استقبل رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأحد، في القصر الجمهوري، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية السودان السيد/ عبد الله حمدوك الذي وصل إلي البلاد أمس في زيارة تستغرق يومين، وذلك على رأس وفد رفيع من بين أعضائه وزير شئون مجلس الوزراء السيد/عمر بشير مانيس، ووزير الصناعة والتجارة السيد/ مدني عباس مدني، والمدير العام لجهاز المخابرات الوطني الفريق ركن جمال الدين عبد الحميد.
وفي مستهل اللقاء، رحب رئيس الجمهورية برئيس الوزراء السوداني، شاكرا إياه على هذه الزيارة التي تعكس مدى الاهتمام الذي يوليه لتوطيد العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين.
من جهته أعرب رئيس الوزراء السوداني عن الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها والوفد المرافق له منذ وصوله إلى التراب الجيبوتي .
واطلع رئيس الوزراء السوداني رئيس الجمهورية على آخر التطورات في السودان والجهود التي تقوم بها الحكومة لتجاوز التحديات الراهنة.
واطلع رئيس الوزراء السوداني رئيس الجمهورية على آخر التطورات في السودان والجهود التي تقوم بها الحكومة لتجاوز التحديات الراهنة.
واستعرض رئيس الجمهورية وضيفه السوداني خلال هذا اللقاء ، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تطوير مستوى التعاون الثنائي بينهما في شتى المجالات ،بجانب التشاور حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
بعدها عقد الجانبان الجيبوتي والسوداني جلسة موسعة ضمت مسئولين كبار من البلدين، وحضرها من الجانب الجيبوتي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الاقتصاد والمالية، المكلف بالصناعة السيد/ إلياس موسى دواله، ووزير التجارة السيد/ حسن حمد إبراهيم، ومدير عام الأمن السيد/ حسن سعيد خيري، وأمين عام رئاسة الجمهورية السيد/ محمد عبد الله وعيس، ومدير مكتب رئيس الجمهورية السيد/ محمد صادق، وسفير جيبوتي لدى السودان السيد/ أحمد علي بري.
واستعرض الوفدان خلال هذه الجلسة علاقات التعاون الثنائي بين جمهورية جيبوتي وجمهورية السودان، والسبل الكفيلة بتطويرها في شتى المجالات. وفي كلمة له في مستهل جلسة المباحثات الثنائية رحب رئيس الجمهورية برئيس مجلس الوزراء السوداني والوفود المرافق له، وجدد التأكيد على اعتزاز جمهورية جيبوتي بعمق العلاقات الأخوية الراسخة، التي تربطها بشقيقتها جمهورية السودان، مضيفا أن هذه العلاقات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ستبقي رمزا أصيلا لقوة الأواصر الموجودة بين البلدين، وأساسا متينا يتم الانطلاق منه نحو مستويات جديدة وأفاق رحبة من التعاون والتكامل في مختلف المجالات .
وتابع قائلا: «في ظل ما توجهه منطقتنا من مخاطر وتحديات ، فان زيارتكم الكريمة لجيبوتي تشكل فرصة هامة لمتابعة جهود البلدين المشتركة، والتشاور والتنسيق بشان مساعينا المستمرة في التصدي لتلك التحديات ، ومواجهة إفرازاتها وتداعياتها ، فضلا عن تعزيز وحدة مواقفنا والدفع بمسيرة دولنا نحو التنمية والازدهار والاستقرار.
واغتنم هذه الفرصة ليؤكد حرص جيبوتي علي عودة السودان لدورة الطبيعي في محيطه الإقليمي والعربي والأفريقي، مشيدا في هذا السياق بالنجاح الذي حققه السودان في تجاوز المرحلة الراهنة الهامة
كما ثمن عاليا الجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلونها بغية استتباب الأمن والاستقرار في ربوع البلاد وتلبية استحقاقات المرحلة الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو إرساء دعائم الديمقراطية والتنمية.
وشدد في الوقت ذاته علي موقف جيبوتي الثابت الداعم للسودان العزيز في كل ما يحفظ أمنه واستقراره ويصون سيادته واستقلاله ويحقق الرفاه لشعبه الكريم.
من جهته «عبر رئيس الوزراء السوداني عن شكره لجيبوتي رئيسا وحكومة وشعبا على دعمهم للسودان.
وجدد الشكر لرئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله علي ما لقيه ومرافقوه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني جمهورية جيبوتي، مؤكدا أن زيارته لجيبوتي امتداد للعلاقات المتميزة والرغبة في تعزيزها والنهوض بالتعاون المشترك بين البلدين.
وأوضح ان جيبوتي بقيادة رئيسها السيد/ إسماعيل عمر جيله خطت خطوات كبيرة في طريق الازدهار وأنها بلد ذو أهمية إستراتيجية وأمنية للمنطقة، مشيدا في الوقت نفسه بالدور الحيوي الذي تلعبه جيبوتي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
مؤتمر صحفي
وعقب جلسة المباحثات، عقد كل من وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير شئون مجلس الوزراء السوداني السيد/ عمر بشير مانيس مؤتمرا صحفيا تناولا فيه أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال هذه الجلسة.
وفي مستهل المؤتمر الصحفي، جدّد وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي الترحيب بالوفد السوداني، وأشار إلى أن العلاقات الجيبوتية السودانية شهدت نقلة نوعية على مدار السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن جيبوتي شاركت في مناسبة التوقيع على الإعلان الدستوري في السودان في شهر أغسطس من العام 2019.
وأوضح وزير الشئون الخارجية أن الحكومة الجيبوتية ستدعم جهود الحكومة السودانية في المحافل الإقليمية والدولية، مشيدا بالمساعي الحثيثة التي يقوم بها رئيس الحكومة السودانية الدكتور عبد الله حمدوك لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان في الوقت الراهن والتصدي لكافة التحديات.
وأضاف قائلا : إن جيبوتي والسودان ترتبطان بعلاقات أخوية قديمة قدم الزمان، وعلاوة على ذلك هناك اتفاقيات تعاون تم إبرامها بين البلدين في شهر أبريل عام 2014 تطال مجالات التعليم العالي، والصحة والزراعة والطاقة والأمن والتجارة والعدل، وإننا سنعمل على تفعيل هذه الاتفاقيات في المرحلة المقلة، كما سنعمل على التعاون في مجالات أخرى تتعلق بتكنولوجيا المعلومات.
وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن جيبوتي والسودان انضمتا إلى مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، مشددا على رغبة البلدين في تعزيز التعاون في المجال الأمني، وعلى مستوى منظمة الإيجاد.
من جهته، أشار وزير شئون مجلس الوزراء السوداني السفير عمر بشير مانيس إلى أن زيارة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك إلى جيبوتي جاءت تلبية لدعوة تلقاها من رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله.
وأوضح أن الجانبين تداولا خلال جلسة المباحثات الموسعة مختلف مجالات التعاون والتي تحظى بالاهتمام المشترك.
وأضاف أن هذه هي أول زيارة رسمية لمسؤول سوداني رفيع المستوى بعد ثورة ديسمبر، وأن رئيس الوزراء أطلع الرئيس إسماعيل عمر جيله على آخر التطورات في السودان ومسار الفترة الانتقالية والجهود المبذولة لتحقيق أهداف الثورة السودانية، وكذلك خريطة الطريق التي يجري العمل بها».
وأثنى وزير شئون مجلس الوزراء السوداني السفير عمر بشير مانيس على إسهامات جمهورية جيبوتي ودورها المتميز في الهيئة الحكومية للتنمية «الإيجاد»، وأشار إلى أن رئيس جيبوتي ورئيس الوزراء السوداني اتفقا على مواصلة التشاور بشان تعزيز أداء منظمة «الإيجاد».
وردا على سؤال حول آليات تعزيز مجالات التعاون الثنائي بين جيبوتي والسودان، أشار وزير شئون مجلس الوزراء السوداني السفير عمر بشير مانيس إلى وجود آليات تم إنشاؤها لتفعيل وتسريع وتيرة التعاون في المجالات المختلفة التي تحظى بالاهتمام المشترك بين البلدين.
وأضاف قائلا : هناك لجنة وزارية مشتركة ولجنة للتشاور السياسي، وقد تم الاتفاق على تفعيل هاتين اللجنتين، فضلا عن تبادل الزيارات بين مختلف الوزارات.
وعبر الوزير السوداني عن أمله في زيادة التعاون بين جيبوتي وبلاده في المرحلة القادمة في شتى المجالات بما يحقق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.
بدوره، أجاب وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي السيد/ محمود علي يوسف عن أسئلة الصحفيين المتعلقة بالتعاون القائم بين جيبوتي والسودان في مجال الأمن البحري.
وأشار رئيس الدبلوماسية الجيبوتية إلى أن الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن تسعى في المستقبل على تعزيز حماية هذا الممر الدولي، خصوصا عقب إنشاء مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن المعني بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء ووضع الآليات اللازمة لذلك.
وقال وزير الخارجية» إن مهام المجلس المذكور لن تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل ستشمل جوانب أخرى تتصل بالتجارة والاستثمارات.
نحن في جيبوتي قمنا باستضافة عدد من الدول التي تكافح القرصنة البحرية، وإن الحكومة الجيبوتية مستعدة لتعزيز التعاون مع الحكومة السودانية لضمان أمن الملاحة البحرية».
هذا وقد أقام رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله ظهر يوم أمس الأحد مأدبة غداء في القصر الجمهوري على شرف رئيس الوزراء السوداني السيد/ عبد الله حمدوك والوفد المرافق له.
على صعيد ذي صلة، قام رئيس مجلس الوزراء السوداني والوفد المرافق له مساء أمس الأحد بزيارة تفقدية إلى الموانئ والمناطق الحرة،واستمع من مسؤولي هذه المرافق إلى شرح حول الأدوار العملية للموانئ في دعم الاقتصاد الوطني وتعرف على خطط وبرامج تحديثها.
وأشاد حمدوك بالنقلة النوعية للموانئ بجيبوتي مما يجعلها أنموذجا للموانئ الحديثة في المنطقة.
جريدة القرن