تتصدر معالجة مشكلات السكن الاجتماعي أولويات الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، الذي بادر مؤخرا إلى إنشاء مؤسسة الحق في السكن بهدف دعم أي نشاط يهدف إلى تسهيل توفير السكن للجميع خصوصا الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا.
ومن أوائل المنظمات الخيرية العربية التي بادرت لمواكبة مساعي الحكومة ممثلة بوزارة الإسكان والتعمير والبيئة في مجال توفير السكن الملائم للأسر الفقيرة مؤسسة الرحمة العالمية بدولة الكويت والتي بدأت ممارسة العمل الخيري في جمهورية جيبوتي بصورة رسمية عام 1995 .
وفي هذا الصدد قامت الرحمة العالمية، عبر مكتبها الإقليمي في جيبوتي بتنفيذ العديد من المشروعات الخيرية من بينها مشاريع بناء 7 قرى نموذجية تم تشييدها في عدد من المناطق الداخلية، من قبيل دِخل، وعرتا، وتجورا.
التكافل الاجتماعي
أولى تلك القرى النموذجية قرية الرحمة للأيتام في مدينة دخل بجنوبي البلاد، والتي تضم وحدات سكنية نموذجية مكتملة التأثيث، ودار للأيتام… ومدرسة متعددة المراحل تؤوي 400 طفل من بينهم نحو 200 يتيم وقد تم بناؤها في غضون العام 2013 بتمويل من محسنين من دولة قطر بلغ 300 مليون فرنك جيبوتي.
ورعى مناسبة تدشين هذه القرية التي تعكس صورة من صور التكافل الاجتماعي،رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله بحضور مسئولين كبار من الرحمة العالمية.
ووفقا لمدير المكتب الإقليمي للرحمة العالمية في جيبوتي السيد/ عبد الغني القرشي تندرج مشاريع القرى النموذجية ضمن الهدف الاستراتيجي للمنظمة، المتمثل في أن تكون شريكا رئيسيا للحكومة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتلبية احتياجات الشرائح الضعيفة في المجتمع.
وأضاف أن هذه المشاريع قد غطت دون أدني شك- جزءا كبيرا من الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة خصوصا أسر الأيتام في المحافظات المختلفة، إذ تضم مدارس للتعليم العام والتأهيل المهني، فضلا عن الخدمات الصحية والاجتماعية».
وانتهز السيد/ عبد الغني القرشي هذه الفرصة لتقديم بالغ الشكر وعظيم الامتنان للحكومة على دعمها المستمر لمجمل البرامج الرامية لتحسين الأوضاع المعيشية للأيتام، باعتبارهم من أضعف شرائح المجتمع وأكثرهم احتياجا إلى المساعدة.
تأمين المتطلبات الأساسية
وتُسهم القرى النموذجية دون أدنى شك في تأمين متطلبات الأسر الفقيرة واحتياجاتهم الأساسية من خلال توفير الخدمات الضرورية لهم ورفع المستوى التعليمي والاجتماعي والمعيشي لأبناء تلك العائلات.
ومن القرى النموذجية التي قامت الرحمة العالمية بتنفيذها تحت إشراف الحكومة قرية مؤمنه 1 في بحيرة عسل والتي افتتحها رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد في شهر فبراير من العام 2017، بحضور رئيس مكتب شرق أفريقيا في الرحمة العالمية عبد العزيز الكندري، والمدير الإقليمي للرحمة العالمية في جيبوتي السيد/ عبد الغني القرشي.
وتتكون هذه القرية من 100 وحدة سكنية للأسر الفقيرة، ومسجد، ومدرسة، ومركز تدريب مهني للفتيات، ومركز صحي، وشبكة للمياه العذبة.
وفي كلمته في حفل افتتاح قرية مؤمنة 1 قدم رئيس الوزراء الشكر والتقدير لدولة الكويت وشعبها الشقيق، مشيراً إلى أن بناء هذه القرية يأتي في إطار التنمية المشتركة التي تسعى إلى تحقيقها دولة جيبوتي بالتعاون مع دول الخليج.
وشدد السيد/ عبد القادر كامل محمد على عمق العلاقات التي تربط دولة جيبوتي بدول مجلس التعاون الخليجي، متوجهاً بالشكر إلى الرحمة العالمية، وكلِّ من ساهم في بناء هذه القرية.
ومن تلك القرى النموذجية قرية دوحة الخير في ناحية دميرجوك بإقليم عرتا والتي افتتحها وزير الإسكان والتعمير والبيئة السيد/ موسى محمد أحمد، بحضور وفود رسمية من دول الخليج العربي.
وتضم القرية التي تم بناؤها بفضل تمويل من «مبادرة رُحَماء قطر» بالتعاون مع قطر الخيرية بتنفيذ من الرحمة العالمية، ١٠٠ بيت ومدرسة ومسجد ومستوصف إضافة إلى مشغل للخياطة وشبكة للمياه العذبة.
حلم أصبح حقيقة
وأشار وزير الإسكان في كلمته في حفل التدشين إلى أن هذا المشروع يأتي عقب فترة وجيزة من إعلان الرئيس إسماعيل عمر جيله أن توفير السكن الملائم لكل مواطن جيبوتي، يأتي في مقدمة سلم أولويات الحكومة في الفترة الرئاسية الجديدة.
وقد عبر السيد/ موسى محمد احمد عن عميق شكره وعظيم تقديره للمحسنين الذين بادروا إلى تمويل هذا المشروع قائلا : «إنه يساعد في حل أزمة الإسكان التي تواجه الكثير من الأسر في جيبوتي، كما أنه سيخدم سكان منطقة دميرجوك جميعاً من خلال المستوصف ومشغل الخياطة والمدرسة والمسجد». معتبراً أنه إضافة حضارية للمنطقة المقام فيها ولجيبوتي كلها.
من جانبه ألقى رئيس قطاع شرق إفريقيا بالرحمة العالمية كلمة في المناسبة ثمن فيها عاليا الجهود التي بذلتها اللجنة المشرفة والمنفذة للمشروع من أجل إنجازه في غضون عام، الأمر الذي حول الحلم إلى واقع معاش.
وأعرب السيد/ عبد العزيز الكندري عن الشكر والتقدير للحكومة الجيبوتية ممثلة بوزارة الإسكان والتعمير والبيئة على تذليل كافة الصعوبات لإنجاح المشروع.
وتجدر الإشارة إلى أن الرحمة العالمية قامت أيضا بتشييد قرية نموذجية أخرى في ناحية عمر ججع،فيما تتواصل عمليات بناء قرى مماثلة هي، قرية البحرين في حي الكيلو 12 ببلدية بلبلا بجيبوتي العاصمة. وقرية السراة بمدينة تجورا في شمالي البلاد.
ومهما يكن من أمر، تشكل القرى النموذجية إضافة نوعية لمشاريع الرحمة العالمية في جيبوتي والتي تهدف قبل كل شيء إلى تلبية الاحتياجات الضرورية للأسر البسيطة ولاسيما في مجال السكن الاجتماعي والمرافق الصحية والتعليمية وغيرها.
يشار إلى أن مكتب لجنة إفريقيا للإغاثة، ممثل الرحمة العالمية في جيبوتي تم افتتاحه في جيبوتي في العام 1999 إثر إبرام اتفاقية بين اللجنة ووزارة الشئون الخارجية تتولى بموجبها الأولى منذ ما يقرب من عقدين تنفيذ مشاريع خيرية في مجالات حفر الآبار السطحية والارتوازية وبناء دور الأيتام والمدارس والمساجد والعمل الإغاثي وكفالة الطلاب وخصوصا الأيتام إضافة إلى الأسر الفقيرة.
المصدر :alqarn