رعى رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأول الأحد في ضاحية بلبلا، حفلا مكرسا لوضع حجر الأساس لمشروع مجمع سبأ السكني التابع لبنك سبأ الإفريقي. وجرت مراسم الحفل بحضور رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس البرلمان السيد/ محمد علي حمد، والعديد من أعضاء الحكومة، من بينهم وزيرة الدولة المنتدبة لدى وزير الإسكان والتعمير والبيئة، المكلفة بالسكن السيدة/ آمنة عبدي آدن، ومحافظ البنك المركزي السيد/ أحمد عثمان علي، ورئيس اللجنة التنفيذية في مجلس إدارة بنك سبأ السيد/ حميد بن عبد الله بن حسين الأحمر، وسفير دولة اليمن في جيبوتي السيد/ عبد الله مسلم السقطري، وكوكبة من رجال الأعمال الجيبوتيين واليمنيين، ومدعوين آخرين. يقع هذا المشروع الذي يحمل اسم «مدينة سبأ السكنية» في منطقة الكيلو13، ويطل علي ميناء دوراله بالقرب من مسجد أم سلمه، وتقدر مساحات هذا المشروع ب100.000 متر مربع ويتألف من 227 فيله سكنية (دوبلكس) من نموذجين A-B، بالإضافة إلي برج تجاري ومسجد وحديقة أطفال، ويتميز المشروع بإطلالته علي البحر وتصاميمه العصرية وخدماته المتكاملة. وتزامنت هذه المناسبة بتغيير البنك هويته، واتخاذ علامة تجارية جديدة (بنك سبأ الإفريقي) تحت شعار: «ريادة والتزام» كجزء من خطته للتحديث والتطوير والإستراتيجية الجديدة لهذه المؤسسة المالية. وقد ألقى رئيس الجمهورية خطابا هاما بهذه المناسبة، وورد فيه ما يلي: في خطوة جديدة تعكس توسع مجالات خدمات البنوك، نضع اليوم حجر الأساس لمجمع سبأ السكني الذي ينفذه بنك سبأ الأفريقي، أحد أبرز المصارف في البلاد. ولا يسعنا إلا أن نشيد بهذه المبادرة الفريدة التي تفتح آفاقا واعدة في استثمارات القطاع المصرفي في مجال التطوير العقاري والتنمية الحضرية.
السيدات والسادة
إن التجربة الجديدة المنطوية على إنشاء مجمع سكني عصري، التي قرر بنك سبأ الأفريقي أن يخوض غمارها، بعد أن أثبت جدارته في المعاملات المصرفية، تشكل إضافة للجهود المحمومة، المبذولة في مجال الإسكان المستدام والتنمية العمرانية، وهي في الواقع تجربة هامة، جديرة بالإحتذاء.
الحضور الكريم
إن ضمان الأمن الاجتماعي والاقتصادي يعتبر أولوية ملحة، ولن يتأتى تحقيق ذلك إلا من خلال توفير العيش الكريم، وتأمين المسكن الملائم.
وفي هذا السياق، فإن قضية الإسكان تعد من أكثر المواضيع أهمية بالنسبة للحكومة منذ بزوغ فجرها، ونؤكد أننا ملتزمون بالمضي قدما في المساعي الحثيثة التي نبذلها في مجال توفير المساكن للمواطنين.
وأود بهذه المناسبة، أن ألفت الانتباه إلى أننا كنا وجهنا بأن يكون عام 2018 عام المشاريع السكنية، وبالفعل فإن العام الجاري كان حافلا بالانجازات، حيث شهد تصاعدا كبيرا لوتيرة مشاريع الإسكان، التي تم انجازها أو إطلاقها، وآخرها المشروع العقاري الذي نحن بصدد إطلاقه اليوم.
وبالرغم من ذلك التطور اللافت، فإن الاحتياجات المرتبطة بالسكن لا تزال احتياجات واسعة النطاق، ومن ثم، فإن تلبيتها تبقى عملية تتطلب نفسا طويلا، وتستدعي في ذات الوقت تضافر الجهود الرسمية والأهلية.
وفي هذا المضمار، فإننا نهيب بكافة مؤسسات القطاع الخاص أن تواكب جهود الحكومة الدؤوبة، وأن تنخرط بشكل فاعل في انجاز المشروعات السكنية.
وندعو البنوك العاملة في البلاد إلى أن تحذو حذو بنك سبأ، وتتبنى مبادرات مماثلة.
كما ندعو بنك سبأ إلى مواصلة المشوار الشامخ الذي بدأه، وعدم التوقف عند المشروع العقاري الحالي الذي يتألف من 227 فيلا دوبلكس.
ولا يفوتني أن أغتنم هذه الفرصة، لأهنئ القائمين على بنك سبأ، على تغيير علامته التجارية، بهدف إعطاء صورة جديدة أكثر حداثة للبنك.
ختاما أجدد الإعراب عن تطلعنا إلى مساهمة القطاع الخاص الفاعلة، كما أجدد الإشادة بمشروع سبأ السكني الذي يستلهم تصميمه الحديث والعصري من عبق تاريخ وتراث جيبوتي، والذي يمتاز بموقع فريد يتيح إطلالة رائعة على شاطئ دوراله الغربي.
وَاللهُ الموفق، والسلامُ عليكُم و رحمةُ الله تعالى و بَركاتُه
من جانبه، أعرب محافظ البنك المركزي عن ترحيبه بإطلاق هذا المشروع الرامي إلي المساهمة في التنمية العقارية في بلادنا من قبل بنك سبأ الإفريقي، وكذلك خطوة تحويل هوية البنك الي بنك وطني، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود المبذولة من قبل القائمين على بنك سبأ الإفريقي من خلال هذا المشروع العقاري والذي يواكب المساعي الرامية لدفع التنمية العمرانية والاجتماعية في جمهورية جيبوتي.
كما تطرق محافظ البنك المركزي للخطوط العريضة للمساهمة الفاعلة لبنك سبأ الافريقي، كأول بنك إسلامي في دعم الحركة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية والاستثمارية في بلادنا منذ إنشائه في يونيو من عام 2006 حتى يومنا هذا.
وأردف قائلا: «إن ما شهده القطاع المالي في جيبوتي من انتعاش كبير ساهم في تزايد عدد المنشطين الاقتصاديين في الأسواق المحلية وخصوصاً المصارف التي تصل إلى 11 مصرفاً من بينها 5 بنوك إسلامية».
وأشار السيد/ أحمد عثمان علي إلى أن خدمات البنك شهدت في الآونة الأخيرة نموا مطردا مما انعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية للشرائح البسيطة التي استفادت من تلك الخدمات المصرفية لبنك سبأ الإفريقي، إضافة الي إسهامه في جهود تقليص معدلات البطالة في أوساط الشباب الجيبوتيين.
من جهته، ألقي رئيس اللجنة التنفيذية في مجلس إدارة بنك سبا الإفريقي كلمة ضافية أعرب في مستهلها عن شكره العميق لرئيس الجمهورية علي رعايته الكريمة لهذه المناسبة.
وأردف قائلا: «إنني في هذه المناسبة لاستحضر تلك اللحظة أي قبل أكثر من 12 عاما والتي تشرفت من خلالها بمقابلة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، والذي دعا الي افتتاح بنك سبا الإسلامي آنذاك فرعا له في جيبوتي، وأتذكر كلماته قائلا: « إننا بحاجة الي أن ننتقل من مرحلة احتكار البنوك التقليدية إلي مرحلة دخول بنوك جديدة في الأسواق التجارية والاقتصادية لجمهورية جيبوتي، وفتحنا البنك في عام 2006 كأول بنك إسلامي في جيبوتي، وبرعاية من رئيس الجمهورية وحكومته الرشيدة، وتحت إشراف البنك المركزي، ومنذ ذاك الوقت حقق بنك سبأ نجاحات كبيرة حيث استطاع من خلال هذه الفترة أن يحافظ على صدارته للبنوك العاملة في جيبوتي في تحقيق أعلى معدلات الأرباح، كما أنه أسهم وبشكل كبير في تمويل العديد من المشاريع الاستثمارية والتجارية التي من شأنها أن تسهم في دعم الاقتصاد الجيبوتي».
وتابع الشيخ/ حميد بن عبد الله بن حسين الأحمر قائلا: «وها نحن اليوم ننتقل بالعمل المصرفي الخاص لبنك سبا الإسلامي الي فضاء آخر هو بنك سبا الإفريقي، سبأ الإفريقي هو بنك جيبوتي وطني يخدم جيبوتي ومنطقة القرن الافريقي، ليواكب النقلات النوعية التي نلاحظها في الاقتصاد الجيبوتي والتي هي ماثلة أمامنا، ونحن من هذه الإطلالة الجميلة نستشرف قبالتنا ثمار الأعمال والانجازات العملاقة لهذا القائد التنموي فخامة الاخ الرئيس إسماعيل عمر جيله وحكومته.
وأضاف « ان جيبوتي هي قلب القرن الافريقى، ونحن في القلب من هذا القلب وهو قلب رئيس الجمهورية».
واستطرد : «ونحن اليوم إذ نضع حجر الأساس لمشروع مدينة سبأ السكنية المكونة من 227 بيتا و برجا تجاريا، نسعي بهذه الخطوة للإسهام في النهضة العمرانية والتنمية العقارية في جمهورية جيبوتي .
وفي ختام الحفل قام رئيس الجمهورية برفقة رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ومجلس إدارة بنك سبا الإسلامي بإلقاء نظرة علي مجسم التصميم الهندسي للمشروع، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع.
جدير بالذكر أن هذا المشروع صمم بشكل يتناسب مع البيئة الجيبوتية مستحضرا أصالتها وألون حجارتها التي تحكي قصة نضالها مع استلهام روح العصر ومستقبل قادم واعد.
المصدر :alqarn