تسلم رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم الاثنين الماضي أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد معتمدين لبلدان شقيقة وصديقة لدى بلادنا، وهم سفراء جمهورية مصر العربية السيد/ محمد مصطفى عُرفي، ومملكة البحرين، الشيخ حمود بن عبد الله بن حمد آل خليفة، والاتحاد الأوروبي السيد/ أيدن أوهارا، وإندونيسيا السيد/ ألبسيرا بسنور.
وفي مستهل كلمته بالمناسبة، نقل السفير المصري الجديد تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية، وأضاف قائلا: «أبدأ عملي اليوم بقوة دفع هائلة، وزخم رفيع المستوى بعد صدور توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي وفخامتكم بالعمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين جيبوتي ومصر إلى مستوى الشراكة الاسترتيجية، وبما يليق بأواصر التعاون المشترك والدعم المتبادل بصورة مستمرة خلال العقود الماضية، ولذلك فإن الفترة المقبلة ستشهد بمشيئة الله تعالى طفرة نوعية تنعكس إيجابا على الشعبين الشقيقين».
وأشار السفير المصري الجديد إلى أن البلدين يتشاركان دوما في المواقف الإقليمية والدولية، لاسيما فيما يتعلق بتحقيق وصون الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وبما يحقق مصالح الشعوب ويحافظ على حقوقها المشروعة بما يتسق مع القانون الدولي، وبما يؤطر لمزيد من النماء والتقدم للدول كافة.
من جانبه، أشاد رئيس الجمهورية بالعلاقات الثنائية الوطيدة القائمة بين جمهورية جيبوتي وجمهورية مصر العربية، وبما وصلت إليه من نمو وتقدم على مختلف الأصعدة.
كما نوه بحرص البلدين على التشاور والتنسيق في المحافل الدولية والإقليمية والتزامهما بالعمل من أجل إرساء السلم والاستقرار الإقليمي، وتحقيق التنمية والنماء للشعوب، مؤكدا للسفير المصري أنه سيلقى من الحكومة ومنه شخصيا كل ما يحتاج إليه من عون وتسهيلات ليتمكن من القيام بمهمته السامية المتمثلة في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الشقيقين على الوجه الأكمل.
وفي الختام طلب رئيس الجمهورية من السفير محمد مصطفى عُرفي أن ينقل تحياته إلى أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة ومزيد من التقدم والازدهار لجمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق.
على صعيد متصل، أشار سفير مملكة البحرين الجديد في جيبوتي مع الإقامة بالرياض، إلى أن تعيينه سفيرا فوق العادة لدى جيبوتي من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين يأتي إيذانا بالعمل على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، وإدراكا لأهمية المكانة التي تمثلها جيبوتي في هذه المنطقة المهمة من العالم، وانطلاقا من أواصر القربى والتاريخ والعقيدة والحضارة الجامعة.
وأعرب الشيخ حمود بن عبد الله بن حمد آل خليفة عن أمله في أن يتمكن من بناء علاقات وطيدة ومتنامية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية والصناعية والسياحية والاستثمارية، وذلك في إطار التعاون الثنائي البنّاء القائم على وحدة الهدف والمصر، وفي نطاق جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وعلى الساحة الدولية.
وأضاف قائلا: « إنني إذ أؤكد على ما تشهده علاقاتنا الثنائية من نمو وتطور في شتى الميادين، لأتشرّف بأن أكون مساهما في إنجاز هذه الأهداف المشتركة للدفع بها إلى آفاق أرحب وأسمى ولتظل قائمة على ركائز الثقة والاحترام المتبادل والجوامع التي تعزز الأواصر وتقرب المسافات على طريق الخير والتقدم والإزهار».
بدوره، لفت رئيس الجمهورية إلى أن جيبوتي والبحرين تتقاسمان نفس القيم والمبادئ والانتماء الواحد والمصير المشترك، كما ترتبطان بعلاقات أخوية ترتكز على أواصر القربى والحضارة المشتركة والعقيدة الجامعة.
وأشاد بالمكانة الاقتصادية والمالية البارزة التي تحتلها مملكة البحرين، معبرا في ذات الوقت عن تطلّع جيبوتي إلى الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصناعية والاستثمارية.
وأضاف قائلا: «وفي هذا الصدد، أؤكد لكم أنكم ستلقون من حكومتي ومني شخصيا كل ما تحتاجون إليه من دعم وتسهيلات حتى تتمكنوا من أداء رسالتكم النبيلة المتمثلة في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين الشقيقين على أكمل وجه. ولا يفوتني أن أغتنم هذه الفرصة لأطلب من سعادتكم أن تنقلوا تحياتي إلى أخي صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة، وإلى صاحبَي السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء ، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتمنياتي لهم بالموفور الصحة والسعادة ، ومزيد من الرقي والازدهار للشعب البحريني الشقيق».
وفي الإطار ذاته، استقبل رئيس الجمهورية سفير الاتحاد الأوروبي الجديد المعتمد لدى بلادنا والذي ثمن في كلمة قصيرة عمل الاتحاد في جيبوتي والنتائج الملموسة التي تمخضت عن العلاقات الطيبة بين الجانبين ولاسيما في العقد الحالي.
وقال السيد/ أيدن أوهارا: «إن الاتحاد الأوروبي يقدم مساهمة كبيرة لترسيخ الاستقرار في جيبوتي والمنطقة عبر تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال «الأميصوم» والتي تلعب فيها جيبوتي دورا بارزا، كذلك عبر عملية أتلانتا لمكافحة القرصنة البحرية، كما لا أنسى إلى تمركز قوات عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد في جيبوتي خصوصا فرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا.
وتطرق سفير الاتحاد الأوروبي إلى الشراكة القائمة بين الهيئة الحكومية للتنمية «الإيجاد» والاتحاد الأوروبي والدعم المالي للأخير للجهود الرامية لدعم ورعاية المهاجرين والنازحين، فضلا عن توطيد السلام والحد من الصراعات في المنطقة.
ورحب رئيس الجمهورية بسفير الاتحاد الأوروبي الجديد في جيبوتي، متمنيا له النجاح في النهوض بالعلاقات الثنائية التي تربط بين بلادنا ودول الاتحاد، والدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع.
وفي ذات السياق، تسلم رئيس الجمهورية أوراق اعتماد السفير الاندونيسي الجديد غير المقيم لدى جيبوتي السيد/ ألبسيرا بسنور، والذي نوه بالعلاقات الطيبة التي تربط بين جيبوتي وإندونيسيا.
وأضاف قائلا : «إن جمهورية جيبوتي وجمهورية إندونيسيا تحتفلان هذا العام بمرور 40 عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية والتي تعود رسميا إلى العام 1979».
وأشار السيد/ ألبسيرا بسنور إلى أن البلدين ليسا مجرد دولتين صديقتين، بل تربطهما شراكة مثمرة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والعلمية والتكنولوجية، متعهدا بالعمل على تعزيز أوجه التعاون الثنائي بما يلبي تطلعات الشعبين.
من جهته، أشاد رئيس الجمهورية بالعلاقات الطيبة والتعاون الأخوي بين البلدين، مؤكدا للسفير بسنور استعداده والحكومة لتقديم التسهيلات اللازمة له لتمكينه من النهوض بالمهام الملقاة على عاتقه والإسهام في دفع العلاقات الثنائية في الفترة المقبلة.
جريدة القرن