غادر الرئيس الهندي السيد/ رام ناث كوفيند والوفد المرافق له بعد ظهر يوم أمس الأربعاء البلاد متوجها إلى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وذلك بعد زيارة رسمية استغرقت 48 ساعة، والتقى خلالها برئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله وأجرى معه محادثات مثمرة. وقد أقام رئيس الجمهورية صباح أمس الأربعاء مراسم استقبال رسمي لضيفه والوفد المرافق له في القصر الجمهوري.
بعدها عقد الرئيسان لقاءا ثنائيا تبادلا خلاله وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، إلى جانب استعراض جملة أخرى من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تطورات الأوضاع في المنطقة. وعقب هذا اللقاء، ترأس الرئيسان جلسة عمل رسمية بين الجانبين، وفي كلمته الافتتاحية للجلسة، أعرب رئيس الجمهورية عن ترحيبه بالرئيس الهندي والوفد المرافق له متمنيا له طيب الإقامة، وأشاد بعلاقات التعاون المثمر بين البلدين، مؤكدا تطلعه إلي شراكة حقيقية بين الطرفين، كما أعرب عن شكره وتقديره للدعم الذي تقدمه الهند لبلادنا في مجال الرعاية الصحية، وأشار في الوقت ذاته إلى أهمية جيبوتي واستقرارها بالنسبة لأمن وسلامة التبادلات التجارية، لا سيما البضائع والمنتجات الهندية العابرة بهذه المنطقة الحيوية من العالم.
من جهته أعرب الرئيس عن شكره وامتنانه لجمهورية جيبوتي حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، واعتبر زيارته لجيبوتي امتدادا للعلاقات المتميزة والرغبة في تعزيزها والنهوض بالتعاون المشترك بين البلدين.
وأعرب الرئيس رام ناث كوفيند عن ارتياحه لأن يكون أول رئيس هندي يزور جيبوتي، مشيدا في الوقت نفسه بدور الجالية الهندية في جيبوتي، والتي تعد من أكبر الجاليات المقيمة في البلاد في بناء الجسور بين جمهورية جيبوتي وجمهورية الهند.
وأوضح كوفيند أن جيبوتي بقيادة رئيسها السيد/ إسماعيل عمر جيله خطت خطوات كبيرة في طريق الازدهار وأنها بلد ذو أهمية إستراتيجية وأمنية للمنطقة، مشيدا في ذات الوقت بالدور الحيوي الذي تلعبه جيبوتي لتحقيق الاستقرار في المنطقة .
وعقب ذلك، وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيدة/ محمود علي يوسف، مع نائب وزير الخارجية الهندي السيد/ دنيانشوار مفالاي اتفاقية إالمشاورات الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين.
ونوه الجانبان في بيان مشترك بالعلاقات الثنائية الممتازة التي أنشئت منذ وقت طويل بين جيبوتي والهند، وأكدا على الرغبة المشتركة في تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والفني والتعليمي، والعلمي والثقافي بين البلدين.
وأكد الرئيسان أهمية جيبوتي والهند في الحفاظ على السلم والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وشددا على ضرورة قيام جيبوتي والهند بالتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما أكدا أن الإرهاب يشكل تهديدا متزايدا للبشرية وللسلام والاستقرار الدوليين. وأعربا عن استعدادهم للانضمام إلى المجتمع الدولي للقضاء على خطر الإرهاب وضمان السلم والأمن في العالم. واتفقا على ضرورة اتخاذ تدابير قوية وصارمة ضد الإرهابيين والمنظمات الإرهابية وشبكاتهم.
وشدد الزعيمان على الحاجة الملحة لإصلاح مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك توسيعه، وجعله أكثر تمثيلا ومسؤولية وفعالية وتكيفا مع الحقائق الجيوسياسية للقرن الحادي والعشرين.
واتفق الطرفان على العمل معا لتكثيف تعاونهما في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية لمواجهة التحديات العالمية الراهنة مثل التغير المناخي وتعزيز السلم والأمن الدوليين والإقليميين، فضلا عن التنمية المستدامة.
وأكد الزعيمان على ضرورة عقد مشاورات منتظمة حول القضايا الثنائية بغية تنويع التعاون بين البلدين، ورحبا أيضا بالتوقيع خلال هذه الزيارة على مذكرة التفاهم بشأن المشاورات الثنائية بين وزارتي الخارجية الجيبوتية والهندية.
وأكد البيان أيضا على تعميق العلاقات الاقتصادية، مشيرا في هذا السياق الى دعوة الحكومة الجيبوتية الهند إلى للقيام بدور أكثر أهمية في التنمية الاقتصادية بجيبوتي، مع إيلاء اهتمام خاص للصناعات الصغيرة والمتوسطة. وأعربت جيبوتي أيضا عن تقديرها للدعم الذي قدمته الهند في هذا المجال.
وفي ختام هذه الزيارة، أقام رئيس الجمهورية ظهر أمس الأربعاء في القصر الجمهوري مأدبة غداء علي شرف الرئيس الهندي والوفد المرافق له .
جدير بالذكر أن الرئيس الهندي كان قد وصل إلي جيبوتي يوم أمس الأول الثلاثاء برفقة عقيلته ووفد رفيع من بلاده، وحظي استقبال حار من قبل رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل وعقيلته السيدة/ سعدية عبدي عينانشي، وقام الرئيس الهندي برفقة دولة رئيس الوزراء بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري للزعيم الهندي غاندي بجانب مطار جيبوتي الدولي، ثم التقى الرئيس رام ناث كوفيند بالجالية الهندية المقيمة بجيبوتي.
المصدر :alqarn