الرئيسية / news / الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يغادر جيبوتي بعد زيارة تاريخية

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يغادر جيبوتي بعد زيارة تاريخية

غادر فخامة الرئيس المصري السيد/ عبد الفتاح السيسي ، والوفد المرافق له بعد ظهر يوم الخميس الماضي جيبوتي ، وذلك بعد زيارة تاريخية التقى خلالها فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله ، وأجرى معه محادثات مثمر ة، وقد أقام رئيس الجمهورية صباح يوم الخميس المنصرم مراسم استقبال رسمي لضيفه والوفد المرافق له في مطار جيبوتي الدولي.
بعدها عقد الزعيمان لقاءاً ثنائياً ، كما عقدا جلسة مباحثات موسعة بالقصر الجمهوري بحضور وفدين رفيعي المستوى من البلدين في جو من الأخوة والصداقة والتفاهم التام.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتعاون المشترك ، كما استعرضا القضايا الإقليمية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما لمتانة العلاقات والروابط الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين الجيبوتي والمصري ، وأكدا عزمهما على القيام بكل ما من شأنه أن يعمق العلاقات الاستراتيجية والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
وكشف الطرفان في هذا السياق عن أهمية تعزيز وتفعيل آليات العمل المشترك القائمة ، من قبيل اللجنة الوزارية المشتركة التي عقدت دورتها الرابعة في القاهرة في يناير 2010، وآلية التشاور السياسي ، فضلاً عن استكشاف آفاق جديدة لتحقيق تعاون أوسع وعلاقات أوثق بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات من خلال تعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي وإنشاء منطقة لوجيستية مصرية وربط الموانئ ، والتعاون في مجال التعليم , والتعليم العالي ، والصحة بما يتضمن التنسيق حول مشروع إنشاء مستشفى مصري في جيبوتي بالتعاون مع وزارة الصحة الجيبوتية ، وبناء القدرات ، والصيد البحري والثروة السمكية، والطاقة والبترول والغاز الطبيعي ، والإسكان وتشييد الطرق ، والسياحة ، والبنوك ، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وثمّنت جمهورية جيبوتي ما تشهده جمهورية مصر العربية من تنمية وازدهار وأمن واستقرار وما تحققه من إنجازات كبرى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقد تبادل الرئيسان الرؤى حول التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد ، حيث تم استعراض جهود الجانبين في التعامل مع هذه الأزمة ، وأعربت الحكومة الجيبوتية في هذا الصدد عن تقديرها للأجهزة والمنتجات الطبية ، والمواد الغذائية ، وتجهيزات المعاقين الجاري تقديمها إلى الشعب الجيبوتي لمواجهة جائحة كورونا وتبعاتها في إطار التضامن الأخوي بين البلدين الشقيقين.
وأكد الجانبان على أهمية الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر، التي تعد حيوية للملاحة العالمية والتجارة الدولية ، وشددا على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المطلة على البحر الأحمر في إطار آليات العمل المشتركة ، وفي مقدمته مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
كما ناقش الجانبان مستجدات ملف سد النهضة ، حيث توافقا على أن نهر النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون على نحو يحقق الأهداف التنموية لمصر والسودان وإثيوبيا ، مع ضرورة استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاثة ، ويحول دون وقوع ضرر جسيم لأي منها خلال المرحلة المقبلة ، بما يدعم جهود تحقيق الرخاء والاستقرار في المنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية ، قضية العرب المركزية ، أشاد الرئيس إسماعيل عمر جيله بالمبادرة المصرية التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي وحقن دماء الأشقاء الفلسطینیين.
وأكد الطرفان على أهمية الانخراط في مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم مبني على حل الدولتين ، يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية ، عن الشكر والتقدير لأخيه الرئيس/ إسماعيل عمر جيله ، رئيس جمهورية جيبوتي على ما لقيه والوفد المرافق له من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني جيبوتي ، ووجه سيادته الدعوة للرئيس إسماعيل عمر جيله لزيارة بلده الثاني مصر خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام المباحثات ، عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً مشتركاً ، استهله رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله بكلمة ضافية قال فيها :

في البداية يطيب لي أن أعبر أمامكم عن سروري البالغ بلقائكم بوطنكم الثاني جيبوتي أرض السلام والمحبة ، كما يسعدني أن أُرحب بفخامة الرئيس / عبدالفتاح السيسي ضيفاً عزيزاً على جيبوتي قيادةً وشعباً في أول زيارة له لبلده الثاني متمنياً له إقامة طيبة وسعيدة , وأود أن أغتنم هذه الفرصة الكريمة لأُعبر لفخامتكم ، عن أصدق مشاعر الود والتقدير والتي يكِنُها الشعب الجيبوتي لشخصكم العزيز ولشعب بلدكم الكريم .
كما يطيب لي أن أُعبر لكم عن تقديرنا البالغ للروابط التاريخية العميقة وأواصر الأخوة والصداقة والتي تجمع بين جمهورية جيبوتي , وجمهورية مصر العربية ، وشعبيهما الشقيقين وأن هذه الزيارة الكريمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تُشكل فرصةً تاريخية لفتح آفاقاً رحبةً وجديدة في العلاقات الثنائية والتعاون المشترك وفق ما يحقق مصالحنا المشتركة , ويلامس تطلعات الشعبين الشقيقين , كما يسعدني في هذا السياق أن أُثمن نتائج المباحثات التي عقدتها مع أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي جرت في جوٍ من الإخوة والصداقة والتفاهم التام ، حيث استعرضنا خلالها مختلف الجوانب للعلاقات الثنائية ، فضلاً عن آخر المستجدات على الساحة العربية والإفريقية ومجمل القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك ، وقد اتفقنا على تفعيل أُطر التعاون وآليات العمل المشترك بين البلدين الشقيقين على كافة الأصعدة .وفيما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، فإننا نجدد الإشادة بالمبادرة المصرية الكريمة والتي أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحقن دماء أشقائنا الفلسطينيين . كما ننوه أيضاً بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة . وقد أكدنا أنا وأخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواصلة الجهود لتثبيت التهدئة .كما أكدنا في الوقت ذاته على أهمية الإنخراط في مسار التسوية السياسية للوصول إلى حلِ الدولتين يُفضي إلى قيام دولةٍ فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة , وختاماً نجدد الترحيب بفخامتكم والوفد الكريم المرافق لكم ، فأهلا وسهلا بكم ضيوفا كراما بيننا.

من جانبه قال فخامة الرئيس المصري ” إنه من دواعي سروري البالغ أن أتواجد اليوم في جيبوتي، كما إنه من دواعي اعتزازي أن أكون أول رئيس لجمهورية مصر العربية يقوم بزيارة رسمية إلى بلدكم الشقيق ، هذه الدولة المحورية التي تلعب دوراً هاماً في محيطها الإقليمي.

وأود أن أشكركم أخي فخامة الرئيس «عمر جيله» على حفاوة الاستقبال التي لقيناها منذ وصولنا، وعلى كرم الضيافة المعهود عن بلدكم وشعبكم الكريم ، وهو ما يعكس كذلك ما يجمع بلدينا من علاقات أخوية متينة واستراتيجية ممتدة على كافة الأصعدة ، مستندةً إلى إرادة سياسية قوية ومتبادلة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب. أخي فخامة الرئيس ، أود كذلك أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب لكم عن خالص التهاني على تجديد الشعب الجيبوتي لثقته في قيادتكم الحكيمة للبلاد ، وذلك بإعادة انتخابكم لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات الأخيرة ، متمنياً لكم التوفيق لمواصلة مسيرة البناء والاستقرار. لقد أجريت مع أخي الرئيس مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة ، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي على مختلف المستويات السياسية ، والاقتصادية ، والأمنية ، والعسكرية ، واتفقنا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب ، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين ، فضلاً عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وفي هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي ، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية ، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضي قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي ، كما توافقنا على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي خلال الفترة المقبلة لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية ، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية ، خاصةً في مجال النقل وربط الموانئ ، ومجال الصحة ، حيث يجري التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في جيبوتي ، فضلاً عن التعاون في مجال الاستزراع السمكي. كما توافقنا كذلك على تكثيف جهودنا في مجال مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف في هذا الشأن ، بما يساهم في تعزيز الاستقرار في محيطنا العربي والأفريقي. ولقد جاء اجتماعنا اليوم تتويجاً لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية لدفع التعاون الثنائي بين البلدين ، ولوضع إطار استراتيجي متكامل وتصور مشترك لمختلف أوجه ومجالات التعاون وسبل دفعها في الفترة المقبلة ، بما يؤكد إراداتنا السياسية المشتركة في هذا الشأن ، وبما يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تربط بين البلدين.

191830800_324154625738429_1383195147071692941_n7FB_IMG_1622283513351FB_IMG_16222426001804