فرشت جمهورية جيبوتي يوم الخميس الماضي ، الموافق 27 مايو 2021، البساط الأحمر لرئيس جمهورية مصر العربية، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي وصل إلى البلاد على رأس وفد رفيع المستوى.
وهذه الزيارة التاريخية اكتست قبل كل شيء أهمية كبرى ، كونها الأولى من نوعها لرئيس مصري ، إلى جيبوتي ، الأمر الذي حمل قيادتي البلدين على استثمارها لإحداث نقلة نوعية في العلاقات الأخوية والشراكة القائمة بين جيبوتي والقاهرة.
كما عكست الزيارة ، الإرادة السياسية للقيادة المصرية لترسيخ العلاقات بين الدولتين، والتي تعود بجذورها إلى عصر الفراعنة، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بما تضمن تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.
ومن هذا المنطلق بحث قائدا البلدين رئيس الجمهورية ، فخامة الرئيس السيد/ إسماعيل عمر جيله ، ونظيره المصري ، فخامة الرئيس السيد / عبد الفتاح السيسي سبل تطوير وتعزيز الشراكة الاستراتيجية والمضي بها قُدماً بقوة وإرادة صادقة.
في هذا الإطار أكد الرئيس جيله في غضون الاجتماع الموسَّع الذي عقده الجانبان ، أن زيارة الرئيس المصري إلى جيبوتي ، توفر فرصة تاريخية لتعزيز الزخم ، الذي تشهده علاقات البلدين في العديد من المجالات ، من قبيل التجارة والثقافة والتعليم والصحة والتدريب وبناء القدرات ونقل الخبرات المصرية ، وتشجيع الاستثمارات ، فضلا عن فتح آفاق جديدة ، بما يحقق المصلحة المشتركة ، ويمكِّن من تلبية التطلعات التنموية للشعبين الشقيقين ومواجهة التحديات المختلفة.
واغتنم رئيس الجمهورية هذه السانحة للترحيب باستثمارات أشقائنا المصريين ، داعيا إياهم إلى استكشاف الفرص الواعدة في جيبوتي ، التي تشكِّل بوابة لسوق واسعة.
أما الرئيس المصري فقد شدد حرص القاهرة على توطيد علاقاتها مع جيبوتي في مختلف المجالات التي تحظى بالاهتمام المشترك ، بما يعود بالنفع والفائدة لشعبي البلدين.
ونوه في هذا الصدد أن محادثاته مع الرئيس جيله تركزت حول سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية بين جيبوتي ومصر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. لافتا أنه تم الاتفاق على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري وتكثيف التعاون في مجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وفي هذا السياق قال الزعيم المصري «لقد اتفقنا على زيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي لإعطاء الشركات المصرية الفرصة للمساهمة في مشروعات البنية التحتية , وفتح فرع لبنك مصر في جيبوتي , بالإضافة إلى تسريع إجراءات إنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي من أجل تسهيل تصدير مختلف السلع المصرية إلى جيبوتي، وكذلك تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية ، لاسيما النقل وتوصيل الموانئ والصحة ، حيث يجري التنسيق بين الطرفان على إنشاء مستشفى مصري في جيبوتي.
اللافت أن مناقشات وفدي البلدين لم تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتجارية والصحية والثقافية والتعليمة فقط ، لكنها شملت أيضا المجالات الأمنية ، وتبادل الخبرات وتعزيز الجهود المشتركة لإرساء قواعد الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي ، وتأكيد المسئولية المشتركة حيال الحفاظ على أمن البحر الأحمر، فضلا عن استعراض التطورات الأخيرة في الساحتين الفلسطينية واليمنية.
ومهما يكن من أمر كانت مصر وستبقى الشقيقة الكبرى لجيبوتي ، والتي لم تتوان يوماً عن دعم ومساندة جيبوتي كلما اقتضى الأمر، سواء في تلك الحقبة التي ناضل الجيبوتيون للانعتاق والتحرر من الاستعمار، أو العقود التي تلتها ، كما ستظل هذه الزيارة التاريخية للرئيس السيسي محفورة في الذاكرة الجماعية للجيبوتيين مهما طال الزمن.