الرئيسية / news / سفيرنا في القاهرة يلقي محاضرة في الملتقى الثقافي الإفريقي

سفيرنا في القاهرة يلقي محاضرة في الملتقى الثقافي الإفريقي

بدعوة من عميد كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة الأستاذ الدكتور : محمد علي نوفل، ،وبحضور السادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ولفيف من طلاب وطالبات الكلية ، ألقى سفير جيبوتي في القاهرة السيد/ محمد ظهر حرسي محاضرة قيمة حول « دور جيبوتي في القرن الإفريقي. واستهل السفير ظهر محاضرته بإشادة وشكر تقدم بهما إلى مجلس الجامعة بمناسبة إطلاقها مشروع ( ١٠٠٠ قائد ) في يناير الماضي والذي تزامن مع تولي مصر رئاسة الإتحاد الإفريقي ، وأردف في الحديث قائلا « إن كلية الدراسات الإفريقية العليا تُعد من أكبر المؤسسات المتخصصة في الشؤون الافريقية بالمنطقة ، ولها دور حيوي وفعال في خدمة البلدان الإفريقية ، بوصفها بيت خبرة إفريقي لتدريب وتأهيل الشباب المصري والإفريقي ، في مختلف الشؤون الإفريقية ، بما يسهم في رسم السياسات التنموية، وتضع على رأس أولوياتها خدمة مصالح الدول الأفريقية ، وتعظيم الاستفادة من الشباب لتحقيق النهضة والتنمية . 

وأشار إلى أن السياسة في مصر تستند علي ادراكها العمق الاستراتيجي سواء على مستوى الدول العربية أو الإفريقية .
وقد قسم السفير محاضرته إلى عدة محاور تحدث عن كل منها بصورة مفصلة نالت إعجاب الجمهور الحاضرين.
وبدأ بمحور ميلاد الدولة والتحديات التي صاحبت استقلال جيبوتي عن الإستعمار الفرنسي ، وقال في سرد تفاصيل هذه الفقرة «إن الإستعمار الفرنسي دخل إلى جيبوتي عن طريق المناطق الساحلية والواقعة في شمال البلاد في العام ١٨٨٢ م . ثم أمر الحاكم الفرنسي بالتوسع والإستيلاء على بقية المناطق جمهورية جيبوتي ، وفي العام ١٨٩٢م قرر الإستعمار الفرنسي أن تكون مدينة جيبوتي مقراً للإدارة الإستعمارية الفرنسيه ، وقد أصبحت هذه المستعمرة تُعرف بإسم الصومال الفرنسي منذ عام ١٨٩٦ م .وبقي هذا الإسم متداولاً حتى ٣ / ٧ / ١٩٦٧ م عندما أطلق الإستعمار الفرنسي عليه اسم الإقليم الفرنسي للعيسى والعفر . ثم نالت جيبوتي استقلالها في العام ٢٧ / ٦ / ١٩٧٧ م وهو يوم عيد وطني يحتفل فيه الشعب الجيبوتي بتاريخه المجيد ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي «.
وعن التحديات المصاحبة لإستقلال جيبوتي قال سعادته « إبان استقلال جيبوتي واجهت المنطقة متاعب وذلك بعد أن اندلعت الحرب بين اثيوبيا والصومال في عام ١٩٧٧ والتي عُرفت بإسم حرب الأوجادين ، فضلا عن الحرب الأهلية في اليمن الجنوبي عام ١٩٨٦ م ، والحرب الأهلية في الصومال الشقيق وبالتالي سقوط الحكومة المركزية في عام ١٩٩١ م « ،وحرب انفصال اليمن الجنوبي عن الشمال في عام ١٩٩٤ م ، وأيضاً النزاع الذي وقع بين اثيوبيا واريتريا في عام ١٩٩٨ ،.
وفي المحور الذي كرسه للحديث عن المبادرات الجيبوتية للمصالحة الوطنية واحلال السلام في الصومال تحدث قائلا» كانت جيبوتي من أوائل الدول التي بادرت إلى عقد مؤتمرات سلام للصوماليين من أجل إعادة بلادهم إلى المسرح الإقليمي والدولي ،حيث أن جيبوتي استضافت في أراضيها أول مؤتمر للمصالحة الصومالية في عام ١٩٩١ م ، ثم مؤتمر المصالحة الثاني الذي انعقد في عام ١٩٩٢ م في العاصمة جيبوتي .ثم توالت المؤتمرات على النحو التالي ( أديس أبابا – القاهرة – نيروبي _ صنعاء – روما – طرابلس ) .
وفي عام ١٩٩٩ وعقب تولي الرئيس اسماعيل عمر جيله مقاليد الحكم في البلاد ، وأثناء مشاركته في اجتماعات قمة الأمم المتحدة بنيويورك ، أعلن الرئيس عن مبادرة جديدة لجيبوتي دعا فيها الفصائل الصومالية المتناحرة إلى مصالحة شاملة يشارك فيها الشعب بكل أطيافه ، وقد كانت هذه المبادرة التي تقدم بها فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله ، الركيزة الأساسية لنشر السلام في ربوع الصومال الشقيق ، حيث تتجسد ثمارها بما نشاهده في الوقت الحاضر من التقدم والسلم المنشودين والموجودين في الصومال .
وقد نالت هذه المبادرة الجيبوتية لإعادة الأمن والإستقرار تأييد مجلس الأمن الدولي ، كما لاقت ترحيباً واسعاً من المجتمع الصومالي ومن المنظمات الإقليمية والدولية : مثل جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي ودول الإتحاد الأوربي . وكانت الجامعة العربية قد شكلت في ذلك الوقت لجنة مختصة لمتابعة توصيات ومخرجات مؤتمر عرتا مكونة إلي جانب جيبوتي من كل من مصر والسودان والجزائر وتونس وليبيا واليمن.
كما تناول السفير في صدد حديثه عن مؤتمر المصالحة الصومالية ( مؤتمر عرتا) في جيبوتي الأسس التي قامت عليها المبادرة الجيبوتية من أجل لم شمل الصومال ، مجملا إياها فيما يلي :
١ _ إعادة النظر في الأسباب التي أدت إلى النتائج السلبية لمؤتمرات المصالحات السابقة ، علما أن مؤتمر عرتا كان المؤتمر رقم ١٣ .
٢ _ تحييد التدخلات الدولية والإقليمية .
٤_ نزع الهالة وتحييد دور أمراء الحرب ووضع نهاية لما تمارسه قيادات المليشيات لإدامة الواقع المنهار .
٥ _ توحيد التيار الوطني الأصيل بختلف روافده في الداخل وفِي الشتات .
٦ _ تخيير أمراء الحرب بين الإنضمام إلى المسيرة والمصالحة السلمية أو تمثيلهم أمام المحاكم الدولية بوصفهم مجرمي حرب .
٧ _ إبراز دور النخبة والمجتمع المدني وحكماء ووجهاء وأعيان القبائل وكذلك تفعيل دور المرأة في المجتمع والشباب والشعراء وعلماء الدين ورجال الأعمال ……. إلخ» .
وأشار سعادة السفير الى أن مؤتمر عرتا في عام ٢٠٠٠ والذي استغرق ٦ أشهر واشترك فيه قرابة ٦٠٠ شخص من جميع أطياف وطبقات المجتمع الصومالي ،قد أدى إلى مصالحة حقيقية بين الإخوة الفرقاء وخاصة القبائل المتناحرة وتم وضع دستور وعقد انتخابات رئاسية تم فيها إختيار أول رئيس للصومال منذ سقوط نظام الرئيس سياد بري .
ولفت إلى أنه على ضوء هذه المصالحة اصدر مجلس الأمن الدولي قراراً من أربع نقاط يقضي ب:
١ – تأييد نتائج مؤتمر عرتا .
٢- دعوة المجمتع الدولي إلى تقديم الدعم المالي والمعنوي .
٣_ تأكيد الإعتراف بالكيان الذي سوف يتمخض عن المؤتمر .
٤ _ توجيه إنذار إلى أمراء الحرب ورؤساء الكيانات الرافضة .
وذكر أن حفل تنصيب الرئيس عبد القاسم صلاد حسن شهد حضورا دوليا وإقليميا ، مشيرا أنه كان من ضمن الرؤساء الذين حضروا في مراسم تنصيب الرئيس الصومالي الجديد رؤساء اليمن والسودان واريتريا ورئيس الوزراء الإثيوبي بالإضافة الى وزير جارجية ليبيا ومساعد وزير خارجية مصر إبراهيم حسن . وأيضاً مساعد وزير خارجية كينيا ، ومندوب من الجامعة العربية ووفد رفيع من السعودية وقطر .
وفي المحور الآخر تطرق السفير في سياق حديثه في المحاضرة التي ألقاها في بهو كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة ، للدور الريادي والهام الذي تلعبه جيبوتي فيما يتصل بأمن البحر الأحمر وتأمين مدخله الجنوبي ، وأن جيبوتي لا تتواني عن المشاركة في أية اجتماعات مكرسة لتعزيز جهود حماية أمن البحر الأحمر وأنها تكون دائماً في الطليعة والمقدمة .
وأيضاً ذكر سعادته الدور الريادي الذي تلعبه قوات خفر السواحل الجيبوتية في تأمين البحر الأحمر ، وكذلك مكافحة الأنشطة الإجرامية التي تقوم بها المجموعات الخارجة عن القانون مثل عمليات تهريب البشر ، وادخال البضائع المهربة ، وأيضاً السفن التي تقوم بعمليات الصيد غير الشرعي في المياه الجيبوتية الإقليمية .
أما في المحور والأخير من المحاضرة فقد استعرض السفير دور جيبوتي في المحافل الإقليمية والعالمية ، وأهم القضايا التي ساندتها جيبوتي وعلى رأسها القضية الأم ألا وهي القضية الفلسطينية ، وحق الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل استقلاله وإزالة الاحتلال الإسرائيلي عن ارضه .
ومن أبرز القضايا الاخري التي ساندتها جيبوتي قضية مصر فيما يتعلق بعضويتها في مجلس الأمن والسلم الإفريقي نظراً لمتانة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين .

إعداد / مصطفى أحمد كاهن
كاتب وإعلامي جيبوتي بالقاهرة

المصدر :alqarn