بالانتماء إلى هذا الحزب العظيم حزب التجمع الشعبي للتقدم. وأشكر جميع الرفاق الذين ساهموا في عقد ونجاح هذه الفعالية».
وذكر رئيس الجمهورية أن نشطاء وقادة الحزب جالوا للسنة الثالثة على التوالي في جميع أنحاء البلاد في لقاءات سادتها روح المواطنة، وروح المصلحة الجماعية، لا روح الحزبية.
واعتبر رئيس الجمهورية شعار الدورة الحالية الثالثة لملتقى الحزب مع المواطنين «جيبوتي قبل كل شيء» تجسيدا لشعاره الانتخابي عام 2016، ورغبة الحزب في عدم وضع نفسه في أيديولوجية أو فلسفة حزبية.
وأكد أن هذا الملتقى يعكس الإرادة الدائمة لحزب التجمع الشعبي للتقدم ليكون منفتحا للحوار مع جميع الجهات الفاعلة سواء كانت مجتمعا مدنيا أم أحزابا سياسية، باعتبار المواطنة القاسم المشترك بين الجميع. وقال في هذا السياق: «هذه المواطنة هي التي تدفعنا جميعًا إلى تحقيق الأفضل لبلدنا الذي يعتبر مصيرنا المشترك».
وأردف رئيس الجمهورية بالقول : «إن شعار «جيبوتي قبل كل شيء» يندرج في إطار بوتقة القيم التي هي أصل جمهوريتنا. وأن بوتقة القيم هذه تعتبر أيضًا الأعمدة والنماذج التي تنظم الحكم الجيد لجمهوريتنا سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
وإن تحقيق مثل هذه القيم المشتركة، التي نتطلع إليها جميعًا، يتطلب منا وعيًا جماعيًا وتعبئة لخدمة المصلحة الوطنية. وهذا ما يحتم علينا ألا نغفل شعار أمتنا: الوحدة والمساواة والسلام وأن نسعى دوما إلى صونه وتعزيزه، أينما نكون».
وعقب كلمة رئيس الجمهورية، فتحت لجنة تنظيم الملتقي، باب المداخلات وتوجيه الأسئلة المختلفة لرئيس الجمهورية، والتي تمحورت حول سبل المحافظة علي اللحمة الوطنية ومواجهة الحملات المغرضة ضد بلادنا، وتعزيز العدالة الاجتماعية وتقريب الإدارة للمواطنين، ومكافحة ظاهرتي الفساد والقبلية، وإنشاء شبكات لتوفير المياه والكهرباء في المناطق النائية.
وقد رد رئيس الجمهورية على جميع هذه الأسئلة التي طرحها عليه الموطنون بشكل وافي ومفصل، وفي ختام الملتقي أصدر رئيس الجمهورية توجيهاته إلى الوزراء لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي طرحها بعض المواطنين المتحدثين.
هذا وأشار نائب رئيس الحزب، رئيس الوزراء السيد/عبد القادر كامل في حفل افتتاح الملتقي يوم الجمعة الماضي إلى إن حزب التجمع الشعبي للتقدم بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يعد أكبر تجمع للجيبوتيين بحكمته وكفاءته في القيام بالإصلاحات المطلوبة وقاعدته الشعبية العريضة وجهوده المتواصلة كما يعد بوتقة لكل الأفكار والمقترحات كونه أداة تحتاج إليها الدولة للقيام بواجباتها.
وأكد أن نجاح الحزب يكمن في الإنصات للمواطنين والتعاطي مع أطروحاتهم لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز التعايش الاجتماعي والتضامن، وجعل هذه القيم أساس بناء مجتمع معاصر يحتل فيه كل فرد مكانته.
كما دعا نائب رئيس عميد الأحزاب الوطنية، المواطنين إلى تعزيز روح المواطنة وحب الوطن وتجاهل الشائعات المتداولة عبر موقع التواصل الاجتماعي والتي تسعى للنيل من قيم الجيبوتيين .
من جانبه، تطرق أمين عام الحزب، وزير الاقتصاد والمالية السيد/ إلياس موسى دواله إلى الخطوط العريضة للخطط والبرامج والمكتسبات التي حققها الحزب في الفترة الأخيرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا الملتقي يشكل فرصة للحزب والمواطنين من اجل ترتيب الأوراق ومواجهة التحديات الراهنة.
كما دعا المشاركين في الملتقى إلى التحلي بروح النقد البناء وتبادل وجهات النظر حول مكتسبات خلال الفترة الماضية والطموحات المستقبلية التي نصبوا إليها.
جريدة القرن