عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم الاثنين الماضي إلى أرض الوطن بعد مشاركته في القمة الـ31 للإتحاد الأفريقي التي اختتمت أعمالها الاثنين المنصرم في العاصمة الموريتانية نواكشوط ، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار جيبوتي الدولي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد وأعضاء الحكومة ومسؤولون عسكريون ومدنيون آخرين. وكانت القمة التي انعقدت تحت شعار»الإنتصار في مكافحة الفساد: مسار مستدام نحو تحول إفريقيا»، بحثت على مدى يومين العديد من الملفات الأفريقية ومن أبرزها محاربة الفساد، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والنزاعات في القارة، بالإضافة إلى قضية الهجرة غير الشرعية، والتنسيق في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وصادقت القمة على تقارير و لوائح قدمتها مختلف المفوضيات، لاسيما حول و محاربة الفساد و الإرهاب و التطرف وكذا الإصلاحات المؤسساتية للمنظمة و انضمام بلدان القارة الأخرى لمنطقة التبادل الحر القاري.
وأعرب رؤساء الدول والحكومات الأفريقية عن أسفهم لأن تكون الصورة التي تعكسها أفريقيا هي تلك القارة التي أنهكتها الحروب والأزمات و الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة في حين تواصل مؤشرات التنمية التطور بشكل ثابت.
وقال رئيس رواندا، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، بول كجامي، خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة، إن منطقة التجارة الحرة تعد أبرز ما ميز قمة نواكشوط.
وأشار إلى توقيع 5 دول جديدة على اتفاقية التجارة الحرة خلال قمة نواكشوط، وهي تشاد، سواستيني، بوروندي، ناميبيا، جنوب أفريقيا وسيراليون، ليبلغ مجموع الدول الموقعة 49 دولة، من أصل 54 دولة.
ولفت إلى أن إنشاء منطقة تجارية حرة في إفريقيا، ستكون له انعكاسات كبيرة على ازدهار القارة المثقلة بالحروب والنزعات، من دون تحديد موعد التنفيذ.
وفي ختام القمة، أصدر مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقي جملة من التوصيات بشأن العديد من الملفات الساخنة، وتشمل ليبيا والصومال وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى ومالي.
وأوصى المجلس، في بيان له عقب القمة، بمواصلة جهود واتصالات اللجنة رفيعة المستوى المعنية بليبيا، مع أصحاب المصلحة الليبيين والجهات الفاعلة الدولية بهدف التوصل إلى توافق واسع للآراء حول المبادرات التي يتعين اتخاذها والأهداف التي ينبغي تحقيقها تنفيذًا لخطة الأمم المتحدة بهدف الحفاظ على استقلال ليبيا وسيادتها ووحدتها واستقرارها.
وحذر البيان نفسه من أن الوضع الإنساني في جنوب السودان يتدهور بشكل كبير مع تصاعد القتال في معظم أنحاء البلاد، ودعا أطراف النزاع إلى الوفاء بالتزاماتها، وأن تقبل بحسن نية اقتراح مد الجسر، معربًا عن دعمه لفرض إجراءات عقابية على من يعرقلون الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والمصالحة.
وأكد المجلس على دعم الاتحاد الإفريقي لحكومة الصومال الاتحادية في أنشطتها لتنفيذ المرحلة الانتقالية، مجددًا دعوته للأمم المتحدة لتمويل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الأمن الصومالية بشكل يمكن التنبؤ به، ومستدام من المساهمات المقدرة للأمم المتحدة.
وأشادت القمة بالتزام الحكومة الإثيوبية الأخير بتنفيذ “اتفاق الجزائر” للسلام الذي وقعته مع إريتريا في أعقاب انتهاء الحرب بين البلدين، و”موافقتها الكاملة” على قرار لجنة الحدود الإريترية الإثيوبية.
وأشارت القمة إلى أن الحالة في إفريقيا الوسطى لم تشهد أي تطور مشجع، حيث تضاعف خلال الفترة بين مارس وإبريل ومايو من العام الحالي 2018، العنف في عدة مقاطعات من البلاد، والعاصمة بانغي، معربة عن دعمها الكامل لسلطات إفريقيا الوسطى في جهودها لاستعادة النظام والسلطة في جميع أنحاء البلاد، وإعادة الإعمار الشامل للبلد.
وحذرت القمة من أن جماعة “بوكو حرام” النيجيرية ظلت تشكل تهديدًا أمنيًا إقليميًا خطيرًا في حوض بحيرة تشاد، فيما أشادت بالجهود التي تبذلها بلدان حوض بحيرة تشاد، وهي: الكاميرون، تشاد، النجير، نيجيريا وبنين في محاربة جماعة “بوكو حرام” الإرهابية من خلال عمليات “فرقة العمل المشتركة متعددة الجنسيات.
رئيس الجمهورية يعقد لقاءات ثنائية على هامش القمة الأفريقية
على صعيد آخر، التقى رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في نواكشوط بالرئيس الموريتاني السيد/ محمد ولد عبد العزيز، ورئيس غينيا الاستوائية السيد/ تيودورو أوبيانج نغويما واستعرض معهما العلاقات الثانية التي تربط بلديهما بجيبوتي والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المواضيع التي بحثتها القمة.
كما التقى رئيس الجمهورية برئيس الوزراء الإثيوبي السابق السيد/ هيلي مريم ديسالين، وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية حول المستجدات الافريقية.رافق رئيس الجمهورية في هذه القمة، وفد رفيع من بين أعضائه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الإسكان والتعمير والبيئة السيد/ موسى محمد أحمد، وسفير جمهورية جيبوتي لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي السيد/ محمد إدريس فارح.
المصدر :alqarn