رعى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم الخميس الماضي في فندق كمبنسكي بالاس جيبوتي أعمال المنتدى الاقتصادي الجيبوتي السعودي بحضور وزير التجارة والاستثمار السعودي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، الذي وصل إلى جيبوتي مساء الأربعاء المنصرم على رأس وفد رفيع المستوى يضم أكثر من خمسة وستين من رجال الأعمال السعوديين للمشاركة في هذا المنتدى. وقد شهد المنتدى أيضا حضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد ووزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، وبقية أعضاء الحكومة، إضافة إلى رئيس الغرفة التجارية الجيبوتية السيد/ يوسف موسى دواله، وسفراء الدول العربية الشقيقة ومدعوين آخرين. واستعرض المنتدى الذي شارك فيه عدد كبير من رجال الأعمال من البلدين الإمكانات والفرص المتاحة أمام تعزيز الاستثمارات السعودية في جيبوتي.
وقد أكد رئيس الجمهورية في كلمة ضافية أمام المنتدى على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا الحدث، واصفا إياه بأنه خطوة إيجابية لتنمية الاستثمارات وتطوير التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن الموقع الاستراتيجي المتميز لجيبوتي عند مضيق باب المندب في جنوب حوض البحر الأحمر جعل منها ميناء اقتصاديا حيويا. موضحا أن الحكومة سعت وبكل جدية إلى تطوير الموانئ وتعزيز دورها الاقتصادي، الإقليمي والدولي للحركة الملاحية من وإلى دول القرن والشرق الإفريقي، انطلاقا من كون جيبوتي مقرا لدول الإيجاد وبوابة آمنة ومستقرة ولله الحمد للعديد من دول الكوميسا مما يتطلب مواكبة الحاجة الاقتصادية لرفع القدرات الاستيعابية للموانئ الجيبوتية”.
وكشف الرئيس النقاب عن أهمية الربط الملاحي والتجاري بين موانئ جيبوتي وموانئ المملكة.ووعد في الوقت ذاته برعاية وحماية الاستثمارات والعمل على تطوير التجارة بين البلدين، وأضاف قائلا: “نحن حريصون على أن تكون لكم الأولوية في الاستثمار والتنمية في جيبوتي وفي منطقة الشرق الإفريقي”. وثمن رئيس الجمهورية دور المملكة العربية السعودية في مجال دعم جمهورية جيبوتي، وقال في هذا الصدد: “لقد كان للمملكة العربية السعودية الشقيقة دور عظيم في سبيل دعم جمهورية جيبوتي منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة في مختلف المجالات، وتحديداً الاقتصادي والتنموي سواء بدعم حكومي مباشر أو من خلال الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي”. وتابع رئيس الجمهورية قائلا: « أثناء زياراتي الثلاث للمملكة خلال السنة والنصف الأخيرة ولقاءاتي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد، ناقشنا العديد من القضايا الهامة، كان على رأسها رؤيتنا المشتركة لتعزيز دور قطاع الخاص وتوفير المناخ الملائم والثقة له، وبناء على ذالك فإني سعيد أن أراكم هنا في هذا الملتقى الذي أحيي فيه كل من عمل لتحقيقه ليكون خطوة إيجابية لتنمية وتطوير التبادل التجاري والاستثمارات في كلا البلدين». وأشاد رئيس الجمهورية برؤية المملكة 2003، مشيرا إلى أنها رؤية إستراتيجية شاملة تحقق أهداف المملكة العربية الشقيقة التي هي كل بلد عربي مسلم.
من جهته عبر وزير التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية عن سروره بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها في جيبوتي قائلا: «لمسنا منذ مجيئنا حرارة حفاوة الترحيب وليس هذا جديدا علينا فجيبوتي معروفة بالكرم والأصالة ونقل الوزير تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله والشعب للجيبوتي».
وأكد القصبي أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز قد وضعت رؤية وخطة لعام 2030 ومن ضمن هذه الخطة تعزيز التنمية المستدامة وبناء شركات مع الدول من خلال التبادل التجاري والاستثمارات، فجيبوتي دولة إستراتيجية بسبب موقعها الجغرافي المهم، فالمملكة العربية السعودية ستفتح نافذة جديدة للتعاون التجاري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية جيبوتي، وأشار القصبي إلى أن المجلس الأعمال الجيبوتي – السعودي سيسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين جيبوتي والرياض، وأضاف أن المنتدى من شأنه أن يفتح أسواقا جديدة للمنتجات السعودية في الأسواق الجيبوتية.
وتحدث في المنتدى أيضا وزير الاقتصاد والمالية السيد/ إلياس موسى دواله الذي استهل كلمته بالشكر لرئيس الجمهورية على رعايته لهذا المنتدى، مرحبا بالوفد السعودي برئاسة وزير التجارة والاستثمار الدكتور/ ماجد بن عبد الله القصبي في بلدهم الثاني، وأشار إلى أن العلاقات الجيبوتية السعودية ليست وليدة اليوم بل ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
وأوضح السيد/ إلياس موسى دواله أن المملكة العربية السعودية دأبت منذ استقلال جمهورية جيبوتي على دعمها ومساعدتها في العديد من المجالات التنموية كما ساهمت في دعم البنية التحتية في جيبوتي من خلال الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي أو بدعم حكومي مباشر.وأضاف أن جمهورية جيبوتي تتمتع بموقع استراتيجي عند مدخل البحر الأحمر أحد أكثر الخطوط الملاحة البحرية ازدحاما في العالم وتمتلك ميناءا متطورا ومهما ومرشحة لتكون مركزا بارزا للتجارة في المنطقة، وأنها بفضل هذه البنية التحتية الحديثة والمناطق الحرة أصبحت محطة أنظار العديد من الدول للاستثمار فيها بسب هذا الموقع الإستراتيجي.
وتابع الوزير بالقول «إن الاقتصاد الوطني شهد نموا متصاعدا خلال السنوات القليلة الماضية حيث وصل في السنة المالية المنقضية 2016 إلى 6،7%، وهذا يعني أن هناك استثمارات كبيرة من القطاع الخاص». وأضاف أن جمهورية جيبوتي تقترح أن تكون هناك منصة لرجال الأعمال الجيبوتيين والسعوديين، داعيا رجال الأعمال السعوديين للاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في جيبوتي.
بدور رحب رئيس الغرفة التجارية الجيبوتية السيد/ يوسف موسى دواله بضيوف جيبوتي وعلى رأسهم وزير التجارة والاستثمار في المملكة والوفد المرافق له في بلدهم الثاني، مشيرا إلى أن هذا المنتدى لرجال الأعمال في البلدين سيكون أرضية صلبة لإطلاق التفاهمات التجارية والاستثمارية.
هذا وقد شهدت أعمال المنتدى توقيع الجانبين لمذكرة تفاهم بشأن إنشاء مجلس الأعمال الجيبوتي ــ السعودي المشترك، فضلاً عن توقيع اتفاقيتين لتمويل مشروع إعادة تأهيل طريق الملك فهد، ومنحة بشأن مشروع تعزيز القطاع الصحي في جيبوتي.
وعلى هامش المنتدى، التقى رئيس الجمهورية بوزير التجارة والاستثمار السعودي، وتم خلال المقابلة تبادل الأحاديث الودية حول العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين الشقيقين.
هذا وقام الوفد السعودي في أعقاب اختتام أعمال المنتدى برفقة الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالتجارة السيد/ حسن حمد إبراهيم، ورئيس سلطة الموانئ والمناطق الحرة السيد/ أبو بكر عمر حدي بزيارة تفقدية إلى ميناء جيبوتي، ومحطة دوراله للحاويات، وميناء دوراله متعدد الأغراض الجاري تنفيذه، بالإضافة إلى محطة الخط السكك الحديدة الجديدة بين جمهورية جيبوتي وإثيوبيا، واطلع على سير العمل في هذه المشاريع الحيوية.
المصدر :alqarn