عقد حزب التجمع الشعبي للتقدم يوم الاثنين الماضي في قصر الشعب مؤتمرا إستثنائيا، تحت رعاية رئيس الجمهورية، رئيس الحزب السيد/ إسماعيل عمر جيله، وذلك تزامنا مع الاحتفال بالذكري الاربعين لتاسيسه في الرابع من مارس عام 1979، وجرت وقائع افتتاح المؤتمر بحضور سيدة جيبوتي الأولى، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضرة محمود حيد، ونائب رئيس الحزب، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، وأمينه العام وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، وأعضاء الحكومة وأعضاء اللجنة المركزية للحزب، ورؤساء بقية الاحزاب المنضوية تحت مظلة الاتحاد من اجل الأغلبية الرئاسية، بالإضافة الي وفود رفيعة المستوى من الاحزاب الحاكمة في كل من الصين ورواند، وإثيوبيا، وصومالي لاند، وحشد غفير من أنصار هذا الحزب الذي يعد عميد الأحزاب السياسية في جمهورية جيبوتي. هذا وتخللت افتتاح المؤتمر، رقصات فلوكلورية، وفقرات غنائية قدمتها فرق 4 مارس والغزالي ووجري، وجسدت الدور الطليعي الذي لعبه حزب التجمع الشعبي من اجل التقدم في تنمية وتطوير البلاد، والحفاط على اللحمة الوطنية، إلى جانب معرض ضم منتجات فنية وحرفية من إنتاج فروع الحزب في العاصمة والأقاليم الداخلية.
وقد ألقى رئيس الجمهورية، رئيس حزب التجمع الشعبي السيد/إسماعيل عمر جيله، كلمة ضافية،رحب في مستهلها بوفود الدول الشقيقة والصديقة التي حضرت حفل إحياء الذكرى الأربعين لتأسيس حزب التجمع الشعبي للتقدم في 4 مارس عام1979 بمدينة دخل التي إستحقت بهذا الحدث لقب «مدينة الوحدة».
وأوضح أن اختيار هذه المدينة لاستضافة هذا الحدث السياسي الرئيسي المتمثل في تأسيس الحزب الأول في جمهوريتنا في 04 مارس 1979 لم يكن محض صدفة، بل جاء ليذكر بأن إنشاء التجمع الشعبي للتقدم كان بعد عامين فقط من إنهاء الاستعمار على بلادنا.
وأكد أن تأسيس الحزب بعد فترة قصيرة من نيل الحرية شكل إجابة موضوعية لوضع طارئ وحاجة ملحة تمثلت في الحفاظ على الدولة الفتية ضد مخاطر زعزعة الاستقرار في بيئة إقليمية يسودها التوتر مع تدفق الآلاف من اللاجئين على بلادنا.
وقال في هذا الصدد: «إن إنشاء منظمة سياسية مكلفة بتعزيز الوحدة الوطنية كان أمرا لا مفر منه. كان المقصود من الحزب أن يكون بوتقة لكافة التيارات والحساسيات السياسية في البلاد، وإن هذه العملية لتوحيد القوى الفعالة كانت الشرط الأساسي لبناء دولة موحدة وصلبة على طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
وأشاد الرئيس بجميع أؤلئك الذين بذلوا تضحيات جسيمة لتحقيق هذه المهمة الكبيرة وفي طليعتهم الأب المؤسّس الحاج حسن جوليد وبركت جورد حمدو. واردف قائلا: «إن بلادنا قطعت مسيرة طويلة منذ عام 1979. ولم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى مدرستان إعداديتان فقط هما (إعدادية بلعوص) في مدينة جيبوتي والأخرى كانت إعدادية مهنية في تجوره، ومدرسة ثانوية واحدة بعدد طلاب بلغ في ذلك التاريخ 1063 طالب في المتوسطة و341 طالب في الثانوية. وكنا بحاجة إلى الاستقرار والسلام إلى حد كبير، لرفع هذه المؤشرات المتدنية وتزويد البلاد بالكوادر اللازمة لتنميتها. وكرس الحزب مهمته لمواكبة عملية التنمية من خلال توحيد القوى الوطنية».
وأكد أن حزب التجمع الشعبي للتقدم لم يكن منذ نشأته تشكيلًا احتكاريا أو قطاعيا أو طائفياً، ولكنه منفتح على الجميع لخلق بيئة سلمية بعيدة عن الاضطرابات التي غالباً ما تشهدها المنطقة.
وأشار إلى أن الحزب أنجز بجدارة المهام التي أوكلت إليه وعلى رأسها الكفاح من أجل الوحدة الوطنية التي تظل دوما هدفا يتطلب التزاما سياسيا.
وأوضح أن الحزب واكب التغيرات التي شهدها بلدنا والعالم خلال السنوات الأربعين من مسيرته، وبلغ في الوقت الحاضر سن الرشد الذي يتطلب النضج والحكمة العميقة، وأضحى قادرا على تصور المستقبل وترجمة التطلعات المتجددة للجيبوتيين والجيبوتيات.
ومضى بالقول « لقد اخترنا منذ فترة طويلة سياسة الانفتاح على جميع القوى الحية للأمة. ونعتقد أن الممارسة السياسية هي مواجهة دائمة للأفكار والإيديولوجيات بحيث يكون لكل طرف هويته ومؤيدوه. ونعتبر ذلك ثراء يدل على حيوية الديمقراطية للبلد طالما أن اللعبة السياسية لا تغيب عن بالنا ما نشترك فيه وهو الوطن.
وأوضح رئيس الجمهورية أن الحزب ظل خلال السنوات الأربعين الماضية في الطليعة واتسم بالقدرة على تجاوز التحديات في وقت اخفقت فيه الأحزاب التي كانت قائمة في القارة .كما ظل على استعداد للترحيب في تحالف الأغلبية الرئاسية بجميع أولئك الذين يرغبون في ذلك بشرط المشاركة معه، في القيم الوطنية، والتسامح والتضامن ووضع المصلحة الوطنية فوق جميع الاعتبارات الأخرى.
من جانبه، أشاد نائب رئيس الحزب، رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد بمسيرة الحزب والانجازات التي حققها على مدى 40 عاماً، كما امتدح جهود رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله للمحافظة على القيم والمكتسبات الوطنية، فضلاً عن إطلاق المشاريع الضخمة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما انعكس إيجابا على الأوضاع المعيشية للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجاً في البلاد، داعياً في الوقت نفسه الشباب إلى المحافظة على الوحدة والأخوة والنأي بأنفسهم عن التعصب القبلي، وإظهار الانتماء الحقيقي إلى الوطن.
من جهته، سلط أمين عام الحزب، وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله الضوء على المراحل المختلفة التي مر بها الحزب في مسيرته، والانجازات التي حققها، وسياساته المستقبلية الرامية لضمان مستقبل مشرق لبلادنا.
وقال في هذا السياق:» في وقت نحتفل فيه بالذكري الأربعين لتأسس حزبنا يكون لزاما علينا السعي للارتقاء بعميد الأحزاب الوطنية ليكون بمستوي المرحلة، وجديرا بأن نفتخر به أمام الآخرين، خلال الأربعين عاماً الماضية شاركنا في صنع مستقبل الأمة، وساهم الحزب في ترسيخ وتعزيز السلام في قلوب وأذهان المواطنين»، مؤكدا في الوقت ذاته ان الحزب قام بتعزيز قدرات الشباب المنضوين تحت لوائه بهدف تمكينهم من القيام بدورهم على النحو الأفضل.
بدورهم، عبر رؤساء الاحزاب المنضوية تحت مظلة الاتحاد من اجل الأغلبية الرئاسية عن سعادتهم بمشاركتهم في هذا المؤتمر الذي يعقده حزب التجمع الشعبي من اجل التقدم في الذكرى الأربعين لإنشائه، مشيدين بالشراكة البناءة بين الاحزاب الوطنية في تحالف الاغلبية الرئاسية.
كما هنأت وفود الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في المؤتمر رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله وأعضاء الحزب والشعب الجيبوتي بمناسبة اطفاء الحزب شمعته الاربعين، ونقلوا تحيات رؤساء بلدانهم الى قيادة الحزب وانصاره، منوهين بالقيادة الحكيمة لرئيس الجمهورية، كما دعا عدد منهم الى تعزيز العلاقات الحزبية بين جيبوتي وبلدانهم.
من ناحيتها، تطرقت رئيسة الرابطة الوطنية لشباب حزب التجمع الشعبي للتقدم للجهود التي قام بها رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة من أجل رعاية ودعم الشباب، باعتبارهم مستقبل الأمة الواعد وقادة الغد ورجاله الذين يقع على عاتقهم تطوير المجتمع في جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
في ختام المؤتمر، قام رئيس الجمهورية، وسيدة جيبوتي الأولي، بتكريم بعض الشخصيات التي ساهمت في تأسيس حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم الشعبي في 4 مارس عام 1979.
المصدر :alqarn