شارك فخامة رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله يوم الاثنين الماضي عبر الفيديو كونفرانس في افتتاح الدورة الثانية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية الذي تنظمه مصر«افتراضيا» من خلال منصة مستحدثة تحت عنوان «تشكيل الوضع الطبيعي الجديد في أفريقيا: التعافي بشكل أقوى وإعادة البناء بشكل أفضل»، وذلك بمشاركة قادة ورؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من الدول الأفريقية، فضلا عن ممثلي منظمات دولية وإقليمية ومؤسسات مالية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص.
ويناقش المنتدى الذي تستمر أعماله 5 أيام من خلال 15 جلسة عدة محاور منها التعافي في مرحلة ما بعد كورونا، وطرق تعزيز السلام والتنمية المستدامين في أفريقيا»، والإرهاب في ظل جائحة كورونا، وكيفية النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن في أفريقيا، وتفعيل الوقاية الهيكلية في أفريقيا»، ومعالجة النزوح القسري في التخطيط الوطني، وعمليات السلام وتوطين التحول النموذجي إلى الوقاية في أفريقيا».
كما يبحث المنتدى عددًا من الموضوعات الأخرى منها تحفيز التعاون الإقليمي من أجل السلام والأمن والتنمية في البحر الأحمر»، والنهوض بالاستجابات المتكاملة لمخاطر الأمن المناخي، وأزمة الساحل المتفاقمة، بالإضافة إلى الجلسة الختامية التي ستعقد تحت عنوان «رسم الطريق أمام قارة أفريقيا للمضي قدما: التعافي بشكل أقوى وإعادة البناء بشكل أفضل».
وفي مداخلته عبر الفيديو، أشار رئيس الجمهورية إلى أن أفريقيا المعروفة بهشاشة أنظمتها الصحية، والتي أثيرت مخاوف كبيرة من خطورة تفشي كوفيد-19 عليها، قد نجحت نسبيًا في التعاطي مع هذا الوباء مقارنة ببقية دول العالم.
وأضاف قائلا « ورغم ذلك، يبدو واضحا في ظل عودة ظهور الحالات الإيجابية، أن المعركة لم تنته بعد لأن العواقب الاقتصادية ستكون كارثية بالنسبة لنا. ولذلك يجب علينا التكيف مع هذا الواقع الجديد في جميع مجالات الحياة».
وأوضح رئيس الجمهورية أنه لسوء الحظ ، جاء هذا الوباء في وقت بدأت فيه إفريقيا إنطلاقتها استنادا إلى أجندة 2063، والفرص التي تتيحها منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة توحيد جهود القارة للحفاظ على إنجازاتها والبدء في تطوير استراتيجياتها للتعافي الاقتصادي من تداعيات تفشي جائحة كوفيد -19.
واقترح رئيس الجمهورية أن تتضمن خطة التعافي من الوباء أربعة مكونات أجملها بقوله :
1 – ضمان تلقي أفريقيا لقاحات كافية لشعوبها. وهذا هو سبب دفاعنا منذ البداية عن لقاح شامل وعادل.
2- الإدارة القارية للأزمة الصحية: لقد أظهرت النظم الصحية في بلداننا بالفعل خلال هذه الأزمة، مقاومة وقدرة على الصمود. ومع ذلك، سنحتاج في المستقبل إلى التعلم من أخطائنا والاستفادة من مهاراتنا لإدارة حالات الطوارئ الصحية من خلال تعزيز قدراتنا وتدابيرنا.
3- إعادة هيكلة الديون أو إلغاؤها. وهذه المبادرة من شأنها أن تساعد الاقتصادات الأفريقية، ولا سيما الاقتصادات الأكثر هشاشة، على التعافي بسرعة أكبر من الوباء لأن دفع تكاليف اللقاحات يزيد من عبء الديون المرتفعة أصلا. وهذا ما يحتم علينا أن نواصل التفاوض مع مانحينا من خلال التحدث بصوت واحد.
4- أخيرًا، أود أن أتطرق في هذه النقطة، إلى قوة وإمكانات قارتنا .
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن أزمة كوفيد-19 تدق ناقوس الخطر لإفريقيا
التي تعاني من الصراعات والجوع والأمراض والهجرة غير الشرعية، مشددا في هذا الصدد على ضرورة إحداث تغيير جذري، لخلق فرص جديدة لإعادة اقتصادات القارة إلى النمو الاقتصادي الشامل وللنهوض من جديد.
كما دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة إعتماد افريقيا على نفسها لكونها قوة ديموغرافية ومستقبل الاقتصاد العالمي، ولإمكاناتها الاستثنائية التي لا يمكن الاستغناء عنها على الصعيد الدولي.
وشدد في ذات الوقت على الحاجة لدراسة السبل والوسائل اللازمة لتقليل اعتماد القارة على الموارد الخارجية. قائلا في هذا الصدد « يجب الآن على إفريقيا أكثر من أي وقت مضى أن تركز على تعبئة مواردها المحلية من القطاعين العام والخاص، لا سيما عن طريق تخفيض الإعفاءات، وزيادة الرسوم الضريبية ومشاركة المغتربين في تنميتها».
ودعا رئيس الجمهورية في ختام كلمته إلى التضامن والتشاور والتعاون بين الدول الافريقية لمواجهة التهديد المشترك الذي يواجهه الأفارقة جراء وباء كوفيد-19.
المصدر / جريدة القرن .