عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم الخميس الماضي إلى أرض الوطن، وذلك بعد حضوره يوم الثلاثاء الماضي مراسم تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي أعيد انتخابه في السادس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي لولاية رئاسية ثانية، ومشاركته في القمة الإفريقية الأوروبية الخامسة التي عقدت أعمالها يومي الأربعاء والخميس الماضيين في أبيدجان، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، وأعضاء الحكومة ومسؤولون مدنيون وعسكريون كبار آخرون.
وكانت القمة الإفريقية الأوروبية الخامسة قد انعقدت تحت شعار «الاستثمار في الشباب من أجل مستقبل مستدام»، وبحثت على مدى يومين مواضيع تتصل بالشباب، وتحديد مجالات العمل المشترك، وقضية الهجرة التي حظيت باهتمام كبير خلال القمة خاصة بعد الضجة الكبيرة التي فجرتها مؤخرا واقعة بيع مهاجرين أفارقة كرقيق في ليبيا، إلى جانب ملفات الإرهاب والتطرف والسلم والأمن، وحشد الاستثمارات لتنفيذ مشروعات تنموية بالقارة السمراء.
واتفق قادة أكثر من 80 دولة في البيان الختامي للقمة، على تعزيز التعاون في أربعة مجالات تشمل الهجرة والأمن، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم والتنمية المستدامة.
وخرج القادة الأفارقة والأوروبيون بـ«التزام قوي» من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وما ينتج عنها مثل تجارة الرق في ليبيا.
وأكد قادة دول أفريقيا وأوروبا على ضرورة التدخل على المدى الطويل من أجل تامين مستقبل للشباب في أفريقيا، من خلال تكثيف الجهود لتأمين تعليم جيد، وبذل جهود خاصة على صعيد تعليم البنات والتكنولوجيا والمعلوماتية، والدعوة لزيادة الاستثمارات من أجل تسريع النمو الاقتصادي بهدف تأمين الوظائف للشباب.
وجاء في البيان أن الأمر يتعلق بتعبئة الموارد المالية والتقنية الضرورية لدعم المشاريع ذات الأولية المشتركة باستعمال وسائل وآليات متكاملة في سياق العلاقة الوحيدة بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي لاسيما فيما يتعلق بالمبادلات التجارية والاستثمارات.
وتطرق البيان الختامي إلى خلق الشروط الملائمة للأعمال والاستثمارات وترقية الاستثمارات الخاصة في إفريقيا لاسيما من خلال المخطط الأوروبي للاستثمارات الخارجية و ترقية التجارة ما بين البلدان الأفريقية، إضافة إلى تشجيع اندماج أكبر للاقتصاديات الأفريقية ودعم إنشاء منطقة التبادل الحر الأفريقي.
وقال الحسن وتارا، رئيس ساحل العاج خلال الجلسة الختامية، إنه «لا بد من عمل إنساني عاجل» في ليبيا، مشددا على ضرورة «وضع حد لشبكات المهربين وفتح تحقيق دولي». كما دعا الرئيس واتارا إلى زيادة الاستثمارات من أجل تسريع النمو الاقتصادي بهدف تأمين وظائف للشباب.
من جهته، طلب ألفا كوندي، رئيس غينيا كوناكري، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، أن تكون لجنة التحقيق تحت إشراف لجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأفريقي، وطالب بتشكل «قوات خاصة» لمحاربة مهربي البشر.
ومن ناحيته، أعلن موسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أنه يجب إجلاء نحو 3800 مهاجر أفريقي في ليبيا بشكل عاجل، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للمهاجرين في هذا البلد يتراوح ما بين «400 و700 ألف»، وقال إن هناك «42 مخيما للاجئين على الأقل» في ليبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن الوفد الجيبوتي المرافق لرئيس الجمهورية في هذه القمة، ضم وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الداخلية السيد/ حسن عمر محمد، ووزير الدولة للشباب والرياضة السيد/ حسن محمد كامل، إلى جانب قائد بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال «الأميصوم» الجنرال عثمان نور سبجله، كما ضم وفد بلادنا سفير جمهورية جيبوتي في بلجيكا وممثلها الدائم لدى الاتحاد الأوروبي السيد/ عمر سعيد، وسفير جيبوتي في أديس أبابا والممثل الدائم لدى الاتحاد الإفريقي السيد/ محمد إدريس فارح، والسفير الجيبوتي المعتمد لدى ساحل العاج مع الإقامة بالرباط السيد/ إبراهيم بله دعاله.
المصدر :alqarn