شارك رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله يوم أمس الأحد في مؤتمر التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي استضافته العاصمة الهندية نيودلهي بتنظيم مشترك بين رئاسة الوزراء الهندية والرئاسة الفرنسية. وركز هذا المؤتمر الذي جمع وفودا من 121 دولة على تأكيد أهمية الطاقة الشمسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واتفاق باريس للتغير المناخي، والتشجيع على زيادة استخدامها ونشر حلولها عالمياً، وضمان تضافر الجهود بين الدول الأعضاء والشركاء الدوليين.
وفي هذا السياق، فإن التحالف الدولى للطاقة الشمسية، يهدف الى تعزيز توليد الطاقة الشمسية فى محاولة للحد من الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري، وتأتي مشاركة الدول في هذا التحالف الجديد فى سياق الالتزامات المقطوعة في قمة المناخ (قمة الكوكب الواحد) التى استضافتها باريس في شهر ديسمبر الماضى.
وفي كلمة له في المؤتمر، حذر رئيس الجمهورية من خطورة التحديات البيئية في عصرنا والتي قد تقود إلى مأزق عالمي لا تحمد عقباه، مضيفا بالقول :»أصبحت تأثيرات تغير المناخ أكثر فأكثر في بلداننا من تقدم الصحاري والتقلبات المناخية المتزايدة، وزيادة غازات الاحتباس الحراري والعديد من العوامل الأخرى التي تسهم في إحداث تغيير عميق في التوازن الطبيعي لكوكبنا. لذلك فإن توفير حلول ملموسة لهذه التحديات بات يشكل اليوم ضرورة ملحة».
وأردف قائلا :«منذ تأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية في نوفمبر 2015 في باريس، فإن هذه المؤسسة وضعت هدفا طموحا لمكافحة تغير المناخ على الصعيد العالمي من خلال استغلال إمكانيات الطاقة الشمسية وتوفيرها بأسعار معقولة قدر الإمكان لسكان الدول الواقعة في الحزام بين مدار السرطان والجدي- أو البلدان الـ121 التي تتمتع بإمكانات عالية بشأن الطاقة الشمسية، والتي تشكل تقريبا 73٪ من سكان العالم، وقد شهد التحالف توقيع اتفاقية إطارية من قبل 52 دولة ، منها 26 دولة قامت بالمصادقة على الاتفاقيةا».
وأثنى رئيس الجمهورية باسم الجيبوتيين جميعا على التحالف الدولي الجديد للطاقة الشمسية، والجهود النبيلة المبذولة للمساهمة في تعزيز استراتيجيات تنمية الطاقة المتجددة، وعلى رأسها «الطاقة الشمسية» في البلدان المنضوية تحت لوائه، التي تتمتع بإمكانات عالية في مجال الطاقة الشمسية، والتي غالبًا ما تواجه نقصًا في القدرات الفنية المالية لتطوير هذه الموارد بوسائلها الخاصة .
وأوضح رئيس الجمهورية في ختام كلمته أن القارة السمراء رغم طموح سياساتها للطاقة والمجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها تمتاز بمعدل منخفض في الحصول على الكهرباء، حيث لا يحصل ما يقرب من 600 مليون شخص على الكهرباء. معزيا السبب في ذلك الى ضعف القدرة الاستثمار المتاحة في بلدان القارة، والتكلفة العالية للتكنولوجيات التي من شأنها أن تمكن السكان من الحصول المستدام على خدمات الطاقة الأساسية.
هذا ورافق رئيس الجمهورية في هذه المهمة، وفد رفيع من بينه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد/ محمود علي يوسف، ووزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية السيد/ يونس علي جيدي.
رئيس الجمهورية يلتقي برئيس الوزراء الهندى على هامش المؤتمر
على صعيد آخر، إلتقى رئيس الجمهورية على هامش مشاركته في مؤتمر التحالف الدولي للطاقة بنيودلهي، برئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، واستعرض معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وجملة أخرى من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التعاون الجيبوتي-الهندي في مجال الطاقة، والقضايا المطروحة في المؤتمر.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن التحالف التحالف الدولي للطاقة يعتبر منظمة حكومية تهدف إلى مساعدة الدول الغنية بأشعة الشمس في مختلف أنحاء العالم لاستخدام الطاقة الشمسية بتكلفة معقولة، وقد وقعت 61 دولة حتى الان و32 دولة أخرى صادقت على المعاهدة.
ولدى التحالف، الذي تم تدشينه في 30 نوفمبر 2015، على هامش مؤتمر باريس لتغير المناخ، حاليا هدف يتمثل في إنتاج تريليون واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030 .
ويضم «التحالف» الدول ذات الأجواء المشمسة، والتى تسعى إلى رفع معدلات استخدام الطاقة الشمسية، ويتخذ من الهند مقرا له ، حيث تتبرع الحكومة الهندية بمبلغ 27 مليون دولار لتشكيل رأس مال التحالف وبنية تحتية لمدة 5 سنوات.
أما فرنسا التي تعتبر شريك الهند في قيادة هذا التحالف، فقد أعلن رئيسها إيمانويل ماكرون أمس، أن المجهود الفرنسى سيصل إلى مليار يورو من القروض والهبات خلال الفترة الممتدة حتى 2022.
المصدر :alqarn