عاد رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله مساء يوم الخميس الماضي إلى البلاد، بعد مشاركته في القمة الثامنة لرؤساء دول وحكومات اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، والتي عقدت ببرازافيل عاصمة الكونغو الخميس المنصرم، وكرست لبحث سبل تسوية الأزمة الليبية وفقًا لمخرجات مؤتمر برلين.
وفي كلمته في افتتاح القمة، أشار رئيس الجمهورية إلى أن قارة أفريقيا همشت في كافة المحادثات التي عقدت بشأن الأزمة الليبية، بدعوى أن الأفارقة أفسحوا المجال لآخرين كثر من أصحاب المصلحة من خارج القارة معتقدين أن هذا كان الحل، وأضاف قائلا: « إنه لأمر محزن ولكنه حقيقة يتعين علينا مواجهتها، فقد ظهرت اليوم حدود هذه التدخلات، والأزمة ازدادت سوءًا ومعاناة الشعب الليبي مستمرة إلى يومنا هذا».
وأوضح رئيس الجمهورية أن إفريقيا طورت آلية ينبغي أن يوم يقوم الأفارقة من خلالها بحل المشكلات الأفريقية، وأنه توجد هناك مؤشرات توضح الرغبة في السلام وأن التزام الأطراف الليبية يعتبر محرك أي حل دائم من شأنه أن يعيد السلام من طرابلس إلى بنغازي مرورا بطبرق.
وأكد على ضرورة دراسة الأزمة مع الأطراف الليبية والدول المجاورة المتأثرة بها من أجل إيجاد مخرج سلمي لهذه الأزمة المأساوية، مؤكدا في ذات الوقت على الحاجة لتنسيق المواقف بين الأفارقة داخل أجهزة الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك مجلس السلم والأمن ومؤتمر رؤساء الدول على أساس مبادئ وقيم الاتحاد.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الرؤية الأفريقية لحل هذه الأزمة تكمن في ثلاث نقاط تتمثل في وقف إطلاق النار، والامتثال الصارم لحظر الأسلحة، ومشاورات وطنية تليها انتخابات حرة وشفافة.
وأوضح أن هذا النهج يستند إلى مبادئ البروتوكول المنشئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي، ولاسيما التسوية السلمية للنزاعات والصراعات وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عضو، لافتا إلى ضرورة تحديد الإستراتيجية التي يرغب الأفارقة من خلالها في تنفيذ موقفهم هذا، موضحا أن ذلك التنسيق والتعاون ينبغي أن يتم مع الأمم المتحدة والدول المجاورة، وخاصة في سياق عملية نواكشوط، والشركاء الدوليين.
وذكر رئيس الجمهورية أيضًا أن تأكيد الموقف الإفريقي بشأن الأزمة الليبية لن يتم بدون تكلفة مالية. واقترح أن يكون تمويل بعثة سياسية للاتحاد الأفريقي من أجل ليبيا أولوية صندوق السلام الذي سيتم إطلاقه قريباً.
البيان الختامي للقمة
هذا واختتمت القمة الثامنة للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا ببيان تضمن وضع خارطة طريق لعقد منتدى للمصالحة الوطنية عرضت تنظيمه الجزائر، كما دعت القمة إلى ضرورة التعجيل بوقف إطلاق النار، وإرفاقه بآلية مراقبة يتم إشراك الاتحاد الإفريقي فيها.
وجددت القمة الثامنة على التزامها بحوار سياسي ليبي، مطالبة بالتعجيل بعقد حوار شامل يجمع كل الأطراف الليبية من أجل وقف النزاع والبحث عن حل ليبي للأزمة مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح السامية للشعب الليبي.
ونددت اللجنة بتواصل القتال في العاصمة طرابلس، مجددة ضرورة الإسراع بوقف إطلاق النار الكامل والفعال، مرفوقا بآلية مراقبة يتم أشارك الاتحاد الإفريقي فيها. وألحت على الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لأجل نشر مراقبين عسكريين، في حالة توفر الشروط، للمشاركة في آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وأن يكونوا في صلة مع الأطراف الليبية. وجددت اللجنة في بيانها الختامي الدعوة لكل الأطراف الخارجية إلى الوقف الفوري لتدخلها في الشؤون الداخلية لليبيا.
جريدة القرن