برعاية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، نظمت وزارة الصحة يوم أمس الأحد في قصر الشعب، حفلا مكرسا لإحياء اليوم العالمي للصحة تحت شعار: «التغطية الصحية الشاملة للجميع وفي كل مكان». وجرت وقائع هذه الاحتفالية بحضور سيدة جيبوتي الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضره محمود حيد، ورئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، والعديد من أعضاء الحكومة من بينهم وزير الصحة الدكتور/ جامع علمي عكيه، ونواب الجمعية الوطنية، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات الدولية العاملة في البلاد، وكبار مسئولي وزارة الصحة، وجمع غفير من الشخصيات المدعوة.
ويشكل الاحتفال باليوم العالمي للصحة الذي يصادف تاريخ تأسيس منظمة الصحة العالمية فى عام 1948، حملة عالمية تدعو إلى التركيز على القضايا الصحية الجديدة لحماية صحة البشر وعافيتهم.
وشهدت احتفالية إحياء هذه المناسبة في جيبوتي هذا العام فعاليات ثقافية وفنية، شملت أناشيد ورقصات شعبية ومسرحيات قصيرة، سلطت الضوء على الدور الكبير الذي تضطلع به وزارة الصحة في تأمين خدمات الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين والحد من انتشار الأمراض، وكذلك إسهامها في تفعيل نظام التأمين الصحي الشامل.
وفي كلمة له في الحفل، أعرب رئيس الجمهورية عن سعادته برعاية حفل إحياء اليوم العالمي للصحة تحت شعار: «التغطية الصوأوضح أن التحدي الكبير الذي كان ماثلا في القطاع الصحي منذ بضع سنوات مضت، تمثل في كيفية استعادة العدالة الاجتماعية والمساواة والتوازن، وثقة الجيبوتيين والجيبوتيات في نظامهم الصحي.
وأضاف قائلا: «وكان الهدف من الإصلاح الذي شرعنا فيه من خلال إدخال نظام التأمين الصحي الشامل، هو عدم إستثناء أي جيبوتي في الحصول على الرعاية الصحية بصرف النظر عن وضعه المالي، لذا من المهم، أن نؤكد اليوم على أهمية التضامن كأساس لنظامنا الصحي وأن نستمر في العمل بطريقة لا تستثني أحدا».
وأشار رئيس الجمهورية في هذا السياق، إلى أن المساعي المبذولة لتمكين أكثر المحتاجين من الوصول بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية ماضية في الطريق الصحيح لتؤتي ثمارها، موضحا أن التضامن المطلوب في القطاع الصحي لن يتحقق إلا بالمساهمة البسيطة من قبل المواطنين. وأكد في الوقت ذاته أن التأمين الصحي يجب أن يرتكز على التوازن ومبدأ العدل والإنصاف.
كما شدد على ضرورة استيعاب نظام التأمين الصحي لجميع الفئات الاجتماعية والمهنية، بما في ذلك القطاع غير الرسمي الذي يحتل جزءًا كبيرًا من اقتصادنا، موضحا في هذا المضمار أنه تم وضع نطام إضافي لاستيعاب الجزء المساهم من العاملين في هذا القطاع.
ودعا رئيس الجمهورية المواطنين الذين يزاولون المهن الحرة إلى تأمين أنفسهم وأسرهم من خطر الأمراض، مشددا على إتخاذ كافة الاجرات اللازمة لتسهيل تسجيل هؤلاء المواطنين وإيجاد حلول ملائمة تتماشى مع أوضاعهم المالية.
وأردف رئيس الجمهورية قائلا: «في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بالجهود الصحية لبلادنا، أذكركم، بأنه من أجل المضي قدما في تفعيل نظامنا الصحي، يجب علينا التحرك بشكل حاسم نحو تعزيز التدابير الوقائية، وتحسين مؤشرات الصحة العامة. وتابع رئيس الجمهورية بالقول: «وإنه من أجل رفاهية سكاننا ومن أجل الحفاظ على نظام التكافل الذي نتمتع به، يجب أن تكون التدابير الوقائية في قلب النظام الصحي، ولذلك من الأهمية بمكان أن تصبح استراتيجيات الوقاية جزءا أساسيا من تقديم الرعاية الصحية».
وحث رئيس الجمهورية على وضع نظام وقائي، يشتمل علي قدرات لفحص أنواع مختلفة من السرطانات، ويركز علي تعزيز الوقاية، من الأمراض المزمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، ويولي أهمية قصوى لعملية تطعيم الأطفال وحتى البالغين.واختتم كلمته بالقول : «أود أن أختتم خطابي بتوجيه الشكر إلى جميع موظفي الصحة لعملهم الرائع وتفانيهم والإعراب عن امتناننا لهم.من جهته أعرب وزير الصحة عن شكره العميق لرئيس الجمهورية علي رعايته الكريمة لهذا المناسبة.واستعرض الدكتور/ جامع علمي عكيه الجهود التي قامت بها الوزارة منذ تولي رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جلة مقاليد الحكم عام 1999 من اجل تحسين نوعية الخدمات الصحية، مشيرا في الوقت ذاته إلي تركيز الوزارة في إستراتيجيتها الجديدة، علي إحداث نقلة نوعية في النظام الصحي، كافتتاح مراكز صحية جديدة لتكون قادرة على ادخال تخصصات جديدة تلبي حاجة المواطنين.
وأضاف أن التغطية الصحية الشاملة تتمثل في ضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية الجيدة، حيثما يحتاجون إليها وكلما يحتاجون إليها، دون مواجهة صعوبات مالية. منوها في الوقت ذاته إلي أن دائرته الوزارية قامت في الفترة الأخيرة بإطلاق القوافل الطبية في مختلف الأقاليم البلاد من أجل تقريب الخدمات الطبية للمواطنين، والفئات الأكثر احتياجا نظرا لعوزها وبعدها عن المراكز الصحية، فضلا عن نشر ثقافة العمل الإنساني وإحياء قيم التضامن والتعاون داخل المجتمع.ومن جانبه، سلط المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الضوء علي التقدم المحرز فيما يتعلق بمشروع التأمين الصحي الشامل الذي أطلقته الحكومة الجيبوتية بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله عام 2014، مشيرا إلي الشراكة القائمة بين مؤسسته ووزارة الصحة من أجل الوصول إلى الأهداف الألفية للتنمية في قطاع الصحة.
وفي ختام الحفل، قام رئيس الجمهورية بتكريم كوكبة من الكوادر العاملة في قطاع الصحة القدماء، الذين بذلوا جهودا مقدرة على مدى سنوات طويلة، للارتقاء بواقع الخدمات الصحية في جيبوتي، وقام بتقليدهم وسام 27 يونيو برتبتي قائد وفارس.حية الشاملة للجميع وفي كل مكان».
المصدر :alqarn