الرئيسية / news / القمة الأفريقية السادسة للمصارف الإسلامية تختتم أعمالها اليوم بجيبوتي

القمة الأفريقية السادسة للمصارف الإسلامية تختتم أعمالها اليوم بجيبوتي

من المقرر أن تختتم اليوم الخميس في فندق كمبنسكي بالاس جيبوتي أعمال القمة الأفريقية السادسة للمصارف الإسلامية تحت شعار «فتح الإمكانات الإستراتيجية والاقتصادية لتمويل الإسلامي في إفريقيا»، والتي كرست لمناقشة سبل استغلال الفرص من أجل توسيع قاعدة نمو التمويل الإسلامي والتكافل في القارة السمراء. 

وكانت فعاليات القمة قد انطلقت يوم أمس الأربعاء تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، وبحضور السيدة الأولى رئيسة الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي السيدة/ خضرة محمود حيد، ورئيس الوزراء السيد/ عبد القادر كامل محمد، ورئيس الجمعية الوطنية السيد/ محمد علي حمد، وأعضاء الحكومة، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي الجيبوتي السيد/ أحمد عثمان علي، والأمين العام لهيئة المراجعة والمحاسبة للمؤسسات المالية الإسلامية الدكتور/ حامد بن حسن ميرة، وأكثر من 250 شخصية من رواد العمل المصرفي، من بينهم محافظو البنوك المركزية في المغرب وكينيا.
وفي كلمة له في حفل الافتتاح، أدان رئيس الجمهورية بشدة الهجمات الإرهابية التي تعرض لها الصومال الشقيق مؤخرا، داعيا الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ورضوانه، ويمن على المصابين في هذه الهجمات الإجرامية التي ترتكب باسم الإسلام من قبل أفراد وجماعات مجرمة وجبانة بالشفاء العاجل.
وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: «تعتز جمهورية جيبوتي باستضافة القمة الإفريقية للمصاريف الإسلامية في نسختها السادسة وهي بمثابة خطوة هامة جدا إلي الأمام لتطوير التمويل الإسلامي في إفريقيا».
وأكد رئيس الجمهورية في معرض كلمته أن دورة هذا العام من القمة لها أهمية خاصة بالنسبة لجيبوتي التي فازت بجائزة التمويل الإسلامي العالمية المرموقة.وأردف قائلا:«في الوقت الذي نقدر فيه هذا الاعتراف بمساهمتنا المتواضعة في تنمية التمويل الإسلامي في جيبوتي، نعتبر الجائزة نتيجة لهذه القمة السنوية المنظمة من قبل المعهد الدولي لتحليل الأعمال، التي تقدم لنا عاما بعد عام رؤية دولية أكبر ولهذا السبب أود أن أتشارك هذه الجائزة مع جميع الخبراء البارزين الذين يرافقوننا في هذا المشروع».
وأوضح أن الميزة الفريدة للتمويل الإسلامي تكمن في أسسه ومبادئه التشغيلية المستمدة من الشريعة، التي تحميه من الصدمات والأزمات، بالإضافة إلى ارتباطه القوي مع الاقتصاد الحقيقي والطابع التنافسي للبنوك الإسلامية، ومنتجاته المالية المبتكرة، مشيرا إلى أن هاتين الميزتين تعتبران جوهر التمويل الإسلامي، والذي ساعده على تجاوز نطاقه الطبيعي.
وذكر رئيس الجمهورية إلي أن انتشار التمويل الإسلامي في القارة السمراء لا يزال منخفضا جدا، وأن التقديرات تشير إلى أن الأصول المخصصة للقارة تتراوح ما بين 1 و2٪ على الرغم من أن أفريقيا تضم نصف المسلمين في العالم.
وقال رئيس الجمهورية: « لقد ولت الأيام التي كانت فيها أفريقيا تقف وقفة المتفرج فيما يتعلق بالتنمية الدولية وتعتمد فقط على المساعدة الإنمائية الرسمية لبقائها. اليوم، أصبحت أفريقيا قارة ذات نمو قوي يبشر بآفاق نمو مستقبلي وفرص تجارية واعدة لأي مستثمر. ولا تقل الحاجة عن 100 مليار دولار أمريكي سنويا لتمويل هذه الاستثمارات».
وتطرق رئيس الجمهورية في كلمته إلي النمو الاقتصادي في بلانا خلال العقد الأخير قائلا» لقد شهدت جمھوریة جيبوتي نموا قويا على مدى العقد الماضي، حيث بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 6 في المائة في عامي 2015 و 2016، ومن المتوقع أن يزيد عن 7 في المائة في السنوات القليلة المقبلة، هذا الأداء يعتبر نتيجة لرؤيتنا التنموية المبنية على أساس اقتصاد الخدمات ذات القيمة المضافة العالية، والمنفتح للعالم الخارجي».
وأردف قائلا: «لقد راهنا على جعل جيبوتي مركزا استراتيجيا وتجاريا وماليا إقليميا، وقد استثمرنا لهذا الغرض أكثر من 10 بلايين من الدولار في الهياكل الأساسية من الموانئ والطرق والسكك الحديدية والطاقة والاتصالات، وقمنا بإجراء إصلاحات هامة في مجالات التشريعات التجارية والضريبية والجمركية، فضلا عن القطاع المالي».
ودعا رئيس الجمهورية في ختام كلمته إلى تركيز المناقشات على بحث الأفكار والسبل والوسائل اللازمة لإزالة العقبات التي تحول دون التطور السريع للتمويل الإسلامي في أفريقيا بغية فتح آفاق جديدة في تمويل التنمية في القارة.
من جانبه، قدم محافظ البنك المركزي شكره لرئيس الجمهورية على رعايته الكريمة لهذه القمة، وذكر أن القطاع المالي في جيبوتي عرف انتعاشاً لا مثيل له نجم عنه تزايد عدد المنشطين الاقتصاديين في الأسواق المحلية وخصوصاً المصارف التي وصلت اليوم إلى 11 مصرفاً تضم 5 بنوك إسلامية، هذا بالإضافة إلى 16 مكاتب للصرافة وثلاث مؤسسات تنشط في مجال القروض المالية ومؤسسة عامة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأشار محافظ البنك المركزي في كلمته إلي أن جمهورية جيبوتي اتخذت في العقد الأخير جملة من الإصلاحات بغية تحسين مناخ الأعمال من خلال اعتماد المعايير وأفضل الممارسات الدولية في المجال المالي، لافتا إلى أن هذه الجهود آتت ثمارها
وأوضح أن القطاع المالي في جيبوتي يشهد نموا مطردا نتيجة تزايد عدد المشغلين والمؤسسات المالية الأمر الذي يجذب مستثمرين جدد.
وتحدث في افتتاح القمة أيضا، الأمين العام لهيئة المراجعة والمحاسبة للمؤسسات المالية الإسلامية، وأوضح أن هذه الهيئة هي منظمة دولية غير ربحية تضطلع بإعداد وإصدار معايير المحاسبة المالية والمراجعة والضبط وأخلاقيات العمل والمعايير الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية خاصة، والصناعة المصرفية والمالية الإسلامية على وجه العموم، وأكد على أهمية أعمال هذه القمة لبلورة أفكار من شأنها أن تسهم في تطوير التمويل الإسلامي في القارة الأفريقية، متمنيا للقمة النجاح والتوفيق في تحقيق ذلك.
انطباعات ….. تعليقات .
السيد/ عبد الرحمن أحمد طه:
مالك مؤسسة أبو أحمد للتصدير والاستيراد
في البداية أود أن أشيد بفخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، على الجهود الحثيثة التي يبذلها من أجل تعزيز حضور المصارف الإسلامية، وإن رعايته الكريمة لهذا المؤتمر السنوي، تعكس مدى الاهتمام الذي يوليه فخامته لهذا القطاع الحيوي. ومنذ العام 2006 فتحت البلاد أبوابها للبنوك الإسلامية التي ساهمت بما لا يدع مجالا للشك في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما أسهمت هذه المصارف التي تقدم خدماتها البنكية وفق الصيغ الإسلامية في الارتقاء بالواقع الاقتصادي والمعيشي للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا في جيبوتي.
ومما لاشك فيه أن هذه المبادرة ستدعم الجهودَ التي تبذلها الحكومةُ بقيادة رئيس الجمهورية لجعل جيبوتي مركزا اقتصاديا وتجاريا على المستويَين الإقليمي والدولي، انطلاقا من موقعها الاستراتيجي، كهمزة وصل بين القارات، وكبوابة اقتصادية للدول الأعضاء في السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا «الكوميسا».
وأخيرا نؤكد بصفتنا من رجال الأعمال في هذا البلد الحبيب دعمنا الكامل لكافة المشاريع التنموية التي أطلقها رئيس الجمهورية من أجل تحقيق تطلعات وآمال الشعب الجيبوتي بمختلف مكوناته..سائلين الله أن يسدد خطاه ويجعله ذخرا للبلاد والعباد.

السيد/ أحمد الذيب:
مدير كاك بنك الدولي بجيبوتي
أولا نتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على هذا المؤتمر السنوي الذي تستضيفه جيبوتي للعام السادس على التوالي، كما نرحب بالضيوف والوفود الرسمية التي تشارك فيه سواء من الداخل أو الخارج.
وتنعقد الدورة السادسة للقمة الإفريقية للمصارف الإسلامية التي ينظمها البنك المركزي الجيبوتي برعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، وتأتي بعد فترة وجيزة من تكريم رئيس الجمهورية بتسليمه الجائزة العالمية للتمويل الإسلامي خلال حفل أقيم في عاصمة جمهورية كازاخستان أستانا.
وبالفعل فإن جيبوتي وعقب فوزها بهذه الجاهزة أصبحت أمام استحقاق جديد، وهو كيف تصبح مركزا إقليميا ودوليا خاصة فيما بتعلق بالتمويل الإسلامي.
وأود في هذه الفرصة أن أؤكد مدى جاهزيتنا للعمل مع القيادة السياسية في جيبوتي، ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية حتى يتسنى تحقيق الأهداف المنشودة والتي تجعل البلاد مركزا للمالية الإسلامية.

المصدر :alqarn