تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، أحيت وزارة المرأة والأسرة يوم أمس الأول الاثنين اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل عام، وتم إحياء هذه المناسبة باحتفالية نظمتها الوزارة في مقر الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي تحت شعار «المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد-19»، وذلك بحضور السيدة الأولى، رئيسة الإتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضرة محمود حيد، ومعالي رئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، وأعضاء الحكومة، إضافة إلى العديد من المسؤولين الآخرين في الدولة وسفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى بلادنا وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المدعوين والمدعوات.
وتخللت الحفلة أغاني ورقصات شعبية ومسرحيات تجسد التطورات اللافتة التي شهدتها جيبوتي في مجال تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وفي كلمة له بهذه المناسبة، عبر رئيس الجمهورية عن سعادته برعاية احتفال النساء الجيبوتيات باليوم العالمي للمرأة، مشيدا بالدور القيادي الرائد الذي لعبته المرحومة عائشة بقري في مسيرة النهوض بالمرأة الجيبوتية، مشيرا في هذا السياق إلى أنها كانت صاحبة فكرة إنشاء مقر الاتحاد النسائي ،وساندت الرئيس السابق حسن جوليد رحمه الله في تشييد هذا الصرح.
وأشاد رئيس الجمهورية بتمسك الشعب الجيبوتي بوحدة صفه وحرصه على بلاده، والعيش مع الشعوب الأخرى بسلام واحترام وتبادل تكاملي، مؤكدا على عدم قبول الجيبوتيين المساومة على مصالح بلادهم.
وأضاف قائلا « بنينا هذا البلد بثقة شعبنا من دوميرا إلى لويعدا، لدينا شعب تجمعه المحبة والإيمان بعدم المساس بهذا الوطن، وإن تماسك هذا الشعب والدولة الراسخ والأمن والسلام المستدامين في أراضينا ليلا ونهارا هو سر جاذبية بلادنا واهتمام الآخرين به».
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن وجود عقبات اجتماعية تعيق دور المرأة في مجتمعنا حقيقة لا يمكن انكارها، موضحا أن القدرات الاستثنائية للفتيات في تعلم العلوم وتفوقهن على الفتيان وقيامهن بإنجاز ما لا يستطيع الرجل إنجازه، ستذلل هذه العقبات والصعوبات.
ولفت إلى أن المرأة الجيبوتية استغلت كل فرصة أتيحت لها أمثل استغلال في المجالات كافة، مضيفا : «لولا الالتزام الكامل الذي أبدينه لمواجهة التحديات المرتبطة بإدماجهن الفعال في جميع قطاعات الأنشطة في بلادنا، فإن السياسة التي تم الشروع فيها لصالح تعزيز أوضاعهن كانت ستظل حبرا على ورق».
واستعرض رئيس الجمهورية بعض التدابير والإجراءات المتخذة لصالح المرأة في جيبوتي، مشيرا منها إلى «إلزامية ذهاب الفتيات إلى المدرسة حتى سن 16، وتخصيص نسبة 25٪ للنساء في التمثيل السياسي وتمديد إجازة الأمومة لمدة 6 أشهر».
وأشار إلى أننا ننتمي إلى البلدان التي تسعى جاهدة لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، حيث ندفع فعليا أجورا متساوية للرجال والنساء الذين يتمتعون بنفس مستوى التأهيل ويقومون بنفس المهام.
ودعا رئيس الجمهورية جميع الجيبوتيات إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة التي يطمح إليها مجتمعنا، مضيفا بالقول , ” أنا أؤمن بجدارة نسائنا لأنهن كن دوما في طليعة المعارك التي خضناها من أجل كرامتنا الجماعية، كما حدث إبان النضال من أجل استقلالنا الوطني، ومؤخراً في السعي إلى فهم الهدوء والإبداع والشجاعة التي واجهتها الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية لبعض أسرنا في إطالة أمد أزمة Covid-19″.
من جهتها، أعربت وزيرة المراة والأسرة عن شكرها العميق لرئيس الجمهورية، وسيدة جيبوتي الاولي رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي بتشرفهم بحضور حفل احياء اليوم العالمي للمراة « بالقول» على عكس العديد من النساء في دول العالم، لم يكن الطريق وعرا وغير سالك للمرأة في جيبوتي وهي التي لاقت الدعم من القيادة السياسية برئاسة رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله وسيدة جيبوتي الأولي، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي على مر السنين الماضية، ففي جيبوتي لا نستذكر أية صعوبات أو تحديات واجهت المرأة في سبيل انخراطها في الحياة العامة، بل على العكس من ذلك، فتاريخ العمل النسائي في جيبوتي مليء بقصص الريادة والتفوق والدعم الذي يعود إلى الانفتاح والثقافة العالية التي يتسم بها الشعب في جيبوتي تجاه المرأة».
كما تطرقت وزيرة المرأة والأسرة إلى الجوانب المختلفة من وضع المرأة الجيبوتية والانجازات التي حققتها دائرتها الوزارية. وجددت الوزيرة عزم الحكومة على المضي قدما في سياسة ضمان حقوق المرأة في الحياة المهنية والزوجية.
بدورها، أوضحت الأمينة العامة للإتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيد/ فاطمة عبدي «تميزّت المرأة الجيبوتية على مر التاريخ بأدوارها الهامة في المجتمع على مدى العديد من العقود، وحالياً، أظهرت عزيمة وشجاعة حقيقية وروح عالية خلال أزمة كوفيد 19 التي تأثرت بها بلادنا على غرار بقية الدول العالم .
وأضافت بالقول « إن جيبوتي استثمرت الكثير في مجال تعزيز حقوق المرأة منذ وصول رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جله إلى مقاليد الحكم في عام 1999».
من جانبها، تلت منسقة وكالات الأمم المتحدة العاملة في البلاد رسالة أمين عام الأمم المتحدة السيد/ أنطونيو غوتيرتش بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2021، والتي جاء فيها « لقد محت جائحة كوفيد-19 عقودا من التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، فمن زيادة فقدان الوظائف إلى استفحال أعباء الرعاية غير المدفوعة الأجر، ومن تعطيل الدراسة إلى تصاعد أزمة الاستغلال والعنف العائلي، انقلبت حياة النساء رأسا على عقب وتآكلت حقوقهن،وواجهت الأمهات – وخاصة الأمهات المعيلات – قلقاً حاداً وشدائد قاسية ، وسوف تدوم العواقب مدة أطول من الجائحة نفسها، ولكن النساء كن أيضا على الخطوط الأمامية للتصدي للجائحة. وأدعو البلدان والشركات والمؤسسات إلى اعتماد تدابير وحصص خاصة للنهوض بمشاركة المرأة على قدم المساواة وتحقيق التغيير السريع. ومع تعافينا من هذه الجائحة، يجب أن تستهدف حزم الدعم والتحفيز للنساء والفتيات على وجه التحديد، بما في ذلك من خلال الاستثمار في الأعمال التجارية المملوكة للنساء واقتصاد الرعاية. إن التعافي من الجائحة هو فرصتنا لنترك وراءنا أجيالا لا تعاني من الإقصاء وعدم المساواة. وسواء كانت المرأة تقود بلداً أو عملا تجاريا أو حركة شعبية، فهي تقدم مساهمات تخدم الجميع وتدفع عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة،لقد حان الوقت لإيجاد وبناء مستقبل تعمه المساواة. وهذه مهمة تقع على عاتق الجميع – وتصب في مصلحة الجميع، وشكرا لكم.
وفي ختام هذا الحفل، تم توزيع جائزة رئيس الدولة للمرأة، والتي كرست هذا العام لإمرأتين وجمعية تنشط في إقليم دخل، حيث منحت الجائزة الأولى للسيدة/ مريم أحمد قمنه، السفيرة السابقة في كينيا، وهي وسام نجمة جيبوتي الكبرى تقديرا لمسيرتها الحافلة في المجال الدبلوماسي وكونها أول امرأة جيبوتية تتبوأ منصب سفيرة، فيما نالت الجائزة الثانية السيدة/ بهجة عوض زكي تقديرا لنجاحها في مجال تعزيز ريادة الأعمال وإنشاء المشاريع الاقتصادية، وحازت الجائزة الثالثة جمعية من إقليم دخل تنشط في مجال التنوع البيلوجي.
المصدر / جريدة القرن .