وصل إلى جيبوتي يوم أمس الأول الثلاثاء وفد صيني رفيع المستوى برئاسة نائب الرئيس الصيني السيد/ لي يوان تشاو لإجراء مباحثات مع السلطات الجيبوتية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والوقوف على المشروعات التنموية قيد الإنشاء.
واستقبل الوفد في مطار جيبوتي الدولي، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، والعديد من أعضاء الحكومة، من بينهم وزير الاقتصاد والمالية المكل بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد/ مصطفى محمد محمود، ووزير التجهيزات والنقل السيد/ محمد عبد القادر موسى، والوزير المنتدب المكلف بالتجارة والشركات الصغيرة والمتوسطة والسياحة إضافة إلى أمين عام رئاسة الوزراء السيد/ نجيب عبد الله كامل، وأمين عام وزارة الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمد علي حسن، ورئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبو بكر عمر حدي، والسفير الجيبوتي في الصين السيد/ عبدَ الله عبدِ الله مِجل، وشخصيات هامة من السلك المدني والعسكري.
وتأتي زيارة نائب الرئيس الصيني والوفد المرافق له إلى جيبوتي في مستهل جولة له تشمل عددا من دول القارة السمراء.
وفي أول محطة لزيارته أجرى الوفد الصيني محادثات مهمة مع رئيس الوزراء تركزت حول تفعيل آليات التعاون المشترك في المجالات التي تحظى باهتمام البلدين واستعراض إسهامات جمهورية الصين الشعبية لدفع عجلة التنمية في بلادنا.
وفي مستهل هذا اللقاء رحب رئيس الوزراء باسم الحكومة الجيبوتية وباسمه الشخصي الوفد الصيني الذي ضم وزراء الشئون الخارجية والتجارة والتعليم، وأشار إلى أن هذه الزيارة تجسد عمق العلاقات الثنائية البلدين الصديقين، لافتا إلى الدور الصيني في النهوض بعملية التنمية الاقتصادية في جيبوتي.
وذكر رئيس الوزراء أن البلدين سيحتفلان في غضون شهرين بالذكرى الـ38 لإنشاء العلاقات الدبلوماسية، مشيدا بالدعم المقدم من بكين لتعزيز الجهود والمشروعات التنموية في جيبوتي. ورحب في الوقت ذاته بقرار رئيس الوزراء الصيني شي جين بينغ الذي أكد فيه أن بلاده ستقوم في غضون ثلاث سنوات بتقديم نحو 60 مليار دولار إلى إفريقيا على شكل قروض، للمساعدة في جهود تنمية القارة.
من ناحيته عبر نائب الرئيس الصيني عن الشكر والتقدير للسلطات الجيبوتية على حفاوة الاستقبال والضيافة الكريمة اللذين حظي بها هو والوفد المرافق له منذ وصولهم إلى جيبوتي، مؤكدا حرص بكين على تطوير وتعزيز مجالات التعاون المشترك بما يلبي تطلعات وآمال الشعبين الصديقين.
وعقب هذا الاجتماع أبرم الوفد الصيني مع الحكومة ممثلة بوزير الاقتصاد والمالية المكلف بالصناعة السيد إلياس موسى دواله، اتفاقية منحة مالية بقيمة 150 مليون يوان صيني لتمويل مشروع بناء مركز التوثيق والمكتبة الوطنية في جيبوتي.
وتندرج هذه الخطوة في إطار اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني الموقعة مع الصين، كما ستمكن بلادنا من امتلاك مؤسستين متكاملتين تُعنى بحفظ أرشيفنا الوطني والأعمال الببليوغرافية التي تشكل جزء من تاريخ أمتنا..
وكان وزير الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف السيد/ مؤمن حسن بري قد أبرم في 24 أكتوبر الماضي مع ممثلة مكتب شئون التعاون الاقتصادي الدولي بجمهورية الصين الشعبية في جيبوتي اتفاقية تقوم الأخيرة بموجبها بتمويل مشروع بناء المكتبة الوطنية ومركز التوثيق، بتكلفة تقدر بحوالي 38 مليون دولار، أي ما يعادل 7 مليارات من الفرنك الجيبوتي.
ويُقام هذا المشروع الذي سيتم تنفيذه في غضون 32 شهرا، في بلدية «بلبلا» على مساحة إجمالية تصل إلى 16.500 متر مربع، وذلك في ظل جهود الحكومة للمحافظة على التراث والأرشيف الوطني.
وتتضمن الاتفاقية المذكورة والتي تعكس متانة علاقات الصداقة والتعاون الثقافي بين البلدين أيضا برنامجا تدريبيا يمتد لخمس سنوات ويستهدف الكفاءات الوطنية والموظفين الذين سيديرون المؤسستين.
من جهة أخرى وقع رئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد أبوبكر عمر حدي اتفاقية أخرى مع الرئيس التنفيذي لمجموعة «تشاينا ميرشنت العالمية» الصينية، تتولى الأخيرة بموجبها إنشاء منطقة حرة ومجمع للصناعات الصينية.
يذكر أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لأفريقيا، كما باتت القارة السمراء واحدة من المصادر الرئيسية للاستيراد الصيني ورابع أكبر مقصد استثماري لها. ويمكن لهذه الشراكة أن تزيد من النتائج الإيجابية لتنمية أفريقيا.
المصدر :alqarn