برعاية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، نظمت وزارة الزراعة والمياه والثروة الحيوانية والسمكية، يوم أمس الأربعاء، في ناحية دودا باقليم عرتا، حفلا مكرسا لإحياء اليوم العالمي للغذاء تحت شعار «القضاء علي الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن». وجرت وقائع هذه الاحتفالية بحضور وزير الزراعة السيد/ محمد أحمد عواله، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، المكلف باللامركزية السيد/ حمدو محمد عراميس، ونائب رئيس الجمعية الوطنية السيد/ علمي اوبسيه وعيس، وممثلة برنامج الامم المتحدة الانمائي في جيبوتي بالإنابة، ممثلة صندوق الامم المتحدة للطفولة السيدة/ جنابو ماهوندي، وممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، وأعضاء السلك الدبلوماسي، والعديد من المسؤولين الآخرين الجيبوتيين والدوليين، وجمع غفير من أهالي ناحية دودا وأعيانها. وفي كلمته له بهذه المناسبة، أوضح رئيس الجمهورية أن يوم الغذاء العالمي الذي يتم إحياؤه هذا العام تحت شعار «القضاء علي الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن»، يهدف إلى تحديد إجراءات ملموسة لمكافحة الجوع وسوء التغذية، لا سيما في المناطق الريفية. وأضاف قائلا: « إن القضاء على الجوع قبل أي اعتبار آخر، يعد قضية أخلاقية لكون إنقاذ الأرواح أولوية قصوى، ولتحقيق هذا الهدف المتمثل في القضاء على الجوع في العالم، فإن التحدي كبير للغاية، لأنه في هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، يعاني أكثر من 821 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية. ويعيش 80 في المائة من فقراء العالم في مناطق ريفية يعتمدون فيها على الزراعة أو صيد الأسماك أو الماشية. ويعد تغير المناخ حتى الآن التهديد الرئيسي للموارد الطبيعية والاحتياطيات الغذائية العالمية. وهذا هو السبب في أن هدف «القضاء على الجوع» يعني دون شك تحولاً في أنماط استهلاكنا وأساليب الإنتاج على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية».
وأشار إلى إن بلادنا التي تشهد أحد أدنى معدلات سقوط الأمطار في العالم، تبنت برامج تتلاءم مع نظامها البيئي القاحل بما في ذلك زراعة النخيل، واستيراد ماعز من سلالات محسنة لزيادة إنتاج الحليب وتشجيع تربية الدواجن في مناطق مختلفة من البلاد.
وأكد أن تشجيع زراعة نخيل التمر بات أولوية للحكومة في إطار البرنامج الوطني للأمن الغذائي ومحاربة الفقر، مضيفا أنه تمت ترجمة هذه الإرادة السياسية من خلال توسيع نطاق المناطق المعروفة بـ» فيونيكولوس» وإنشاء مختبر لزراعة أنسجة نخيل التمر.
وذكر أن هذا المختبر يستخدم أحدث التكنولوجيا الحيوية في المجال النباتي القائم على تقنيات الاستزراع في المختبر لضمان تكاثر وانتشار سريع لأصناف نخيل البلح ذات الجودة الغذائية والقيمة العالية في السوق.
ولفت إلى أن المختبر يسعى في الوقت الحاضر إلى تعزيز قدرته على الانتقال إلى الإنتاج الصناعي على نطاق واسع مع هدف الإنتاج السنوي من عشرة آلاف شتلة لشجرة نخيل التمر.
وأوضح رئيس الجمهورية أن وزارة الزراعة المكلفة بالثروة الحيوانية، أطلقت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» برنامجاً لتحسين السلالات الجينية الحيوانية وخاصة الماعز، وأن لديها حاليًا 226 رأسًا من الماعز ينتمي لجيل هجين قادر على إنتاج أكثر من 1.5 لتر لكل ماعز في اليوم ، مقارنة بـ 0.5 لترات في اليوم لكل ماعز من السلالة المحلية.
وذكر أن هذا البرنامج يهدف إلى إيجاد 1500 مربي مع 100000 من الماعز الهجين لإنتاج كل مربي ما يصل إلى 51 لترا من الحليب في اليوم بمعدل 3 لترات من كل ماعز.
وتطرق رئيس الجمهورية الى جملة من التدابير المتخذة من قبل الحكومة لتطوير القطاع الأولي، مشيرا في هذا السياق إلى دعم حفر وتشغيل الآبار لتوفير المياه مجانا للفلاحين والمزارعين في البلاد، وتوفير قوارب صيد ومعدات للصيادين في المناطق الساحلية، وتوفير المدخلات الزراعية مجانا للمزارعين ومربي الحيوانات.
ودعا المستثمرين المحليين والأجانب للانضمام إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز القطاع الأولي في بلادنا، مضيفا «لا يزال بلدنا يعطي أولوية مطلقة للقضاء على الجوع من خلال الدعم المباشر للشرائح المعنية من خلال برامج متنوعة مثل توفير كوبونات الطعام وفتح المطاعم المدرسية في المدارس الريفية».
من جهته، استعرض وزير الزراعة المبادرات التي تبنتها وزاراته والمشاريع الطموحة التي تشرف عليها حاليا لضمان الأمن الغذائي، مشيرا إلى أنها أطلقت العديد من المشاريع الزراعية والمبادرات المتصلة باستغلال وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية.
وأضاف وزير الزراعة قائلا: «تعتبر الزراعة من أهم المجالات التي توليها الحكومة أهمية خاصة وذلك لتوفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي وأيضاَ الاهتمام بسلامة الأغذية وزيادة الإنتاج، وقد قامت باستثمارات هامة في هذا الصدد من خلال استصلاح المزارع وتنفيذ برامج زراعية لمختلف أنواع الخضروات والفواكه، وإنشاء مزارع جديدة للأعلاف، وتوفير القروض والتمويل اللازم للمشاريع الزراعية، بالإضافة إلى إنشاء مزارع النخيل بمواقع مختلفة في العاصمة والأقاليم الداخلية للبلاد، والتي جاءت في سياق مبادرة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله لتعزيز الأمن الغذائي».
بدوره، أشارالوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، المكلف باللامركزية إلى أن إقامة حفل إحياء اليوم العالمي للغذاء في منطقة دودا باقليم عرتا يأتي في اطار جهود الحكومة الرامية الي تعزيز سياسة اللامركزية وتحسين فاعليتها في خدمة التنمية المنشودة، موضحاً أن اللامركزية تعتبر أقصر الطرق للوصول إلى التنمية المستدامة.
بعدها تلى الممثل المقيم لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» في جيبوتي كلمة المدير العام للمنظمة التي بين فيها أن تخليد اليوم العالمي للأغذية هذه السنة يتزامن مع ظرف متميز في مكافحة الجوع وسوء التغذية في العالم حيث يستمر الجوع منذ ثلاثة سنوات في تراجع إلى ما كان عليه زهاء عدة عقود .
وقال إن التقرير الأخير حول الوضعية الغذائية في العالم أشار إلى أن قرابة 820 مليون من الأشخاص عانوا من الجوع عام 2017، وأن النزاعات والأحداث الكبرى الناجمة عن التغيرات المناخية والتواضع الاقتصادي أمور من بين أخرى حالت دون تحقيق أي تقدم في مكافحة الفقر .
وعلي هامش هذه المناسبة، وبحضور رئيس الجمهورية ، وقع وزير الزراعة مع ممثل «الفاو» اتفاقية تمويل لمشروع تطوير زراعة النخيل في جيبوتي.
وفي ختام الحفل، تفقد رئيس الجمهورية، وبرفقته وزير الزراعة، معرضاً للمنتجات الزراعية والحيوانية ضم أنوعا مختلفة من الفواكه والخضروات والتمور والأسماك والدواجن.
المصدر :alqarn