انتخب فخامة الرئيس / إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي , رئيسا للدورة الجديدة للهيئة الحكومية للتنمية الإيجاد , وذلك خلال انعقاد القمة الرابعة عشر للمنظمة , والتي عقدت يوم الإثنين الموافق 12 يونيو 2023 في فندق كيمبينسكي بجيبوتي , بحضور العديد من قادة ورؤساء دول الإيجاد .
وقد ألقي فخامة الرئيس جيله كلمة هامة خلال هذه القمة تناولت الوضع الإقليمي ، وحالة السلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي ، والتحديات الإنسانية الناجمة عن هذه التداعيات ، بما في ذلك الصراعات الداخلية , وتغير المناخ .
حيث أكد فخامته أن منطقتنا تواجه تحديات عبر وطنية متزايدة تلزم قادة القرن الأفريقي بإظهار القيادة الجريئة والحلول المبتكرة والرؤية المشتركة التي تتجاوز الحدود والأيديولوجيات .
كما أشار فخامة الرئيس ، الذي وضع الأزمة في السودان علي رأس أعمال القمة : “علينا مسؤولية توجيه دولنا خلال هذه الأوقات الصعبة نحو التنمية والسلام والاستقرار”.
وقال الرئيس أيضا عن الجهود المستمرة المبذولة من أجل حل تفاوضي للصراع : “نحن نشعر بالحزن الشديد من تدهور الوضع في السودان , فمنظمتنا منذ بداية الصراع ، أنشأت ترويكا مكلفة بالذهاب إلى الخرطوم للتفاوض على وقف إطلاق النار وحث الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات , وبهذه الروح عمل أخونا رئيس جمهورية جنوب السودان السيد سلفا كير ميارديت بلا كلل , ومتابعة الوساطة من خلال سلسلة من المناقشات مع الجانبين”
وفي هذا السرد المتعلق بتعدد القضايا المدرجة على جدول الأعمال ، أشار فخامة الرئيس جيله إلي أهمية تسوية الصراعات الحدودية في المنطقة ، لوقف نقاط التوتر التي تؤدي إلي عدم الاستقرار والانقسام وتعيق التقدم في المنطقة .
وأشار أيضا فخامته إلي تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري ، التي تسبب كوارث طبيعية مثل الجفاف ، والفيضانات التي لها عواقب وخيمة على حياة السكان المحليين ، وتتسبب في تدمير البنية التحتية ، وخسائر في الأرواح البشرية , مما يتطلب سرعة مواجهتها .
وفي هذا الخطاب أيضا أكد فخامة الرئيس من جديد إيمانه بدور بلدان القرن الأفريقي لتسوية النزاعات بين الدول ، من خلال زيادة استخدام آليات الوساطة القائمة عبر الإيجاد
كما عبر فخامته عن شكره للإيجاد للدور الهام الذي تقوم به في تسوية الخلافات بالمنطقة من خلال عمليات الوساطة والتوفيق , مطالبا بضرورة توسيع دورها للعب دور أكبر لتحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة .
وفيما يتعلق بسبل ووسائل التخفيف من حدة التوترات والصراعات الناجمة عن تداعيات ظاهرة تغير المناخ ، فقد اقترح فخامة الرئيس استخدام سياسات استباقية فعالة , حيث قال من الضروري إنشاء أنظمة للإنذار المبكر لتمكين المجتمعات من الاستعداد للتهديدات الوشيكة ، مشيرا إلى مثال جمهورية جيبوتي ، التي وضعت سياسات للأمن الغذائي ، والبنية التحتية مثل أنظمة الري , والسدود , وملاجئ الطوارئ , وصندوق التضامن الوطني .
هذا ويذكر أنه قد شارك الغالبية العظمى من رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية إيجاد ، إلى جانب فخامة رئيس جيبوتي ، في مؤتمر القمة الرابع عشر للمنظمة , حيث حضر مؤتمر القمة كل من معالي رئيس الوزراء الإثيوبي السيد آبي أحمد علي , وفخامة الرئيس الكيني السيد ويليام روتو , وفخامة رئيس جنوب السودان السيد سلفا كير , وفخامة الرئيس الصومالي السيد حسن شيخ محمود , وممثل فخامة رئيس السودان السيد مالك عقار , بيد أن أوغندا وإريتريا كانتا ممثلتان بوزير خارجية كل منهما ، السيد جيجي أودونغو , والسيد محمد صالح.
هذا وبالإضافة إلى كلمة فخامة رئيس جيبوتي ، تميز حفل افتتاح مؤتمر القمة الرابع عشر بالخطابات التي ألقاها الأمين التنفيذي للإيجاد السيد ووركنة جبيه , ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى فكي , حيث ركزت معظم الخطابات علي الأزمة في السودان .
حيث قال السيد ووركنة : ” يجب على إيجاد أن تؤمن بشكل أكبر بقدرتها على إيجاد حل تفاوضي للأزمة السودانية لأن منظمتنا لديها العديد من الوساطات الناجحة , كما يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق نهاية سريعة للأعمال القتالية في السودان لأن استمرار الصراع طويل المدة سيؤدي إلى حالة حرب أهلية كاملة في هذا البلد , وهو ما يؤدي إلي حالة من عدم الإستقرار في جميع أنحاء المنطقة “.
هذا , وتجدر الإشارة إلى أنه قبل افتتاح قمة إيجاد ، التقي فخامة الرئيس جيله في جلسة استماع منفصلة مع ممثل رئيس السودان ، وتحدثا عن تطورات الأوضاع على أرض الواقع في السودان , كما شارك فخامة الرئيس جيله فيما بعد في اجتماع عقد علي هامش أعمال القمة مع نظرائه من جنوب السودان , وكينيا ، بوصفهم أعضاء الهيئة الثلاثية للإيجاد حول القضية السودانية.
وقد أسفرت القمة العادية الرابعة عشر للإيجاد عن عديد من القرارات , يأتي علي رأسها انتخاب فخامة رئيس جيبوتي السيد /إسماعيل عمر جيله , لرئاسة الدورة الحالية للإيجاد .
وفي بيان صدر عقب انتخابه لرئاسة الإيجاد , كرر فخامة الرئيس جيله التأكيد على التزامه الثابت بالعمل مع جميع الدول الأعضاء في المنظمة , كما تحدث فخامة الرئيس عن خطة عمل جيبوتي أثناء رئاستها للمنظمة , والتي علي رأسها تعزيز السلام والأمن في دول المنطقة لكونهما شرط أساسي للتنمية الإقتصادية والتكامل الإقليمي , بجانب إعطاء الوضع في السودان أهمية قصوي لبلادنا , والتي هي عضو في ترويكا الإيجاد الساعية إلي تسوية الأزمة السودانية بصورة سريعة , بالإضافة إلي مساعي جيبوتي لتعزيز القدرة المؤسسية للإيجاد خلال توليها رئاسة المنظمة للوصول إلي أداء أمثل .
ويذكر أخيرا أنه قد تم اتخاذ قرار هام في ختام مؤتمر القمة حيث تم تحويل الترويكا إلى مجموعة رباعية للوساطة في السودان , حيث أصبحت إثيوبيا الآن عضوا في هذه المجموعة الرباعية التي تترأسها كينيا .