شارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يومي الأحد والإثنين الماضيين في القمة العادية الـ33 للإتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي انعقدت تحت شعار: «إسكات البنادق وخلق ظروف ملائمة لتنمية إفريقيا».
وقال رئيس الجمهورية في كلمته في القمة «إن إسكات الأسلحة في إفريقيا ليس خيارًا ولكنه أمر حتمي. لقد تعهدت منظمتنا في عام 2013، بعدم ترك عبء الصراع والدمار للجيل القادم، ونحن ملتزمون بإنهاء جميع الحروب بحلول عام 2020. اليوم وصلنا إلى هذا التاريخ ، ومن المسلم به أننا بعيدون عن هدفنا، لكن هذا لا يعني، أيضًا، أننا ننام على أمجادنا لأنه منذ البدايات الأولى لمنظمتنا، أنشأنا مركزًا لإدارة النزاعات الذي تم إصلاحه بشكل مستمر لتلبية احتياجات قارتنا حتى وصل إلى شكله الحالي وهو APSA (الهيكل الأفريقي للسلام والأمن).
وتساءل رئيس الجمهورية عما يمكن عمله لمنع تجدد الصراعات في بعض أنحاء القارة الإفريقية، مضيفا بالقول في هذا السياق « في رأيي فإن بناء مجتمعات مرنة أمر ضروري لإسكات الأسلحة في المقام الأول. وهذا يعني وجود مؤسسات قوية تستجيب لاحتياجات المواطنين والحكم الرشيد وسياسة شاملة».
وأردف « في السنوات الأخيرة، أحرزت القارة تقدماً كبيراً ليس فقط في تعميق الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية، بما في ذلك الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، ولكن أيضًا من حيث تطوير المعرفة والمهارات والخبرات في منع نشوب الصراعات وإدارتها وحلها في أفريقيا.
وثانياً ، يجب أن نبقى أقوياء ومتيقظين، سواء في قدراتنا على الحد والوقاية. ويجب أن نستمع إلى الناس من خلال تشجيع إنشاء منصات لتسهيل الحوار ومشاركتهم في العمليات السياسية والاقتصادية من أجل تعزيز الإنصاف.
يلزمنا أيضا تسريع التنمية من خلال القضاء على الفقر وعدم المساواة، وبالتالي معالجة العوامل الهيكلية العميقة للصراعات الأفريقية. كما يلزمنا تعزيز القدرات المحلية والوطنية لمنع نشوب النزاعات وإدارتها بحيث يمكن تدريب النساء والشباب ورؤساء الحكومات والزعماء الدينيين وغيرهم على إدارة النزاعات في مصدرها، وبالتالي منع تصاعد هذه الصراعات.
وأخيرًا، يتعين علينا تشجيعهم على المشاركة في البنية التحتية للسلام والآليات الأخرى، مثل مراكز التنسيق الوطنية لتدخلات الإنذار المبكر. إن عواقب التغير المناخي، من بين أمور أخرى، تهدد الأمن الغذائي للسكان وبالتالي تسبب في نزوح السكان، ونشوب النزاعات بين المجتمعات المحلية على الحدود».
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه على الرغم من التقدم المحرز في تهدئة واستقرار القارة، لا تزال التحديات كبيرة لكون العديد من البلدان أسيرة في دوامة الصراعات العنيفة بسبب الجريمة العابرة للحدود والإرهاب وانتشار الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة.
وأضاف في هذا الصدد « إن الإرهاب والتطرف العنيف يعتبران طاعونا في قارتنا، الطاعون الذي يخلف الدمار واليأس والمأساة. كلنا نتعرض له وكل واحد منا يشكل هدفا محتملا. في مواجهة هذه التهديدات، لم يعد التعاون بين الدول واجب تضامني، ولكنه واجب حتمي للمصالح المشتركة، لأن حياتنا تعتمد عليه.
في هذا الصدد، وأضح أن جيبوتي تستضيف المركز الإقليمي للتطرف العنيف (CVE) الذي يعتبر مركز تميز مكرس للتدريب والحوار والبحث، وأن انتشار هذا النوع من المراكز والتعاون الوثيق بين البلدان والتبادل الدائم للمعلومات ورفع الوعي من خلال التوعية وإنشاء أسوار ضد التلاعب بالوعي خاصة بين الشباب من الضرورات الراهنة.
واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول « أفريقيا الخالية من الصراع هي المسؤولية الأساسية على عاتق الأفارقة. ونحن قادرون على جعل السلام حقيقة قابلة للحياة ودائمة في قارتنا. مشيرا إلى أن إسكات الأسلحة من أجل الخير يتطلب مشاركة الجميع.
رئيس الجمهورية يعقد لقاءات ثنائية على هامش القمة العادية الثالثة والثلاثين للاتحاد الإفريقي
على صعيد آخر، إلتقى رئيس الجمهورية يوم الإثنين الماضي على هامش القمة العادية الثالثة والثلاثين للاتحاد الأفريقي برئيس الوزراء الإثيوبي السيد/ أبي أحمد علي، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها السلام والأمن في المنطقة، خاصة الأوضاع بالصومال وجنوب السودان.
كما التقى رئيس الجمهورية على هامش القمة الأفريقية بالرئيس الصومالي السيد/ محمد عبد الله فرماجو، وتم خلال اللقاء بحث التطورات السياسية والأمنية في الساحة الصومالية.
وفي الإطار نفسه، التقى رئيس الجمهورية بالرئيس الرواندي السيد/ بول كجامي، وتمحورت المحادثات خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جهة ثانية، التقى رئيس الجمهورية أيضا برئيس المجلس الأوروبي السيد/ تشارلز ميشيل، وتم خلال الاجتماع استعراض علاقات الصداقة والتعاون بين جيبوتي والاتحاد الأوروبي وسبل ووسائل تعزيزها.
وفي تصريح له عقب هذا اللقاء، قال السيد تشارلز ميشيل: «لقد تبادلنا وجهات النظر حول الطموح المشترك لتعزيز الشراكة بين جيبوتي والاتحاد الأوروبي، وكذلك بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي. لقد رأينا كيف تمكنا من القتال معًا لتقليل تهديدات القرصنة في المنطقة، ونحن نحاول أيضا الحصول على مزيد من الاستقرار والأمن في أفريقيا. لقد أشرت إلى أن الاتحاد الأوروبي يرغب في توسيع وتكثيف الشراكات مع البلدان الأفريقية للحد من التهديدات الأمنية والحد من الإرهاب.
جريدة القرن