أطلق فخامة رئيس الجمهورية ، السيد/ إسماعيل عمر جيله ، يوم أمس الأربعاء أعمال إنشاء المتحف الوطني بموقع المحطة القديمة للسكك الحديدية، وذلك بحضور معالي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد ، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد ، ووزير الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري ، وبقية أعضاء الحكومة ، بالإضافة إلى مدعوين آخرين من جهات مختلفة.

وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد رئيس الجمهورية على أهمية مشروع هذا المتحف الجديد للحفاظ على قيم الهوية الوطنية وثرائها ، قائلا في هذا الصدد: «نجتمع اليوم لوضع حجر الأساس للمتحف الوطني الذي سيقام في موقع محطة القطار القديمة ، إن هذا التراث المعماري الذي يعود إلى قرن من الزمان له طابع خاص للذاكرة الجماعية والفردية ، لأن التاريخ الذي يجسده يعيد تأكيد قيم الهوية الوطنية بكل ثرائها.

 إن بلادنا تزخر بالتراث المادي وغير المادي ذي الأهمية الثقافية والعلمية والتاريخية. لذلك من الضروري الحفاظ على الذاكرة التاريخية».

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن إنشاء هذا المتحف الجديد يتماشى مع السياسة الوطنية للثقافية ويلبي حاجة ملحة تتمثل في نقل تاريخ وقيم وثقافة مجتمعنا ، منوها في هذا السياق بالحاجة الى أماكن للذاكرة والتاريخ والنقل ، وأشياء تجسد وتوضح وتوثق هذا التاريخ بالفكر والإلهام. وأوضح ان إنشاء المتحف في هذا المكان التاريخي هو اختيار رمزي ، يخدم ثقافة وتاريخ الجيبوتيين.

ومضى قائلا « إن إطلاق هذه المؤسسة التراثية الجديدة ينضاف إلى المؤسسات الثقافية والفنية الأخرى في للبلاد. ولا تهدف هذه اللبنة الجديدة إلى الحفاظ على تاريخنا فحسب ، بل تهدف أيضًا إلى إدامة اشعاع بلدنا في هذه المنطقة من العالم التي عرفت مزيجا من الثقافات والأديان والحضارات».

وذكر رئيس الجمهورية أن المتحف الوطني من خلال المجموعات الفنية وروائع أعمال العصور القديمة والسلع الثقافية التي سيحتضنها ، سوف يعكس التطور الحضاري للشعب الجيبوتي ، وسيكون بالتالي مرجعًا وطنيًا يساهم في تعزيز الشعور بالانتماء الثقافي القائم على رؤية مشتركة تتطلع إلى المستقبل.

وأوضح أن المتحف سيسلط الضوء أيضا على الثروة والإمكانيات الناشئة عن التنوع الثقافي لبلادنا وسيشكل مفترق طرق حيث ستلتقي جميع أوجه التآزر من أجل تلبية الاحتياجات الثقافية لشبابنا. مضيفا بالقول «إنه سيقدم أيضا مجموعة متنوعة من المعارض التي تتراوح من المجموعات التقليدية والحرفية إلى اكتشافات الحفريات الأثرية التي تبرز معرفة أوسع عن جيبوتي وتراثها وتاريخها، مما يساعد على تعميق معالم هويتنا الوطنية. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يخلد المتحف الوطني جزءًا من تاريخ السكك الحديدية ، ويعرض دور عمال السكك الحديدية ومساهمتهم الكبيرة في بناء مدينة جيبوتي، ولا يسعني إلا أن أعبر عن اعتزازي بكوني ابن عامل في السكك الحديدية ، وإن هذا المكان بالنسبة لي هو بمثابة جسر بين التراث والإبداع ، ووسيلة لنقل تاريخنا إلى الأجيال القادمة».

 كما نوه رئيس الجمهورية بالبعد الاقتصادي لمشروع المتحف الوطني في ضوء السياسة الوطنية  لتطوير السياحة، مشيرا إلى أنه سيشكل رافعة إنمائية أساسية ستخلق اقتصادًا محليًا جديدًا».

من جهته ، ألقى وزير الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف كلمة استهلها بالترحيب برئيس الجمهورية في هذه المناسبة الهامة ، وفي هذا المكان التاريخي الذي يحتضن فعالية إطلاق وضع حجر الأساس لمشروع تحويل المحطة السابقة للسكك الحديدية إلى متحف جيبوتي الوطني.

 وأوضح أن المتحف الوطني يمثل من خلال اختيار هذا الموقع الفريد في أهميته ، والذي يضم أحد أقدم المباني في مدينة جيبوتي بالطابع المعماري للقرن التاسع عشر، واجهة ثقافية دائمة تبرز العبقرية والروح الإبداعية للشعب الجيبوتي.

وأردف قائلا: «يعد تطوير الثقافة الجيبوتية أحد المحاور الرئيسية ذات الأولوية للمشروع الاجتماعي الذي بادرتم به لوضع بلادنا على مسار التقدم والازدهار. وفي هذا الإطار ، تم البدء في سياسة ثقافية وطنية تدمج تعزيز الهوية الثقافية الوطنية، ومشاركة الشباب في الفنون، وحماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، وتنمية الإبداع، وأخيراً اقتصاد الثقافة».

 وأشار وزير الثقافة إلى أن رئيس الجمهورية حدد معالم التطور الثقافي لبلادنا من خلال إنشاء :

– المكتبة والأرشيف الوطنيين .

– المتحف الوطني .

– المكتب الجيبوتي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة  .

– المعهد الجيبوتي للفنون والتصوير السينمائي .

– وأخيراً تطوير السياسة الثقافية الوطنية .

 وأكد أن هذه الإنجازات الكبرى ستضفي قيمة مضافة على العمل الثقافي في بعده المجتمعي من أجل تعزيز التماسك الاجتماعي والتضامن بين الأجيال.

وأضاف « أننا سنشهد غدًا إن شاء الله العرض الأول لفيلم «جيبوتي» ، الذي أطلقناه في كوشي بالهند ، مطلع العام 2020، بحضور زملائي وأصدقائي الجيبوتيين ، والمروجين المحترفين الهنود للفن السابع. وإن هذا الفيلم، الذي تم تصويره في جيبوتي، هو ثمر إنتاج مشترك بالشراكة مع شركة هندية كبيرة».

وذكر الوزير أنه سيتم قريبًا الإعلان عن اللجنة العلمية للمتحف وفقًا للمرسوم المتعلق بتنظيم وتشغيل المتحف الوطني، والذي تبناه مجلس الوزراء في 2 مارس الجاري ، مشيرا في ذات الوقت إلى أن وزارته اتخذت خطوات لجمع المواضيع والأشياء والسلع الثقافية والطبيعية التي سيتم عرضها في صالات المتحف الوطني. ولفت إلى أنه تم تصميم وتطوير خطط إعادة تأهيل موقع المتحف الوطني بالتعاون مع وزارة التعمير وفق المعايير الفنية الملائمة.

وذكر أنه سيتم تجهيز المساحات الخارجية للمتحف وتزيينها من خلال عرض الأشياء والأدوات والمناظر الطبيعية التي توضح الجانب الثقافي الأكثر نموذجية أو الحياة الجيبوتية التقليدية بكل تنوعها ، في حين سيتم تجديد العربات للحفاظ على القيمة التاريخية للسكك الحديدية وحياة عمال السكة الحديد على شكل صور وشهادات سمعية بصرية.

وفي ختام هذه المناسبة ، قام رئيس الجمهورية بوضع حجر الأساس لمشروع تشييد المتحف الوطني الذي سيتم إنشاؤه في موقع المحطة القديمة للسكك الحديدية.